عانى كل فريق خرج منه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، وانهار لمدة موسم أو موسمين، ثم أعيد بناؤه من جديد. بورتو البرتغالي وتشلسي الإنكليزي وانتر ميلانو الإيطالي. وحده ريال مدريد سار عكس التيار. وصل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الى إسبانيا، وقاده نحو الألقاب سريعاً، أهمها دوري أبطال أوروبا. منذ ذلك الحين، والصحافة العالمية، تدرس المقارنات بينهما، حتى بأدق التفاصيل. وصل بها ذلك الى مراقبة كل منهما بأي طريقة دخل الى المؤتمر الصحافي الأول له كمدرب لريال. ما ساعد أنشيلوتي كثيراً أنه وصل الى الـ «سانتياغو برنابيو» مدركاً أن لا حاجة لحمل الإرث الثقيل الذي يتركه الـ «سبيشال وان» عادةً. لا يمكن نكران أن الفريق كان صناعة الأخير. هو الذي بدأ تأسيس فريق شبابي قوي قادر على مواصلة مشواره معاً لمواسم عدة. هذه الصنيعة فككتها النزاعات بين المدرب وبعض اللاعبين، وبين اللاعبين أنفسهم، فكان القرار في الموسم الأخير لمورينيو بعد خسارته كل الألقاب، العودة الى تشلسي مجدداً. مشاكل مورينيو مع بعض لاعبي ريال لم تنته حتى الآن، آخرها مع سيرجيو راموس.
جاء أنشيلوتي، شدَّ روابط اللاعبين من جديد، وأكمل مشوار مورينيو، والمهمة واضحة ومحددة جداً: الفوز بالعاشرة. في موسمه الأول سجلَّ الهدف، وجزم كثر أنه أفضل من مورينيو. حقيقةً العلاقة بين المدربين جيدة جداً. يتبادلان الاحترام والتقدير والودّ، ولا خلاف على الإطلاق، لكن وسائل الإعلام، الإسبانية تحديداً، سعت عكس ذلك ولم تنجح. أنشيلوتي رجل هادئ في المؤتمرات الصحافية، وفي الملعب وخارجه. منذ مجيئه، انتهت المشاكل مع اللاعبين والفرق الأخرى، ما عدا الغريم الدائم برشلونة.
أول من أمس تغلب ريال على مضيفه ملقة 2-1، وتفوق أنشيلوتي على مورينيو مجدداً محتفلاً برقم قياسي جديد: وصول عدد انتصاراته الى الستة عشر على التوالي في كافة البطولات. منذ خسارته 1-2 على أرضه أمام أتلتيكو مدريد في الدوري الاسباني خلال أيلول الماضي، فاز ريال بكل مبارياته في كافة المسابقات ليصل للمرة الأولى الى هذا العدد من الانتصارات المتتالية في تاريخ الدوري الإسباني.
وهكذا تقدم هذا الرقم على الرقم السابق الذي حققه المدربان، الإسباني ميغيل مونيوز (1960-1961) ومورينيو (2011-2012)، برصيد 15 انتصاراً متتالياً.
«إنه أشبه بحلم»، يقول أنشيلوتي عن الانتصارات التي توزعت على الدوري (10 انتصارات) ودوري أبطال أوروبا (5 انتصارات) وكأس ملك إسبانيا (انتصار واحد). نجاح تلو آخر، يخطه الإيطالي في تاريخه وتاريخ النادي الملكي واصلاً لإلى مرحلة وصف فيها بأنه أحد أفضل المدربين الذين تولوا القيادة الفنية للـ «ميرنيغيز» عبر تاريخه.
أسلوبان مختلفان قدمهما الـ «مو» وأنشيلوتي، ارتبط الجمهور بالاثنين، لكن الإنجازات هي التي تتكلم فقط. انتهت المقارنات بحسم القضية أن مشوار أنشيلوتي مع ريال أفضل من مشوار مورينيو. والآن يسعى أنشيلوتي بعدما حطم رقم مورينيو إلى أن يحطم رقم مدرب برشلونة السابق الهولندي فرانك ريكارد، الذي حقق مع برشلونة 18 انتصاراً متتالياً في موسم 2005/2006.
المهمة سهلة مع هذا الفريق الذي يعيد المدرب الفضل اليه. فريق كامل من جميع النواحي، حتى مع وجود إصابات ظن الجمهور انها ستعيق تقدم الفريق، مثل إصابة الكرواتي لوكا مودريتش. الأساسيون والاحتياط بمستوى متكامل.
الخبر السار انه من المرجح أن يستمر مشوار أنشيلوتي مع ريال مدريد لمواسم إضافية، إذ يرغب بتمديد عقده الذي ينتهي في 2016.