المشهد نفسه يتكرر للمرة الثالثة على التوالي. منتخب لبنان لكرة القدم يخرج خاسراً أمام نظيره القطري 0-1، في المباراة الودية التي أقيمت بينهما على ملعب السد في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن استعداداتهما لبدء مشوار تصفيات كأس آسيا 2015 المقررة في أوستراليا. إلا أن ما يدعو الى القلق ليس عدم التخلص من الهزائم أمام قطر، بل المستوى الذي ظهر عليه المنتخب اللبناني عشية لقائه المهم في ضيافة إيران في السادس من الشهر الحالي. وبدا لبنان غير قادرٍ على تشكيل خطرٍ كبير على نظيره القطري، في ظل عدم وجود رأس حربة واحد في المجموعة يمكنه أن يتحرك في خط المقدمة ويسمح عبر انطلاقاته الى الأمام للاعبي خط الوسط باستغلال المساحات والاقتراب أكثر من منطقة الخصم.
وبدا لافتاً أن أداء اللبنانيين اختلف بين شوطي المباراة، إذ كان «رجال الأرز» الأكثر استحواذاً على الكرة في الشوط الاول بفضل لاعبي الأجنحة ووسط الميدان هم أحمد زريق وعدنان حيدر ومحمد شمص وعباس عطوي ومحمد حيدر ونادر مطر، الذين تمكنوا من استخلاص الكثير من الكرات، لكن من دون أن يتمكنوا من استثمارها لتسجيل الاهداف.
وفي الشوط الاول أيضاً، كان لبنان أول من صنع الخطورة عبر عدنان حيدر في الدقيقة الخامسة، ليغيب بعدها الأخير عن أجواء اللقاء، الذي شهد في أواخر نصفه الاول أخطر فرصة قطرية عندما ارتدت رأسية إبراهيم ماجد من العارضة إثر ركلة حرة نفذها خلفان إبراهيم.
الخيارات لم تكن كثيرة امام مدرب لبنان الالماني ثيو بوكير في الشوط الثاني، وهو الذي ظهرت العصبية عليه طوال الدقائق التسعين، وخصوصاً بعدما لمس أفضلية قطرية منذ انطلاق الشوط الثاني تعامل معها بالشكل المطلوب المدافعون علي حمام ويوسف محمد ومعتز بالله الجنيدي ونور منصور، حتى جاءهم التهديد الاول من المجنّس سيباستيان سوريا الذي سدد كرة من مسافة قريبة إثر عرضية من خلفان ابراهيم أنقذها الحارس عباس حسن (53).
ورغم أفضليتهم، احتاج القطريون الى مساعدة الحكم الاردني أدهم محمد لتسجيل هدف الفوز، إذ لم يحتسب الأخير خطأً ارتكبه طلال البلوشي على الحارس حسن إثر ركنية ليستفيد عبد الكريم حسن ويحوّل الكرة المرتدة اليه الى الشباك (61). كذلك، احتسب الحكم ركلة جزاء لقطر إثر عرقلة وليد اسماعيل لماجد محمد، سددها جارالله المري وتصدى لها حسن ببراعة (88).
(الأخبار)