طوى نادي الأنصار حقبة طويلة من رئاسة آل دياب للنادي، مع استقالة الرئيس كريم دياب أمس بعد ثماني سنوات في الرئاسة خلفاً لوالده الرئيس «التاريخي» سليم دياب. وما كان يجب أن يحصل قبل عام حصل أمس، حيث أصبح للنادي رئيس جديد هو نبيل بدر الذي تسلم المنصب خلفاً لدياب، خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر النادي في الطريق الجديدة، كرمزية على أهمية الحدث والمكان، كما قال مدير النادي الزميل عباس حسن. ومن المفترض أن تُضَخ كمية من الأموال تساعد النادي على الوقوف على رجليه مجدداً وعودة المدرب جمال طه (الذي كان حاضراً في المؤتمر الصحافي) إلى منصبه أمس حيث قاد تمرين الأنصار عصراً. ويأتي التغيير بعد وصول الأمور إلى مرحلة لا تحتمل من الشح المادي نتيجة توقف الراعي الكبير للنادي، أي آل الحريري، عن دفع الأموال. وهو أمر يحمل أكثر من وجهة نظر، وخصوصاً مع تلك التي تقول إن دعم آل الحريري المادي ليس بالضرورة مباشراً. ففي معلومات لـ«الأخبار» أن هناك اتفاقاً بين الحريري وسليم دياب يتضمن في جزء منه تمويل النادي من قبل دياب مقابل أعمال خاصة يستفيد منها الأخير بطريقة غير مباشرة. فهناك مثلاً إعلانات «سوليدير» التي هي محصورة بشركة «برايم ميديا» التي يملكها منير الزعتري، لكن لدياب حصة فيها، ما يعني أن جميع الإعلانات في منطقة سوليدير مملوكة حصرياً من شركة يعود جزء من أرباحها لسليم دياب. أضف إلى ذلك حصرية طبع صور الحملة الانتخابية النيابية وإعلاناتها، عبر شركة «برينتك» التابعة لبرايم ميديا والتي هي تتقاضى بدلات مادية عالية مقارنة مع ما يمكن أن تتقاضاه شركات أخرى في حال جرى استدراج عروض وهو ما لا يحصل.
فضلاً عن أن آل الحريري يدعمون النادي من خلال قطعة الأرض التي يبلغ ثمنها ما يقارب عشرين مليون دولار، ويمكن أن تدرّ سنوياً على النادي مئات الآلاف من الدولارات، إضافة إلى وجود ملعب مخصص لتمارين جميع فرق النادي دون الحاجة إلى دفع بدل مادي، أي إن العلاقة بين الأنصار وآل الحريري مادياً شبيهة بالعلاقة بين الرياضي والحريري، حيث إن رئيس النادي هشام جارودي يصرف على النادي مقابل أعمال أخرى خارج إطار الرياضة.
لكن أحد الأشخاص المتابعين عن كثب للموضوع يؤكّد أن دياب يمر بضائقة مالية كبيرة أدت الى عدم قدرته على دفع الأموال. ولا يمكن مقارنة دياب بجارودي. وإذا كان هناك من اتفاق ضمن هذا الإطار فمن المؤكّد أنه في السنوات الثلاث الأخيرة لم يكن هناك أعمال يمكن أن تدر أرباحاً.
ولم يكن كريم دياب الوحيد الذي استقال من اللجنة الادارية، حيث قدم أمين الصندوق رجا صعب والمحاسب أحمد لاوند استقالتهما أيضاً. وستُعقد جمعية عمومية في 15 آذار لانتخاب أعضاء مكملين، وتم تكليف عضو اللجنة فادي شمسين بمهام أمانة الصندوق، وزميله هيثم دوغان بمهام المحاسب والدكتور نور الدين الكوش بمهام نائب الرئيس لحين اجراء الانتخابات.
وبالعودة الى المؤتمر الصحفي فقد شهد «حفلة» من الشكر المتبادل بين دياب وبدر وآل الحريري، قبل أن يتم طرح الأسئلة من قبل الصحافيين. ففي سؤال وُجّه الى أمين السر وضاح الصادق حول الضمانات التي يمكن أن يقدمها لنجاح المشروع الجديد بعد مجموعة من التجارب الفاشلة سابقاً، أشار الصادق الى أن الضمانة في أن يعمل الاتحاد على إيجاد كرة قدم صحيحة قائمة على التسويق والاعلانات. «وهذا لا يمكن أن يحصل طالما أن كرة القدم سيئة». وكان هناك سؤال آخر حول نيته الترشّح لانتخابات الاتحاد طالما أن جزء من المشكلة هناك، قال الصادق «الدخول الى الاتحاد يكون بناء على مشروع واضح. والأنصار يجب أن يكون ممثلاً في الاتحاد لكن ضمن خطة عمل ومشروع متكامل. أما إذا كان الهدف هو الجلوس على الكرااسي وحضور الاجتماعات الأسبوعية دون فائدة فنحن غير معنيون بالدخول الى الاتحاد».