لا تحتاج المنافسة على لقب الدوري اللبناني لكرة القدم إلى الكثير من الكلمات لشرح حالها. يكفي القول إن الأنصار متصدر برصيد 22 نقطة يليه العهد بعشرين نقطة ومن ثم النجمة ثالثاً بفارق الأهداف عن العهد كي تتوضح صورة المنافسة قبل أسبوع على نهاية ذهاب السداسية.مرة جديدة تأتي قمة الأسبوع على مستوى الآمال، ومرة جديدة تشهد المباراة كل شيء جميل في كرة القدم باستثناء الأهداف. حضور جماهيري رائع، نديّة على أعلى مستوى منافسة قوية وصراع مفتوح على نقاط المباراة. قتال واستبسال على كل كرة إلى درجة خروج بعض اللاعبين كلاعب العهد فيليكس ملكي ولاعب الأنصار إيشاكا ديارا مصابين نتيجة الاحتكاكات القوية.
تحوّلت مباراة الأنصار والعهد إلى ساحة معركة فنية وبدنية لم يكن فيها رابح (طلال سلمان)

كان التعادل عادلاً في مباراة الأمس على ملعب جونيه، إذ كان الأنصار الطرف الأفضل في النصف الأول من اللقاء وكان قريباً من التسجيل، في حين كان العهد سيّد الشوط الثاني أداءً وفرصاً وخطورة على المرمى. الفارق عند العهداويين هذه المرة مقارنة بمباراة البرج في الأسبوع الماضي أن مهاجمهم الإسكتلندي لي إروين لم يكن في يومه. إذ جانبه الحظ مرتين الأولى حين أصابت كرته قائم الحارس الأنصاري هادي كنج، والثانية حين تصدى الأخير لكرة إيروين بإعجاز وبعض الحظ حيث تواجد في المكان الذي وضع الكرة إيروين فيه.
نجومية اللقاء لم تنحصر بلاعب أو إثنين في كل فريق. فمعظم لاعبي الأنصار كانوا على مستوى الحدث. من الحارس كنج إلى ديارا الذي قطع الماء والهواء عن إيروين قبل خروجه مروراً بعبدالله عيش قلب الأنصار النابض عن الجهة اليسرى دفاعاً وهجوماً. في وسط الملعب كان علي طنيش «السيسي» نجم خط صناعة الفرص إن كان على صعيد المواكبة الهجومية أو بمؤازرته لخط الدفاع.
مشكلة الأنصار الأساسية في اللقاء أن مهاجمه السنغالي الحاج مالك لم يستطع وللمباراة الثانية مع العهد أن يفلت من رقابة نور منصور، حيث أثبت الأخير أنه من اللاعبين القلائل إذا لم يكن الوحيد القادر على إيقاف الحاج مالك. بقي الثنائي حسن معتوق وكريم درويش حيث حاول الاثنان كسر الحاجز العهداوي من دون نتيجة.
في الجانب الأصفر لم يكن لاعبو العهد بمستوى أقل من خصومهم خصوصاً في الشوط الثاني. من الحارس مهدي خليل إلى خط الدفاع بكامله وخصوصاً منصور وأندرو صوايا إلى خط الوسط ومحمد حيدر إلى جانب ربيع عطايا الذي شارك في الشوط الثاني فأشعل الجهة اليمنى العهداوية. لم ينقص العهد سوى أن يكون إيروين موفقاً كي يخرج فائزاً، لكن إسكتلندي العهد لم يكن كذلك فانتهت المباراة بالتعادل السلبي.
خطف البرج فوزاً غالياً من الغازية في الدقيقة 93


تعادل أفرح النجماويين كثيراً حيث اقترب من ثنائي المقدمة الأنصار والعهد مستفيداً من فوز على شباب الساحل بثنائية نظيفة سجلها البرازيلي جيفينيو. ولعل الفرحة كانت كبيرة في ظل عدم أحقية النجمة بالفوز في اللقاء نتيجة لعدة أسباب. أولاً العرض غير المقنع من النجماويين، ثانياً تفنن لاعبي شباب الساحل في إهدار فوز مستحق وبنتيجة عالية لو عرف لاعبوه كيف يستغلون سيطرتهم وفرصهم. ثالثاً، الحظ الذي وقف إلى جانب النجمة وخذل الساحليين، ورابعاً الهدف الأول الذي جاء من حالة تسلل لم يرفع معه الحكم المساعد تيسير بدر رايته.
وليست مبالغة القول إن النجمة لم يحقق الفوز بل الساحل أصرّ على الخسارة. فمع تقدم النجمة 1-0 جاءت فرصة التعديل لزين العابدين فران النجم الوحيد في الساحل ليعدّل النتيجة لكن كرته وجدت نجم فريق النجمة بالمرصاد لها: الحارس علي السبع. فإذا كان البرازيلي جيفينيو قد سجّل الهدفين، فإن السبع هو صانع الانتصار مع تصديه لكرات الساحل العديدة وخصوصاً ركلة الجزاء التي فتحت الطريق أمام النجمة كي يفوز.
ليس الهدف-التسلل الذي أسقط الساحل، بل الساحليون أسقطوا أنفسهم بإهدارهم كماً كبيراً من الفرص جاءت بعد سيطرة على مجريات اللقاء. الساحليون أنفسهم أهدروا فوزاً كان في متناولهم نتيجة عدم استغلالهم ضياع النجماويين في فترات عدة من اللقاء فخرج الساحل خاسراً ليبتعد أكثر عن المنافسة مع احتلاله المركز الرابع برصيد 17 نقطة وبفارق خمس نقاط عن الأنصار المتصدر.
خسارة الساحل أدت أيضاً إلى اقتراب البرج منه في المركز الخامس برصيد 16 حين فاز على مضيفه الشباب الغازية 1-0 في الوقت الإضافي (د 93) عبر علي شعيتو على ملعب أنصار، ليعود البرج بثلاث نقاط غالية قبل لقائه مع النجمة في الأسبوع المقبل، وملحقاً خسارة جديدة بالغازية الذي يقبع في المركز السادس بست نقاط.