قد لا تكون هناك مشكلة في مركز حراسة المرمى في ريال مدريد بطل الدوري الإسباني لكرة القدم، لكن الأكيد أن هناك شيئاً يشبه الضياع، إذ لا يبدو واضحاً من سيكون الحارس الأساسي في الفترة المقبلة، ولو أن البعض قد يستند الى معطيات تعطي اسماً على حساب آخر. النقطة الأولى القريبة للمنطق طبعاً تأتي خلاصتها بأنه ليس بإمكان أحد أن «يغبّر» على مركز إيكر كاسياس، الذي منذ دخوله بديلاً لسيزار سانشيز أمام باير ليفركوزن في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2002، انتزع القميص الرقم 1 وبات لا يمسّ بالنسبة الى كلّ المدربين الذين تعاقبوا على الفريق الملكي، وذلك حتى قرر البرتغالي جوزيه مورينيو قبل أكثر من شهر تقريباً إبعاده لمصلحة بديله أنطونيو أدان. وطبعاً فإن الأخير لا يفوق كاسياس كفاءة، بل إن مورينيو أراد استخدامه في حربه الخفيّة ضد عصبة اللاعبين الذين يُقال إنهم يضغطون على الإدارة من أجل إقالة المدرب الفذ.
وهنا تبرز النقطة الثانية التي يقول أصحابها إن أدان يستحق أن يكون الحارس الأساسي لريال مدريد، وإن القدر يميل إليه حالياً ليصبح الحارس الأول مع «الميرينغيز»، وما إصابة كاسياس بكسرٍ في يده وابتعاده ثلاثة أشهر عن الملاعب لا يمكن وضعها إلا في هذا السياق. وطبعاً يأتي الداعمون لأدان انطلاقاً من أن الحارس الشاب يتمتع بكل الصفات التي تؤهله لأن يقف بين الخشبات الثلاث لفريقٍ كبير مثل ريال مدريد، وقد خرجت صحيفة «ماركا» المدريدية الهوى لتؤكد هذا الأمر عندما وضعت أحد نقادها في مركز المراقب المباشر لأدان من أجل تحليل تحركاته، وقد وصلت الى نتيجة بأنه يتمتع بحسّ تركيزٍ عالٍ حتى عندما لا تكون الكرة في مدار منطقته. ومع هذا التحليل، يمكن الإشارة الى أن أدان يتمتع ببنية جسمانية مثالية لحارس مرمى (1.90 م)، إضافة الى أنه نشأ وترعرع في مدريد حيث يدافع عن ألوان النادي منذ 16 سنة، وهو على شاكلة كاسياس أي ابن النادي ومشجع له ووفيّ لقميصه، وخصوصاً أنه رفض الرحيل مرات عدة رغم العروض التي جاءته ليصبح أساسياً في مكانٍ آخر، إذ عُرف عنه في إسبانيا براعته انطلاقاً من تمثيله بنجاح كل منتخبات الفئات العمرية التي حمل شارة القيادة في معظمها، ورفع مع أحدها بطولة أوروبا للاعبين دون الـ 19 عاماً.
لكن، وفي موازاة كل هذا الدعم لأدان الذي ارتكب هفوة كبيرة أخيراً عندما طُرد أمام ريال سوسييداد بعد ست دقائق فقط على بداية اللقاء، طفت نقطة ثالثة في محور حراسة المرمى، تمثلت بتعاقد ريال مدريد مع حارس مرّ عليه سابقاً هو دييغو لوبيز. وهذه الصفقة تأخذنا الى أن قدوم الأخير ليس مؤقتاً، والدليل أن تعاقد الريال معه يمتد لمدة أربعة أعوام ونصف، أي أن أدان قد يجد نفسه عائداً بسرعة الى مقاعد الاحتياط، وخصوصاً أن البعض يرشّح لوبيز لتسلّم زمام المبادرة بعد مباراة «إل كلاسيكو» في نصف نهائي كأس إسبانيا مساء غدٍ، حيث قيل إن مورينيو ليس مقتنعاً بالقدرات التقنية لحارسه الشاب بقدر ما أراد إبعاد كاسياس عن مركزٍ أساسي.
فعلاً، تبدو الصورة ضبابية أقله في حال نظرنا الى المدى البعيد، رغم أنه لا يفترض أن يكون هناك في إطار هذه الصورة سوى رجل واحد اسمه إيكر كاسياس، إذ ببساطة هو أحد أفضل حراس المرمى في العالم.



الكلّ يثق بأدان

أعطى مساعد المدرب في ريال مدريد إيتور كارانكا دفعة معنوية مهمة لأنطونيو أدان عندما قال إن الكل يثق به في النادي، مضيفاً: «هو يعرف أننا نثق به وسيسير قدماً في تطوّره»، غامزاً بأن أدان سيستمر أساسياً في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا على حدّ سواء.