حسم الحكمة قمة المرحلة السابعة إياباً من بطولة لبنان لكرة السلة وجدد الفوز على مضيفه الشانفيل 75 - 69 (19-14، 39-29، 55-58) في مباراة سجلت سقوطاً للجمهور والاتحاد حتى لو كانت السلة اللبنانية فائزة فنياً فيها. فاللقاء المشتعل في ديك المحدي شهد العديد من الأحداث بدأت مع دخول عدد كبير من جمهور الحكمة في وقت من المفترض أن تكون فيه المباراة بحضور جمهور صاحب الأرض فقط ودخول 19 شخصاً للضيوف فقط كما حصل في الذهاب. لكن أكثر من 250 مشجعاً للحكمة نجحوا في الدخول الى المدرج وأصبح من الصعب إخراجهم مع تمسّك رئيس النادي إيلي مشنتف ببقائهم طالما أنهم دخلوا. وهو أمر يتحمل مسؤوليته اتحاد اللعبة والأشخاص الموكلون من قبله بمراقبة الأبواب. وتأخر انطلاق المباراة ما يقارب النصف ساعة حتى جرى حل الموضوع ووافق الشانفيل على خوض اللقاء بعد أن دخل لاعبوه الى غرف الملابس رافضين المشاركة قبل خروج جمهور الحكمة. وكان هناك مساع من قبل أحد داعمي الشانفيل والراعي الأسبق لنادي الحكمة وديع العبسي الذي سُجّل له أول حضور منذ إعلانه الابتعاد عن نادي الحكمة. ونجح العبسي في اقناع اللاعبين بالعودة الى الملعب لتنطلق المباراة لوقت قصير قبل أن تعود وتتوقف ثانية هذه المرة لأسباب تقنية مع عطل أصاب اللوحة الالكترونية المخصصة للثواني الـ 24، لتبدأ فترة انتظار طالت لما يقارب الثلث ساعة قبل أن تنطلق المباراة مجدداً.
حضور العبسي لم يستمر طويلاً إذ غادر بعد فترة نتيجة الهتافات السياسية التي أطلقها الجمهوران حيث حضر عون وجعجع والقوات والتيار الوطني بقوة على المدرجات فتبادل الطرفان الشتائم والهتافات، ما أثار استياء عدد كبير من الحاضرين ومنهم العبسي الذي غادر احتجاجاً على هذه الأجواء. لكن الأمر الجيد أن كل هذه الأحداث حصلت بحضور عدد من أعضاء الاتحاد وعلى رأسهم الرئيس روبير أبو عبد الله، فشاهد الجميع المهازل التي حصلت في اللقاء ما يضع اللجنة الادارية واللجنة المحايدة أمام تحدي اتخاذ اجراءات رادعة. هذه اللجنة الادارية التي حُكي عن «سقوط» أحد اعضائها بعد استقالة رئيس نادي الشانفيل وأمين صندوق الاتحاد إيلي فرحات من منصبه احتجاجاً على ما حصل في المباراة على صعيد دخول الجمهور. وأشار فرحات لـ«الأخبار» إلى أن استقالته شفهية وسيتم ارسالها خطياً الى الاتحاد، وهي تأتي نتيجة عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه. «فمن المفترض أن يدخل 19 شخصاً فقط لكن وافقنا على رفع العدد الى 40 كبادرة حسن نية، لكن مع دخول ما يقارب الـ 400 الى 500 مشجع فهذا لم يكن مقبولاً. ونحن وافقنا على لعب المباراة كرمى لرئيس الاتحاد وبناء على وعد بإخراج الجمهور الحكماوي لدى اطلاق أي هتافات مسيئة. لكن هذا لم يحصل وقيل ما قيل على المدرجات ولم يحرّك أحد ساكناً».
لكن ما حصل خارج أرض الملعب لم يؤثر على اللقاء الذي جاء قمة في الإثارة وتقارب المستوى بشكل كبير رغم تقدم الحكمة في معظم فترات اللقاء. فالشانفيل بقي قريباً طوال الوقت وكان باستطاعته أن يقلب النتيجة لو عرف لاعبه رايشون تيري كيف يقود فريقه نحو الفوز في الدقائق الأخيرة رغم تميّزه في المباراة. أما الحكمة فقد قاده لاعبه جوليان خزوع نحو الفوز بالأداء الدفاعي الكبير الذي قدمه (10 نقاط و11 متابعة)، اضافة الى زميله الاميركي آرون هاربر الذي سجل 28 نقطة و10 متابعات و5 تمريرات حاسمة، وأضاف مواطنه دايشون سيمز 25 نقطة و12 متابعة. في المقابل، كان أفضل مسجل للخاسر الاميركي رايشون تيري بـ 24 نقطة (منها 6 ثلاثيات من 11 محاولة) و10 متابعات، وأضاف فادي الخطيب 21 نقطة و8 متابعات والجورجي نيكولوز تسكيشفلي 11 نقطة و11 متابعة و5 تمريرات حاسمة.