الجواب بكل بساطة على السؤال حول حق الفرق اللبنانية بالمشاركة في دوري أبطال آسيا هو «نعم». فالفرق اللبنانية منذ مطلع الأشهر الأولى من العام الحالي، أصبح بإمكانها المشاركة في دوري أبطال آسيا بعد أن كانت مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي هي أقصى ما يمكن للفرق اللبنانية المشاركة فيه. القرار صدر من عُمان عقب اجتماع لجنة المسابقات الآسيوية التي كان لبنان ممثلاً فيها عبر رئيس الاتحاد هاشم حيدر.
فخلال الاجتماع جرى وضع أنظمة جديدة وتصنيف للبلدان يرتكز إلى ما حققته منتخبات تلك البلدان وأنديتها، وبعد الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية وقدرة لبنان على التأهل الى الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2014، اضافة الى النتائج التي حققها في تصفيات كأس آسيا 2015 إذ إن تأهل الى النهائيات ضاع بفارق هدف عن الصين، كل هذا سمح للبنان باحتلال مركز يسمح له بالمشاركة في مسابقة دوري أبطال آسيا بشرط استيفاء الشروط الموضوعة من قبل الاتحاد الآسيوي، والتي على أساسها تحصل الأندية على ترخيص بالمشاركة في أهم مسابقة للفرق في القارة الأكبر.
في شهر ايار الماضي حضر وفد من الاتحاد الآسيوي واجتمع بممثلي الأندية وقدم محاضرة حول الشروط المطلوبة للمشاركة. وترتكز تلك الشروط إلى خمسة معايير: الرياضية، البنية التحتية، الموظفون والمعايير الادارية، المعايير القانونية، والمعايير المالية.

لا تبدو شروط الاتحاد الآسيوي تعجيزية خصوصاً أنه تساهل مع بعض الدول الخليجية


وقُسّم كل معيار من المعايير الى ثلاث فئات (أ، ب، ج) كحد أدنى للحصول على الترخيص، إذ تعتبر الفئة (أ) إجبارية، فإذا لم يلبّ طالب الترخيص أي من معاييرها، فلا يمكن منحه ترخيصاً للمشاركة في بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
والفئة (ب) أيضاً إجبارية، واذا لم يلبّ طالب الترخيص اي من معايير هذه الفئة، يعاقب على النحو الذي حدده المرخص ولكن قد يستطيع تلقي ترخيص للمشاركة في بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
أما الفئة (ج) فهي اختيارية وعدم تلبية أي من معايير هذه الفئة لن يؤدي الى أي عقوبات أو إلى رفض الترخيص. وقد يصبح المعيار (ج) معياراً إجبارياً في مرحلة متقدمة.
المعيار الأول هو الرياضي ويهدف إلى الاستثمار في برامج تطوير الشباب والفئات العمرية. كما يهدف إلى دعم برامج تعليم كرة القدم والبرامج التثقيفية التي لا تتعلق بكرة القدم للاعبين الشباب. وكذلك تعزيز الرعاية الصحية للاعبين الشباب والفئات العمرية، الى جانب تطبيق اللعب العادل داخل وخارج الملعب (بما في ذلك فهم مسائل التحكيم عبر أولئك المساهمين في المباراة كافة كالحكام واللاعبين والمدربين والمسؤولين).
المعيار الثاني هو البنية التحتية وهو يتركز بشكل أساسي على أن يمتلك طالب الترخيص ملعباً أو عقداً خطياً مع مالك الملعب ومتاحاً للعب مباريات الدوري الذي يوفر للمشاهدين والاعلام وممثلي الصحافة مدرجاً مجهزاً بشكل جيد وآمن ومريح. ويجب أن يمتلك طالب الترخيص منشآت تدريب أو عقداً خطياً لمالك المنشئة وتكون مناسبة للاعبين لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم الفنية.
المعيار الثالث يتعلّق بالموظفين والمعايير الادارية ويهدف الى أن يدار النادي طالب الترخيص بطريقة مهنية واحترافية، وأن يمتلك موظفين على درجة من التعليم ومؤهلين بخبرة ودراية معينتين. ويشرف على تدريب لاعبي الاندية مدربون مؤهلون ومدعومون من قبل كادر طبي مساعد ومتخصص.
المعيار الرابع هو القانوني وهدفه ضمان النزاهة الرياضية وأن تكون المسابقات المحلية محمية قانونياً. وأن يمتلك الاتحاد المحلي الحق في التدخل في حالة ثبوت ان فرداً أو كياناً قانونياً يمكنه التأثير في قرارات ادارة اكثر من فريق في منافسة واحدة.
المعيار الأخير يتعلق بالجانب المالي ويهدف إلى ضمان استمرارية ونزاهة المنافسات، وزيادة شفافية وصدماقية العمليات المالية، وتحسين الثقافة في استقامة صناعة كرة القدم. ومن الأمور المهمة في هذا المعيار انشاء سوق اكثر جاذبية للمستثمرين والشركاء التجاريين للعبة، وتوفر الاساس للمنافسة العادلة، لأن المنافسة ليست فقط في الملعب.
ولا تبدو شروط الاتحاد الآسيوي تعجيزية، خصوصاً إذا ما تعامل الاتحاد القاري مع لبنان كما يتعامل مع دول عربية عدة خصوصاً الخليجية منها، فالمعلومات تؤكّد أن بعض البلدان لم تستوف فرقها المعايير كاملة وجرى الالتفاف على الشروط عبر وثائق ومستندات صورية لا تعكس واقع الحال.
وبالنسبة إلى لبنان، لا يبدو الأمر مستحيلاً على الأندية المحلية. فعلى الصعيد الفني، يمكن لأندية كالنجمة والصفاء والعهد أن تنافس فنياً، أما على الصعيد الإداري فهناك اداريون تمرسوا في العمل الكروي وهم قادرون على الارتقاء الى مستوى دوري أبطال آسيا.
لكن هل مشاركة الأندية اللبنانية في دوري أبطال آسيا أمر صحي لها؟
الجواب ينطلق من واقع تلك الأندية على الصعيد المادي تحديداً. فالاتحاد الآسيوي من خلال معاييره وخصوصاً المالية منها، يهدف الى تأمين تمويل مستمر للأندية عبر استثمارات ورعاة من دون الاعتماد على أشخاص. وهذا غير موجود في الأندية اللبنانية التي يعتمد تمويلها على شخصيات، ينتهي هذا التمويل مع ابتعاد هؤلاء الأشخاص. فالمشاركة الآسيوية تحتاج الى مدربين ولاعبين محترفين ومعسكرات وجماهير كي تكون المنافسة واردة، وهذا كله يتطلب أموالاً طائلة بعكس واقع خزائن الأندية اللبنانية الفارغة.
كما أن المشاركة في دوري أبطال آسيا تكون لهدفين: إما لجذب المعلنين والرعاة أو لتحقيق اللقب أو الحلول وصيفاً والحصول على الكافآت الضخمة التي يقدمها الاتحاد الآسيوي. بالنسبة للهدف الأول فهو يبدو صعباً جداً وهو واضح من خلال عدم وجود رعاة في كرة القدم اللبنانية بشكل كبير.
أما الهدف الثاني فيجب أن يسبقه تحقيق ألقاب في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي قبل التفكير بلقب دوري أبطال آسيا، وهو أمر لم يحصل بعد من قبل أي فريق لبناني شارك في كأس الاتحاد.




اهتمام اتحادي

يتعاون الاتحاد اللبناني لكرة القدم مع الاتحاد الآسيوي في موضوع تراخيص الأندية، فهو أوكل الملف الى وديع عسراوي الذي سيشارك في ورشة العمل التي سينظمها الاتحاد الآسيوي في 6 و7 تشرين الثاني في كوالالمبور. ويشير عسراوي الى أن فكرة الاتحاد الآسيوي من قبل مشروع «كيك أوف» الذي يتضمن تراخيص الأندية، جاءت بهدف تطوير كرة القدم في البلدان المتواضعة كروياً، عبر وضع قوانين تطوّر الأندية اللبنانية ما سينعكس إيجاباً على كرة القدم في لبنان.