كل شيء يشي بصحة خيار مدرب بايرن ميونيخ الاسباني جوسيب غوارديولا بالتعاقد مع مواطنه شابي ألونسو. توضح الأرقام الأخيرة لإحصاءات اللاعب ذلك، لكن قبل عرضها، يجدر القول أن ألونسو مذ لعب لليفربول الإنكليزي، كان من أصناف اللاعبين الذين لا تعوزهم حجةً لكي يثبت أنه من أفضل لاعبي خط الوسط. هناك لمع نجمه على نحو كبير، وهناك أيضاً، أكد المراقبون أن لهذا اللاعب مستقبلا باهرا.
حفر اسمه عميقاً في ذاكرة النادي والجمهور، ليحقق معه كل الألقاب أهمها دوري أبطال أوروبا.
لا شك في أن هدفه الأساسي أينما ارتحل، هو حمل الكأس صاحبة الأذنين الطويليتين». في مدينة ليفربول، لقي كل الحب. الحب شعور جميل، لكن واقعاً الاحترام شعور أجمل، وخصوصاً المكتسب لا المطلوب. وهذا ما فعله دائماً. اكتسب ذلك في مدريد سابقاً وفي ميونيخ الآن. يؤمن رفاقه، والمقربون منه، مثل كثيرين من سكان المدن التي سكنها، أنه هو من يستطيع قيادة الفريق الى إنجاز نوعي، إذا ما توافرت الظروف المحيطة به، من لاعبين وإدارة وجمهور أيضاً.
الونسو أكثر اللاعبين لمساً
للكرة خلال مباراة واحدة في تاريخ الدوري الألماني (204 مرات)


في اي دوري يلعب بالطريقة التي يتقنها مذ كان طفلاً. يقف في الوسط سنداً قوياً في مساندة خطي الهجوم والدفاع. وعلى الرغم من سنه الحالية (33 عاماً) فإن قدارته الجسمانية والفنية، لا تزال نفسها. أما على صعيد الأخلاق، فالكل، الخصم والصديق، يشهد على تميّزه دائماً. عندما تعرض لحملة من قبل صحف كاتالونية أيام كان لاعباً مع ريال مدريد، متهمة إياه بالعدوانية، وقف بعض لاعبي برشلونة ودافعوا عنه، لأنهم يعلمون أن زميلهم السابق في المنتخب ليس كذلك، بل على العكس تماماً. كانت مسيرته مع ليفربول المحطة الأهم في حياته، ثم انتقل إلى ريال مدريد ليختتم معه فترة رائعة من خمس سنوات حقق خلالها كل شيء. هناك قرر ترك النادي بخيار شخصي بحت، لا رغبة من النادي الملكي، باحثاً بعد تحقيقه «العاشرة» الشهيرة عن تحدٍّ جديد ليواصل تقديم ما لديه. بايرن، مثل ريال مدريد، يملك الطموح نفسه، وبيئة احترافية ممتازة. وفي مغامرته الجديدة، كان الهدف صريحاً ومحدداً: «أريد أن أفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم مع بايرن ميونيخ».
دخل المدينة من أوسع أبوابها، ونال ثقةً سبقته قبل أن يحط قدميه في مطار ميونيخ. ثقة «بيب» أتت ثمارها سريعاً، اذ رغم أنه لم يلعب سوى بضع مباريات مع الفريق، فقد دوَّن اسمه سريعاً في كتاب التاريخ الألماني. أرقام قياسية لم يسجلها أحد سابقاً في «البوندسليغا». لَمَس الكرة في مباراة فريقه أمام كولن (0-2)، يوم السبت، 204 مرات، وهو رقم قياسي خلال مباراة واحدة في تاريخ الدوري الألماني، متجاوزاً مواطنه وزميله في الفريق تياغو ألكانتارا، بعدما تخطى الرقم الذي كان مسجلاً باسم الاخير بـ 187 لمسة، كما أن الونسو لمس الكرة في المباراة السابقة ضد بادربورن 168 مرة ليتجاوز رقمه الشخصي السابق مع ريال مدريد. والرقم القياسي الجديد مرشح للارتفاع، فقد أظهر موقع الإحصائيات «هو سكورد» أن ألونسو حقق نسبة تمريرات صحيحة وصلت الى 89 في المئة، ومنحه تقويماً وصل الى 7.8 نقاط، حيث لم يتفوق عليه سوى زميليه، النمسوي دافيد ألابا، وماريو غوتزه. هذه الأرقام أسكتت كل منتقد لغوارديولا لم يعجبه التعاقد مع ألونسو، إذ لا يخيب من يعتمد على لاعب من هذا الطراز. ألونسو، الونسو. ستبقى تهتف الجماهير، بأصوات لا تخلو من نشوة الفرح، أكثر من مرة، وبقوة كافية للوصول إلى آذان الخصوم والأصدقاء، بأن إنجازات بايرن آتية، لان طموحات الاسباني لم تنتهِ، ولا يزال في بداية الطريق مع الفريق البافاري.