لم يُعرَف عن «أسطورة» كرة السلة الأميركي مايكل جوردان أنه كان يحب كرة القدم، وربما لم يكن «أم جاي» يعلم الكثير عن اللعبة أو قد شاهد مباراة لها. كل ما يربط هذا اللاعب التاريخي بكرة القدم صورتان «تسويقيتان» لا غير التقطتا له، للمفارقة، عام 2006 خلال زيارتَي عمل لمدينتي برشلونة الإسبانية وميلان الإيطالية: الأولى مع النجم البرازيلي المخضرم رونالدينيو، لاعب «البرسا» السابق، والثانية مع النجمين السابقين لإنتر ميلانو ماركو ماتيراتزي والبرتغالي لويس فيغو.
يمكن القول إن جوردان كان عيّنة من حقبته (الثمانينيات والتسعينيات) وما قبلها لعلاقة لاعبي الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين المنعدمة بكرة القدم، حيث كان العثور على لاعب سلة واحد يعشق ويتابع كرة القدم الأوروبية على وجه الخصوص أمراً نادراً لكي لا نقول معدوماً، وهو إن حصل فقد كان بمثابة «الحلم» لأي متابع للعبة الشعبية الأولى في العالم.
الأحوال تبدو مختلفة تماماً اليوم. توسّعت شعبية كرة القدم في الولايات المتحدة كثيراً في الأعوام الأخيرة. بات هذا واضحاً من خلال كثرة النجوم الأوروبيين في الدوري الأميركي للمحترفين في كرة القدم والجولات الصيفية للفرق الأوروبية الكبرى إلى الولايات المتحدة، والأرقام من خلال ما أوضحته كأس العالم 2014 في البرازيل عبر متابعة الأميركيين القياسية للبطولة على وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات. وبطبيعة الحال، فإن هذا الواقع انسحب على نجوم السلة، حيث بات «اكتشافهم» لكرة القدم أسهل وحتى إنهم تخطوا هذه المرحلة إلى عشق الكرة والمتابعة الدقيقة لها والمعرفة الشاملة بها، وبات، بالتالي، العثور على نجوم في الـ«أن بي آي» معجبين بالكرة أمراً أسهل.
ولعل كوبي براينت، نجم لوس أنجلس لايكرز، يعتبر حالياً أكثر لاعبي السلة الأميركيين تعلّقاً بكرة القدم. تصريح براينت أول من أمس الذي أشاد فيه بمنتخب ألمانيا المتوّج بطلاً للعالم وبنجمه المعتزل دولياً، ميروسلاف كلوزه، معتبراً أن ما فعله في مونديال البرازيل بسن 36 عاماً «يعد إعجازاً» وبزميله الحارس مانويل نوير، ليس بجديد، إذ إن الإطلالات الكروية لبراينت باتت لا تعد ولا تحصى. ولا يخفي براينت أن تعرفه إلى الكرة قديم، ويعود إلى طفولته عندما استقر لفترة مع عائلته في إيطاليا حيث لعب والده كرة السلة هناك ليتعلق بفريق ميلان العريق وبنجمه وقتذاك الهولندي ماركو فان باستن، وقد زار مقر تدريبات الأخير «ميلانيللو» في العام الماضي. إلا أن براينت، وإن حافظ على مكان في قلبه لميلان، فإنه غرق لاحقاً في عشق برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي وصفه في إحدى المرات بـ«الخارق». ولم يتوانَ براينت، الذي يدأب على متابعة مباريات المونديال منذ عام 2006، عن استعراض مهاراته الكروية في الملعب عام 2011 قبل انطلاق مباراة ودية بين «البرسا» ومانشستر يونايتد الإنكليزي في الولايات المتحدة.
الحال مع المخضرم الكندي ستيف ناش يبدو مشابهاً لزميله في لايكرز براينت، فهو من العاشقين القدماء لكرة القدم ومزاوليها، وقد شارك حتى في حصص تدريبية مع إنتر ميلانو وميلان ونيويورك ريد بولز الاميركي الذي يرتبط فيه بعلاقة صداقة متينة مع النجم الفرنسي المخضرم تييري هنري.

كان العثور في الماضي على لاعب سلة أميركي متابعاً للكرة أمراً نادراً


بات «اكتشاف» لاعبي الـ«أن بي آي» للكرة أسهل لتزايد شعبيتها في بلادهم


يقرّ وايد بأن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم
أما فريقه المفضّل و«فريق العائلة»، كما يصفه، فهو توتنهام هوتسبر الإنكليزي الذي تعلّق به، لأن والده نشأ في هذه المنطقة في لندن.
وعند الحديث عن الـ«أن بي آي»، فإن الأنظار تتجه، بطبيعة الحال، إلى ليبرون جيمس، العائد من ميامي هيت إلى كليفلاند كافالييرز. جيمس تعرف إلى كرة القدم من بوابة أحد أكثر الأندية شعبية في العالم، هو ليفربول الإنكليزي، وذلك عام 2011 بعدما اشترى أسهماً قليلة فيه، حتى وصل به الأمر إلى استفزاز جماهير الغريم الأزلي مانشستر يونايتد الموسم الماضي عندما غرّد في «تويتر»، معبراً عن فرحته بسقوط الأخير أمام فريقه 0-3. وإذا كان «الملك» من أنصار ليفربول وداعميه، فإن ذلك لا يمنعه من إبداء إعجابه بميسي في أكثر من مناسبة، وحتى إنه حضر مباراة الأرجنتين وألمانيا في نهائي مونديال 2014 في ملعب «ماراكانا» التاريخي لمشاهدة نجمه المفضّل، وقد «اكتشف» أن نهائي المونديال «حدث أكبر بكثير من نهائي بطولة السلة الأميركية». إلا أن الإلمام المتزايد لجيمس بالكرة وحضوره المونديال أدخلا نجماً جديداً إلى قلبه، هو جيمس رودريغيز، لاعب منتخب كولومبيا، حيث اعتبره لاعبه المفضّل في المونديال البرازيلي، ربما لأنه بعد تألقه بات يحمل لقبه، أي «الملك جيمس».
ومن جيمس إلى زميله السابق في ميامي، النجم دواين وايد، الذي وصل إلى قناعة بأن «كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم» وقد كشف أنه بدأ يتعلق بها من خلال نجله، وهو يبحث الآن عن فريقٍ ليشجعه. أما المخضرم كيفن غارنيت، نجم بروكلين نتس، فقد سبق وايد إلى عالم كرة القدم وتعلّق بفريق تشلسي الإنكليزي، وحتى إنه زار مقره في الموسم الماضي والتقى اللاعبين والمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذين أهدوه قميص الفريق، فيما أفضل لاعب في الدوري الأميركي الموسم الماضي وهدافه، كيفن دورانت، نجم أوكلاهوما سيتي ثاندر، شديد الإعجاب بميسي، وقد وصفه بأنه «لا يُصدَّق» وبـ«الأفضل في العالم»، بينما يخالفه كارميلو أنطوني، نجم نيويورك نيكس، الرأي، بتفضيله البرتغالي كريستيانو رونالدو، وقد زار لاعبي ريال مدريد خلال وجودهم في الولايات المتحدة قبل أيام.
السؤال الآن: من هو نجم الـ«أن بي آي» القادم الذي سيقع في عشق الكرة؟ قد يكون ديريك روز، نجم شيكاغو بولز، لكن الأمر يتوقف قبلاً على نجم المنتخب الألماني مسعود اوزيل فيما لو تمكن من إقناعه، خلال لقائه به أثناء قضائه عطلته الصيفية في الولايات المتحدة، باكتشاف ما اعتبره الأميركيون يوماً «عالماً آخر».




لقطة | كرة السلة هواية نجوم الكرة

ليست اللقطات العديدة التي ترد دائماً من الولايات المتحدة للنجم الإنكليزي السابق، ديفيد بيكام، وهو يتابع مباريات في الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين في كرة السلة، وأشهرها اللقطة التي ألقى فيها نجم ميامي هيت السابق وكليفلاند كافالييرز الحالي، ليبرون جيمس، التحيّة عليه خلال المباراة، تختصر وحدها علاقة نجوم كرة القدم بكرة السلة، وتحديداً الـ «أن بي آي».
فقبل أيام قليلة، قصد النجم الألماني مسعود اوزيل، خلال عطلته الصيفية في الولايات المتحدة، معسكر المنتخب الأميركي المشارك في بطولة العالم للسلة المقبلة في إسبانيا، في مدينة لاس فيغاس، حيث تبادل الأحاديث مع النجمين ديريك روز وكيفن دورانت، واستعرض «مهاراته» في اللعبة، فيما اظهر النجم الإيطالي ماريو بالوتيللي بالفعل مهارات لافتة في كرة السلة، خلال جولة فريقه ميلان الأميركية الأخيرة.
من جهته، فإن النجم البرازيلي نيمار، حرص في زيارته العام الماضي الى الولايات المتحدة لخوض لقاء ودي مع بلاده امام هندوراس على مشاهدة مباراة ميامي هيت وميلووكي باكس برفقة بيكام، وقد ارتدى نظارات تحمل شعار ميامي، فيما يبدو النجم الألماني باستيان شفاينشتايغر شديد الحرص على متابعة مباريات فريق بايرن ميونيخ لكرة السلة في الملعب، عندما تسنح له الفرصة لذلك.