لم يتصوّر كثيرون أن يسطع نجم الألماني سامي خضيرة بهذه القوة مع ريال مدريد الاسباني بعدما عانى كثيراً لكسب ثقة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، اذ بعد ظهوره بمستوى مشرّف في مباريات عدة وبمستوى متذبذب في اخرى خلال الموسم الماضي، تمكن خضيرة من ابقاء منافسيه على مركز الوسط - المدافع على مقاعد البدلاء.
الأداء الرائع لخضيرة مع منتخب بلاده في كأس أوروبا 2012 بقيادة المدرب يواكيم لوف الذي وظفه بشكل ممتاز، والذي سبقه مستوى متطوّر في آخر مباريات ريال مدريد الموسم الماضي، أشادت به وسائل الإعلام الإسبانية وقتها، حيث ظهر خضيرة أكثر شجاعة بنقل الكرة وكذلك بعملية الضغط واستردادها، كما بات يدخل منطقة الجزاء ليشارك بتسجيل الأهداف مثل هدفه أمام اليونان في ربع نهائي الـ«يورو»، وفرصته الخطيرة أمام إيطاليا في نصف النهائي التي كانت لتترجَم الى هدف رائع لولا براعة الحارس جانلويجي بوفون.
هذا التقدّم النوعي عاد ليظهره خضيرة مع ناديه الملكي، حيث انه يقدّم افضل ما لديه خلال موسمه الثالث مع الفريق فهو يساند المهاجمين بشكل رائع، فضلاً عن تميّزه الكبير من الناحية الدفاعية الى جانب شابي الونسو في مركز الارتكاز ما جعله المحور المفضل لمورينيو مع الاخير بعدما كان يحتار في الاختيار بينه وبين الفرنسي لاسانا ديارا وبين الأرجنتيني استيبان غرانيرو سابقاً، وبين الغاني مايكل إيسيان والكرواتي لوكا مودريتش حالياً.
واستناداً الى الونسو فإن خضيرة يجد نفسه مرتاحاً في المشاركة في الأدوار الهجومية لينافس مهاجمي الفريق في تسجيل الأهداف حيث نجح في تسجيل ثلاثة منها هذا الموسم فضلاً عن صناعته أربعة أخرى. والمدهش في خضيرة أنه سعى، ولا يزال، لتحسين مهاراته في منطقة الهجوم، وخير دليل على هذا الأمر هدفه الأخير مع «المانشافت» أمام فرنسا (2-1) في مباراة ودية، حيث أسكن الكرة بشكل فني ومتقن في الشباك.
خضيرة (25 عاماً)، الذي عُرف عنه خجله حيث أنه قليل الحديث عن نفسه، يتميز بانضباطه التكتيكي العالي حيث يمتثل لتعليمات مدربيه، فضلاً عن قدراته البدنية العالية بركضه لأكثر من 10 كيلومترات في كل مباراة، والتكتيكية بعدما جعله مورينيو لاعباً استراتيجياً مهماً، بحسب ما يقول، ذاكراً أنه في وضعية الهجوم لفريقه يفكر بعناية في تلك اللحظة كيف سيدافع وأين المكان الذي سيقوم بتغطيته في حالة ارتداد الخصم، كما أنه عندما يكون في وضعية الدفاع يرى أين مواقع زملائه المهاجمين وأين المكان الأنسب للتمرير لبدء هجمة فعالة بقدر الإمكان. كل ذلك أجبر الصحافة على كيل المديح له، بعدما لم يصبر عليه البعض سابقاً واصفين إياه باللاعب الذي لا يجيد سوى الجري بشكل عشوائي ولا يجيد ترويض الكرة ولا تمريرها.
تمكن خضيرة من إسكات منتقديه بعدما لم يكن ينتظر منهم شيئاً. يعلم «التونسي الأصل» أنه «الجندي المجهول» أينما تواجد. دوره غير لافت للأنظار كحال زملائه في المنتخب وفي الملكي كمواطنه مسعود أوزيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكنه ذو أهمية كبيرة.
لم يتوقع أشد المتفائلين أن يقدم لاعب شتوتغارت السابق ما يقدمه الآن. من المؤكد أن الـ 10 ملايين يورو التي صُرفت لانتقاله الى النادي الملكي قد ارتفعت الآن كثيراً في حال فكر أحد الأندية الكبرى، كما فعل مانشستر يونايتد سابقاً، بالتعاقد معه. لا يبقى أمام خضيرة الآن إلا أن يواصل التطور في ما تبقى من مباريات لكي لا يخالف قول الـ «سبيشال وان» فيه: «خضيرة لاعب لا يضاهى بمركزه ولا يوجد له مثيل».



شكوك حول ألونسو

شهدت الحصة التدريبية الأخيرة التي خاضها ريال مدريد غياب لاعب الوسط الإسباني شابي ألونسو بسبب الإصابة التي تعرّض لها في الجولة الماضية أمام غرناطة. ويستبعد أن يلحق ألونسو بالتشكيلة التي ستواجه إشبيلية الليلة على ملعب «سانتياغو برنابيو». وشهدت التدريبات أيضاً، غياب الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بسبب الإرهاق، حيث تدرب فقط في صالة اللياقة البدنية.