يُخاف على لوكاس بودولسكي أن يعود إلى خطئه السابق، والبقاء داخل ناديه أرسنال، رغم الظلم الذي يلاحقه هناك، في ملعب «الإمارات». أيام لعبه مع ناديه السابق كولن، حمل بودولسكي شارة القيادة لفترة طويلة، لخبرته، ولنجوميته، ولما تمكن من صنعه للفريق. مرت مواسم، وقرر مدربه وقتذاك، سحب شارة القيادة، وإعطاءها للاعب أصغر منه، لا يمتلك مع الفريق أو جماهيره أي رصيد، إضافة الى محاولة الحد من صعود نجمه.
كل هذا وظل بودولسكي وفياً لناديه، غير آبه للعروض التي تأتيه. لم يُفهم لماذا أصر بودولسكي على التزامه مع ناد غير كبير، ورفضه عروضاً من أهم أندية أوروبا. مواسم قليلة، وعاد الرشد الى عقله، ثم انتقل الى بايرن. يبدو ظالماً بحق نفسه، خصوصاً عندما آثر العودة أيام لعبه مع بايرن ميونيخ إلى ناديه الأم، على الانتقال إلى إيطاليا أو انكلترا. لعب من 2003 الى 2006 مع كولن، ومع نفس الفريق من 2009 الى 2012، قبلها مع بايرن من 2006 الى 2007، وأخيراً من 2012 حتى الآن مع أرسنال.
لقي هذا اللاعب إعجاب مدرب الأرسنال، الفرنسي أرسين فينغر غير مرة. لكنه الآن يتعرض للظلم الذي لاحقه عبر السنوات مع كولن. هناك سجل في موسمه الأخير 13 هدفاً، إضافة إلى إمراره سبع كرات حاسمة. وفي أول موسم مع «المدفعجية» لعب 42 لقاءً، سجل خلالها 16 هدفاً و11 تمريرة حاسمة. وفي الموسم الثاني نزل العدد إلى 27 لقاءً مع 12 هدفاً و3 تمريرات حاسمة. واليوم يلازم مقاعد الاحتياط أكثر مما يدوس أرض الملعب كلاعب أساسي. لا شك أن الإصابة أخذت بعضاً من عطائه الكبير، لكن في معظم مشاركاته الأخيرة، كان يثبت «بولدي» أنه لا يزال حاسماً للمباريات، ومنقذاً لفريقه.
بعدما كثر الحديث في وسائل الإعلام عن عدم سعادته بالخروج من تشكيلة أرسنال في أغلب الأوقات، خرج عن صمته غاضباً وقال: «بالطبع لا يمكنك أن تكون سعيداً عندما تخرج من الملعب بعد 60 أو 70 دقيقة، وبالطبع لا أكون سعيداً عندما أستعمل دوماً كبديل». حتى إن إصابة زميله في الفريق الفرنسي أوليفييه جيرو، لم تجد له المساحة التي يريدها للمشاركة كأساسي. كلما عاد ليذكر الموضوع، عاد فينغر وأكد أن لاعبه ضمن خططه المستقبلية، مع العلم أنه بلغ الـ 29 عاماً. لاعب مهم للغاية، وبقاؤه مع صفوف الفريق أمر أكيد، خصوصاً أنه يقدم اداءً مميزاً. هذا حديث فينغر الأخير، إضافة الى أن المباراة أمام نيوكاسل ستكون مباراة عودته أساسياً. بدأت المباراة وبودولسكي على مقاعد الاحتياط. لم يجرؤ على إعطائه ثقة البدء به، رغم تسجيله هدفين في المباراة الأخيرة ضد غلطة سراي التركي ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا.
على بودولسكي أن يقف أمام تجاهله تماماً، وعدم الاكتفاء بالكلام أمام وسائل الإعلام. سوق الانتقالات الشتوية على الأبواب، وأندية من إنكلترا وألمانيا وإيطاليا أبرزها بوروسيا دورتموند وشالكه، ويوفنتوس ونابولي تسعى إلى التعاقد معه، وإن كان يحدوه أمل «أخرق» بالبقاء والعودة إلى ما كان عليه لحظة مجيئه، ذاك اللاعب الذي يحب مدربه أن يشاهده أمام المرمى، فلا يجب أن يلوم بودولسكي إلا نفسه، بعد أن وضع هو نفسه في هذا الموضع. حاله كحال البرازيلي ريكاردو كاكا أيام لعبه مع ريال مدريد تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. كثر الحديث عنهما، وتناقضت التصاريح، لكن بالنهاية خسر كاكا نجوميته. رحل الى ميلان، ثم الى أورلاندو سيتي الأميركي الذي أعاره الى ساو باولو البرازيلي. صحيفة «آس» الإسبانية ذكرت أن هذا كان هدف مورينيو: عدم انتقال كاكا الى فريق كبير. لا يعلم أحد ما هو هدف فينغر تجاه بودولسكي، لكن إذا ما استمر على حاله، فهو بطريقه نحو الهاوية.