رغم أن تشكيلته الحالية لا تُقارن البتة بتشكيلته الذهبية في عام 2000 حين أحرز لقب الدوري الإيطالي للمرة الأخيرة، إلا أن لاتسيو يقف حالياً في المركز الثاني في سلم الترتيب العام في الـ«سيري أ»، مبتعداً بفارق 3 نقاط فقط عن حامل اللقب والمتصدر يوفنتوس. في 2000 كان النجوم في تشكيلة «البيانكوسيليستي» لا يُحصَون، بدءاً من الحارس لوكا ماركيجياني والمدافعين: أليساندرو نيستا والصربي سينيسا ميهايلوفيتش والهولندي ياب ستام، وصولاً إلى لاعبي الوسط: التشيكي بافل نيدفيد والبرتغالي سيرجيو كونسيساو والأرجنتينيّين دييغو سيميوني وخوان سيباستيان فيرون وروبرتو مانشيني إلى المهاجمَين سيموني إينزاغي والتشيلياني مارتشيلو سالاس، أما في الوقت الحالي، فإذا ما أردنا أن نحصي النجوم في الفريق، فلا نجد من الفئة الأولى بينهم سوى الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه، وإلى حد ما البرازيلي هيرنانيس، وبدرجة أقل المخضرم الآخر ستيفانو ماوري.
انطلاقاً من هذه النقطة الأخيرة، أي غياب النجوم عن الفريق الأزرق، لم يكن كثير من المحللين والنقاد يتوقعون مع بداية الموسم، أو يتخيلون أن «اللاتسيالي» سيكون في هذا الموقع في المرحلة العشرين من البطولة الإيطالية، وذلك مقارنة بتشكيلات فرق إنتر ميلانو ونابولي وميلان حتى مع رحيل أبرز نجومه، وصولاً إلى الجار في العاصمة روما ونوعاً ما فيورنتينا. إلا أن الواقع على الأرض بعد انقضاء أكثر من نصف الموسم كان معاكساً كلياً لما كتب في الصحف. وأكثر من ذلك، نجح لاتسيو في بلوغ نصف نهائي كأس إيطاليا، حيث سيقابل يوفنتوس وحجز مقعده في دور الـ 32 من مسابقة «يوروبا ليغ» بعد تصدره مجموعته في الدور الأول أمام توتنهام هوتسبر الإنكليزي وباناثينايكوس اليوناني.
في الواقع، ثمة العديد من الأسباب التي جعلت لاتسيو يصل إلى هذه المرتبة المتقدمة جداً في هذا الموسم حتى اللحظة. أولاها، أن الفريق يُعَدّ وحدة متماسكة ومنسجمة إلى أبعد الحدود، حيث يقدم كرة جماعية قلّ نظيرها مع غياب الفردية، إلا في بعض الأحيان من قبل هيرنانيس، هذا فضلاً عن أسلوب اللعب المبني على الضغط العالي على الكرة والقتالية في الأداء، وتحديداً من قبل لاعبين ككريستيان ليديسما وأنطونيو كاندريفا والفرنسي عبد الله كونكو. هذا الأسلوب الجماعي عوّض غياب النجوم في الفريق، لا بل انعكس إيجاباً على التوليفة من خلال غياب النزعة الفردية والاستعلائية لدى اللاعبين.
ثاني الأسباب هو قرب المدرب السويسري، البوسني الأصل، فلاديمير بيتكوفيتش، من لاعبيه بالدرجة الأولى، والمنهجية التي يعتمدها في التدريب، وعمادها إبقاء لاعبيه في جهوزية تامة طوال 90 دقيقة، وهذا ما يمكن أن يلاحظه المتابع للاتسيو، هذا فضلاً عن تحكمه ببراعه بمجريات الأمور في المباريات وتبديلاته الخططية والتكتيكية الموفقة. ثالث
الأسباب، هو الراحة النفسية التي يعيشها لاعبو «البيانكوسيليستي»، بحيث إنهم غير مطالبين بتحقيق لقب البطولة، بعكس لاعبي يوفنتوس أو إنتر أو ميلان، وهذا ما يجعلهم بعيدين عن ضغوط الإعلام والجمهور.
كل ذلك أدى إلى ظهور لاتسيو بهذه الصورة المميزة حتى الآن. صورة يمكن أن تكون أكثر إشراقاً في حال صرف رئيس النادي، كلاوديو لوتيتو، بعض الشيكات لتدعيم دكة بدلاء فريقه على وجه الخصوص. عندها يمكن الحديث في نهاية الموسم عن... لاتسيو البطل.



بيتكوفيتش: الأمور بيد يوفنتوس

رغم أن فريقه يبتعد بفارق ثلاث نقاط فقط خلف يوفنتوس المتصدر، إلا أن مدرب لاتسيو، السويسري البوسني الأصل، فلاديمير بيتكوفيتش، لا يحب المبالغة لدى تطرقه عن حظوظ فريقه في التتويج باللقب بحيث يعتبر أن «يوفنتوس هو من يقرر مصير البطولة».