لا يختلف اثنان على موهبة البرتغالي كريستيانو رونالدو واعتباره ثاني أفضل لاعب في العالم بعد الأرجنتيني ليونيل ميسي. إلا أن المباراة الأخيرة لريال مدريد في الدوري الإسباني أمام غرناطة أثبتت بما لا يدّعي مجالاً للشك أن الكثير من فاعلية «سي أر 7» تضعف مع غياب النجم الألماني مسعود أوزيل، فضلاً عن الفراغ الكبير الذي يتركه الأخير على ناديه الملكي. هذا الأمر لا يتوقف عند المباراة الأخيرة، بل في معظم المباريات التي غاب عنها «إل كويرفو» أو «الغراب»، كما يطلق على أوزيل، إن بداعي الإيقاف أو بداعي الإصابة.
في حقيقة الأمر، تمكن أوزيل منذ قدومه إلى «سانتياغو برنابيو» صيف 2010 من أن يحقق أرقاماً مدهشة بقميص النادي الملكي، بحيث إن الألماني نجح في صناعة 62 هدفاً لزملائه في كافة المسابقات، وقد اختير أفضل صانع ألعاب في «الليغا» في موسميه الأولين بصناعته 17 هدفاً في كل منهما، إضافة إلى أنه أصبح أول لاعب في «الميرينغيز» يصنع 5 أهداف في «إل كلاسيكو» أمام برشلونة منذ عام 1998، وذلك في 14 مباراة، وهو الأفضل في كلا الفريقين حالياً، بحيث يتفوّق على أندريس إينييستا الذي صنع 3 أهداف في 23 مباراة.
في هذا الموسم، رغم البداية البطيئة لأوزيل، إلا أن أرقامه بدأت بالتحسن تدريجاً مع استعادته لـ«فورمته» السابقة، حيث صنع 10 أهداف لزملائه ومرر ما مجموعه 52 كرة سانحة للتسجيل، حيث يتبوأ المركز الأول في الدوري الإسباني برقمه هذا.
غير أن أرقام الألماني هذه تصبّ بالدرجة الأولى في مصلحة رونالدو؛ إذ إن أوزيل كان السبب في إحراز زميله البرتغالي 26 هدفاً، بينها 5 من أصل تمريراته العشر الناجحة هذا الموسم. فضلاً عن ذلك، إن تمريراته الخمس التي ترجمت الى اهداف في «إل كلاسيكو» كان نصيب «الدون» أربعة منها.
هذه الأرقام تبدو وحدها كافية للحديث عن الدور الكبير الذي يؤديه أوزيل في الازدياد الرهيب لعدد اهداف رونالدو تدريجاً مع ريال مدريد، حيث وصل حتى اللحظة الى 179 هدفاً في أربعة مواسم، فيما سجل 118 هدفاً بقميص مانشستر يونايتد في 6 مواسم، ما جعل الألماني يتفوق على الويلزي راين غيغز الذي كان يُعَدّ صانع الأهداف الأُول لرونالدو، وهذا الأمر لا يستند طبعاً فقط إلى صناعة أوزيل 26 هدفاً لـ«سي آر 7»، بل في الدور الذي يؤديه «إل كويرفو» في منتصف ملعب النادي الملكي بحيث لا يتوقف عند خروج الكرة الأخيرة للهدف من قدمه اليسرى السحرية بل في بنائه الهجمات وتوزيع الكرات يمنة ويسرة وتسهيل مهمات زملائه. فضلاً عن ذلك، فإن دور أوزيل مع رونالدو يتخطى الأرقام إلى خلق المساحات أمام البرتغالي وتخفيف الرقابة عنه، بحيث من النادر أن نرى أقل من لاعبَين يقفان بوجه أوزيل عندما تكون الكرة بين قدميه، وهذا ما يفيد «الدون».
المريح لرونالدو بوجوده مع أوزيل هو أسلوب الأخير؛ بحيث يتسم أداؤه بالتعاون مع زملائه الى أقصى الحدود، وهو يشعر بالاستمتاع عند صناعته الأهداف، لا بل إنه يفضل إمرار الكرات في كثير من الأحيان عندما يكون أمام فرصة سانحة للتسديد أو التسجيل، وهذا ما بدا واضحاً في «الكلاسيكو» الأخير.
لا يمكن القول إلا أن رونالدو محظوظ بوجود لاعب مثل اوزيل الى جانبه، وهذا ما يفتقده مع منتخب البرتغال. اوزيل جوهرة لرونالدو قبل أن يكون كذلك لريال مدريد، هذا على الأقل ما يعبّر عنه «سي آر 7»، حيث يقول: «يوجد ترابط عميق بيننا، وما زلنا نتحسن. يعجبني اللعب معه (أوزيل)، فهو لاعب رائع».