كشفت المباراة الودية بين إسبانيا وفرنسا مسارهما. الأول، كما هو، يتجه بانحدار، والثاني يبدو على الطريق السليم قبل «يورو 2016». ويأتي رضى مدرب منتخب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي على أداء لاعبيه في إطار الرضى السلبي، إذ إن ذهنية الإسبان لم تستوعب بعد فكرة الخروج من الدور الأول في المونديال الأخير. ويبدو أن التجديد الذي قيل إنه سيحدث، كان فقط على صعيد الأسماء، لأن تناقل الكرة على مستوى الخطوط لا يزال نفسه. الاستحواذ بقي همَّهم، وكذلك طريقة تسجيل الأهداف. ظلوا كما هم، لا يسعون إلى إيجاد طريق المرمى إلا عبر التمريرات الكثيرة والمتكررة أمام دفاع الخصم.
الأول من أمس، وفي المباراة التي انتهت بفوز الديوك ١-٠، لم يسدد أي لاعب إسباني الكرة نحو المرمى، ما دفع صحيفة «ماركا» إلى كتابة: «لقد أكدوا الشكوك، واستمر العرض المخيّب الذي قدمه المنتخب في البرازيل، فلم يسددوا أي كرة باتجاه مرمى فرنسا».
أبطال العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012 يعانون من نفس المشاكل، وإن كان مدرب فرنسا ديدييه ديشان قد دافع عن دل بوسكي، قائلاً إنه «ليس ساحراً، ويحتاج إلى الوقت لبناء فريقٍ جديد»، فالمعنى أن إسبانيا أمام معضلة أخرى، لم تنتهِ منذ المونديال الأخير.
وفيما أكد دل بوسكي أن «الفوز ليس كل شيء»، مبدياً سعادته بالصورة التي ظهر عليها لاعبوه، يأخذنا هذا الكلام إلى إدراك أن إسبانيا ستبقى، على الأرجح، كما هي. لن يتغيّر شيء، ولن يتخلوا عن خطة «الاستحواذ».
ذهنية القبول بأقل من الفوز هي ذهنية سلبية، وهذا سيضعهم في المأزق ذاته الذي وقعوا فيه في المونديال، ما يعني أن الخسارة مصير إسبانيا مرةً أخرى.
دل بوسكي يتجه بالمنتخب نحو الهاوية، ويقع اللوم عليه وعلى الاتحاد الإسباني. الأول لأنه أوعز إلى اللاعبين الجدد بالاستحواذ قبل أي أمر آخر، والثاني لأنه أبقى على المدرب نفسه.
إذاً، لقد أصاب ديشان حين قال إن دل بوسكي ليس ساحراً، فالساحر دائماً ما يقوم بالتجديد. المشكلة فيه لا في اللاعبين، إذ لا علاقة لعدم وجود بعضهم أمثال شافي هرنانديز وشابي ألونسو. أساساً التغيير طارئ على هذه المباراة، ما يعني أنه سيعود لاختيار لاعبيه القدامى.

يقع لوم إنحدار المستوى على
دل بوسكي والإتحاد الإسباني



وعلى سبيل المثال، سيدمّر آمال الحارس دافيد دي خيا من جديد، إذ قال دل بوسكي إنه في المباراة المقبلة سيكون إيكر كاسياس في التشكيلة الأساسية.
المنظومة انتهت، ولا تجديد، لذا كان يفترض تغيير المدرب عند نهاية كأس العالم ليعاد بناء المنتخب عبر إحداث تغيير جذري. وما ذكرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية يختصر كل شيء: «لقد خسر الإسبان الترابط في كأس العالم، إسبانيا سقطت من على العرش وستصبح غنيمة على نحو متزايد إذا ما استمرت في إعطاء صورة كاريكاتورية عن أداء فقير، وهذا ما لم يكن حاضراً قبل 8 سنوات». شخصية البطل انتهت، والخصم أياً كان بات قادراً على الوقوف أمام الإسبان بكل شجاعة.
منذ 8 أعوام لم تفز فرنسا على إسبانيا. حصل ذلك في مونديال 2006، عندما تغلب «الديوك» على «الماتادور» 3-1 في دور الـ 16، والفوز منذ يومين يبيّن أن فرنسا في ظل ثورة تطوّر، سيكون مسارها ناجحاً في كأس أوروبا، بعكس إسبانيا تماماً.




رضى رغم الخسارة!

لم يقتصر الرضى على الخسارة الأخيرة أمام فرنسا على دل بوسكي فقط، بل تعدّاه الى الحارس دي خيا الذي اعتبر أن المنتخب لعب مباراة جيدة. كذلك وافق دييغو كوستا دي خيا الرأي وقال: «لديَّ ثقة بأنّ النتائج الإيجابية ستأتي مع العمل الجيد الذي نقوم به». وختاماً، شارك المدافع داني كارباخال الرأي مع زملائه بأن المباراة كانت جيدة.