غزة | لا تزال الرياضة الفلسطينية تحصي خسائرها في غزة، حيث عدد شهداء الحركة الرياضية بلغ 30 شهيداً، بينما أصيب العشرات بجروح متفاوتة، منهم من تعرّض لبترٍ في الأطراف العلوية والسفلية، ومنهم من تعرض لإعاقة في أحد أعضاء جسمه ستحرمه استكمال مسيرته الرياضية. وللبنية التحتية الرياضية نصيب أيضاً، فقد تعرضت أكثر من 30 منشأة رياضية لأضرار متفاوتة ما بين تدمير كلي أو جزئي، بينما دمّر الاحتلال أكثر من 500 منزل للرياضيين، ما بين تدمير كلي أو جزئي.

اللجنة الأولمبية الفلسطينية واتحاد الكرة، من خلال لجنة إغاثة الرياضيين، أكدت فقدان الحركة الرياضية للعديد من الرياضيين، منهم 28 شهيداً من المحافظات الجنوبية، وشهيدان من المحافظات الشمالية. وجاء العدد الأكبر من الشهداء من ممارسي لعبة كرة القدم، التي قدّمت 16 لاعباً - شهيداً.
بدوره، نعى اتحاد الكرة الطائرة 5 شهداء، وسقط شهيد لكرة السلة من نادي خدمات خان يونس. وتوزّع الشهداء الآخرون على ألعاب كرة اليد وكرة الطاولة التي خسرت محمود رجب، وهو اللاعب الأبرز في غزة، ولحق به لاعب الكونغ فو أحمد خليفة، ثم نائب رئيس رابطة مشجعي نادي خدمات رفح تامر العايدي.
لائحة الشهداء تطول في غزة، والخسائر تكبر، ففقدان مدرب كرة القدم المعروف عاهد زقوت، شكّل صدمة، وهو الذي عُرف بتاريخه الحافل بكثير بالإنجازات، اذ برزت نجوميته في الثمانينيات والتسعينيات كأحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية، وسبق أن مثّل المنتخب الفلسطيني قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب. ومن خلاله صعدت الكثير من الأندية الى دوري الاضواء، وهو عمل اصلاً مديراً فنياً لأبرز الأندية في غزة، مثل غزة الرياضي والشجاعية والمشتل وخدمات الشاطئ .

تريد إسرائيل
طمس أي إنجاز رياضي فلسطيني


10 رياضيين أيضاً تعرضوا لإصابات مختلفة، كانت أبرزها للاعب نادي التفاح ونادي الدرج محمد أبو البيض الذي قُطعت ساقه اليمنى جراء استهدافه المباشر. كذلك كان هناك إيهاب سحويل لاعب نادي العودة لكرة القدم الذي يعالج حالياً في مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة.
أما محمد أبو بيض (26 عاماً) الذي كان له تاريخ مليء بالإنجازات مع العديد من الأندية، فقد انتهت مسيرته الرياضية خلال العدوان بعدما فقد ساقه اليمنى. ابو بيض قال لـ«الأخبار»: خلال العدوان هربت من بيتنا بعدما هددوا منطقتنا، ولم يكن هناك أي اماكن في جميع المناطق بالشجاعية، الا أن طائرة الاستطلاع استهدفتني وراحت قدمي، وحوّلت إلى مصر بعدها، لكن رُفض دخولي الى مستشفيات القاهرة، فتوجّهت إلى العريش فقط، ومن ثم عدت الى غزة».
ويرى أبو البيض أن حياته انتهت في الوقت الحالي في ظل فقدان قدمه التي يعتمدها لاعباً، اذ قضى 9 أعوام في تطوير أدائه هادفاً الى الاحتراف في الخارج، لكن كل ذلك انتهى في لحظة واحدة، وبات الآن في انتظار قدمٍ اصطناعية وعلاج خارجي لوضع حدٍّ للآلام التي يعانيها.
مدير الصفحة الرياضية في وكالة «صفا» ومدير البرامج في إذاعة «أمواج الرياضية» معين حسونة، قال لـ«الأخبار»: طائرات الاحتلال تتعمد تدمير القطاع الرياضي بهدف شلّ جميع الأنشطة الرياضية، وهي تعلم تماماً أن كل الرياضيين في غزة يسعون إلى تمثيل بلادهم في الخارج.
ويشدد حسونة على أن اسرائيل تعمدت ضرب الحركة الرياضية خلال العدوان الحالي أكثر من أي عدوان سابق، لأن منتخب فلسطين الأول قدّم إنجازاً كبيراً في كأس التحدي الآسيوي ليتأهل الى كأس آسيا (أوستراليا 2015)، وهناك اعتماد على الكثير من اللاعبين في القطاع على المشاركة مع المنتخب في البطولة القارية، فذهب الاسرائيليون الى محاولة طمس أي انجاز فلسطيني تحت رماد الطائرات.
بدوره، أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب، خلال استهداف دولة الاحتلال للرياضة والرياضيين في غزة أن اتحاد كرة القدم سيعمل على محاسبة إسرائيل لقتلها 30 رياضياً فلسطينياً واستهدافها للمنشآت الرياضية. وقال الرجوب خلال مؤتمرٍ صحافي في رام الله: «سنعمل على محاسبة ومحاكمة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الرياضة والرياضيين في فلسطين وتدمير المنشآت الرياضية». وأضاف: «سنعمل أيضاً على إعداد قاعدة بيانات لتوثيق الاعتداءات بحق الرياضة الفلسطينية، وستُقدَّم للمنظمات الرياضية في العالم لملاحقة إسرائيل، فضلاً عن توجيه رسالة لمجلس الشباب والرياضة في الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ على أرض فلسطين».



«مدفعجية» ضد القصف

أخذ الاعتداء على الرياضيين الفلسطينيين اهتماماً واسعاً على الصعيد العالمي، إذ نشطت حملات تضامنية عدة عبر المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي من قبل متابعي لعبة كرة القدم على وجه الخصوص، للتنديد بما يفعله العدو الصهيوني بوحشية تجاه هؤلاء الرياضيين. من هنا، شهدت العاصمة الإنكليزية لندن وقفة تضامن من قبل جمهور فريق أرسنال خلال تظاهرة عامة حاشدة، إذ رفع مشجعون للفريق لافتة تقول: «المدفعجية (لقب أرسنال) ضد التمييز العنصري. حرروا فلسطين».