مهمةٌ جداً هذه المرحلة من عمر الدوري اللبناني، والتي قد ترسم فواصل بين الفرق الأربعة الأولى على اعتبار أن يومها الافتتاحي سيشهد مباراةً قوية بين صاحبي المركزين الثالث والرابع أي شباب الساحل والنجمة اللذين يتساويان بالنقاط.هذان الفريقان سيلعبان غداً السبت وعينهما على لقاء الأحد الذي سيحمل قمّةً قوية أخرى للأنصار في مواجهة العهد، ما يجعل من اللقاء الأول على قدرٍ عالٍ من الأهمية، إذ إن الخاسر سيجد نفسه أبعد عن الصدارة، وخصوصاً في حال فوز الفريق الأخضر المتصدر حالياً للترتيب العام بفارق 4 نقاط عن الساحليين والنجماويّين.
الواضح أن العهد هو الوحيد القادر على إذاقة الأنصار خسارته الأولى هذا الموسم (طلال سلمان)

لكن فارق النقطتين فقط بين صاحب الصدارة وبطل الموسم الماضي هو ما يجعل من لقاء الأحد على قدرٍ عالٍ من الأهمية، فإما يبقي الترتيب على حاله ويقرّب النجمة أو شباب الساحل، وإما يُبعد الأنصار ليقطع شوطاً مهماً نحو استعادة اللقب أو يضع العهد في المركز الأول حيث يتفق كثيرون بأنه إذا ما وصل إليه سيكون من الصعب على أحدٍ إعادته إلى الوراء.
ببساطة هي المباراة الأهم في الموسم للفريقين الأخضر والأصفر وبالنسبة إلى ملاحقيهما أيضاً، لذا كان قائد النجمة علي حمام صريحاً خلال إطلالة تلفزيونية الثلاثاء الماضي، مشيراً حرفياً بأنه يُرشّح فوز العهد على الأنصار أو يتمنى تعادل الفريقين.
لكن هل فعلاً يستطيع العهد التغلّب على خصمه، وهو الذي فشل في تحقيق هذا الأمر في لقائهما السابق في الدوري هذا الموسم، والذي انتهى بالتعادل (1-1)؟

«العهد الجديد» أقوى
الواضح أن العهد هو الوحيد القادر على إذاقة الأنصار خسارته الأولى هذا الموسم، فهو يملك نقاطاً عدة قد تصبّ في مصلحته، أوّلها أن الفريق تغيّر كثيراً منذ ذاك اللقاء الذي جمعهما في الأسبوع العاشر من البطولة.
فعلاً تغيّر العهد في مختلف النواحي. بدايةً من الجانب الدفاعي، ومن خلال نقطتين: الأولى هي طريقة إخراج الكرة بنسقٍ أسرع ومن دون تمريرها كثيراً في الخلف بل اللجوء إلى اللعب المباشر أكثر ما يخلق عنصر مفاجأة اكبر. أما الثانية فهي هوية الدفاع بعد إشراك الدولي فيليكس ملكي للمرّة الأولى أساسياً بحيث بدا مكمّلاً لقلب الدفاع الآخر خليل خميس وذكياً في طريقة إدارة الحالة الدفاعية، ما يجعله إضافةً كبيرة إلى جانب نور منصور الذي كان الخيار الأساسي دائماً.
أما من ناحية خط الوسط، فإن وصول الغاني عيسى يعقوبو حرّر اكثر اللاعبين الآخرين أمثال وليد شور، فجعل منهم اكثر من مجرد عناصر مهمتها استعادة الكرة، لتبرز نقطةٌ قوية هنا وهي أن الخيارات زادت في هذا الخط، وبات لديه اكثر من وجه، ما يصعّب على الخصوم قراءة الموقف والتعامل معه بشكلٍ صحيح، فصارت الأمور أسهل لإيصال الكرة إلى الأمام.
أسبابٌ محددة جعلت الكثيرين يرشّحون ويتمنّون فوز العهد على الأنصار


وهنا بيت القصيد، إذ إن خط الهجوم هو مصدر الثقل الكبير وخصوصاً بعد استقدام الاسكتلندي لي إروين الذي اثبت سريعاً بأنه يستحق المبالغ الكبيرة التي حكي أنها دفعت من أجله. مهاجم ممتاز يجيد إصابة المرمى من كل المسافات، ويعرف كيفية التمركز والتنقل بخفة وإثارة المتاعب في منطقة الجزاء، إضافةً إلى تميّزه بالهروب من الرقابة وإجادته اللعب بين الخطوط، ما أراح زملاءه اكثر بحيث وجدوا فيه المحطة المناسبة لإطلاق هجماتهم وتسجيل الأهداف بوفرة تماماً كما فعلوا في مباراتهم الأخيرة عندما دكوا مرمى البرج بخماسية.
أما الجانب الآخر الذي قد يكون العهد متفوّقاً فيه فهو الجانب النفسي، إذ إن الأنصار اضطر لتقديم مجهودٍ مضاعف لإدراك التعادل في لقائهما الأول، وذلك بعدما خرج متأخراً في الشوط الثاني. أضف أن العهد كان قد أقصى الأنصاريين من كأس لبنان عندما فاز عليهم بهدفين نظيفين.

الأنصار بشخصية البطل
ورغم كل هذا الاستعراض للفريق الآخذ في التطوّر أسبوعاً بعد آخر، لا بدّ من التوقف عند قوة الأنصار الذي يملك أوّلاً شخصية البطل، وذلك من خلال إصرار نجومه على عدم تفويت فرصة استعادة اللقب بعدما الأفضل هجوماً ودفاعاً (بالتساوي مع النجمة) هذا الموسم، إذ إن لسان حالهم يقول بأن الفوز على العهد سيفتح الطريق أمام استعادة اللقب العتيد. هي مسألة منطقية، ولا يترجمها سوى استمرار الأنصاريين في زرع الفوضى في دفاعات الخصوم بوجود السنغالي الحاج مالك تال على رأس المهاجمين، وهو الذي وصل إلى 18 هدفاً هذا الموسم في طريقه إلى لقبٍ ثالث كهدافٍ للدوري.
الأنصار يمكن أن يفعلها تماماً كما العهد، لكن تفاصيل صغيرة تبقى أساسية، وهي إمكانية محافظته على نفس المستوى الذي يبدأ به المباراة، وهو أمرُ يتوقف عند التبديلات وقدرة الاحتياطيين على الارتقاء إلى مستوى الأساسيين، وهم الذين ينتظر منهم أصلاً أن يكونوا مصدر دعمٍ قوي لفريقٍ جمعهم من اجل اقتحام المنافسات بتشكيلةٍ متكاملة تملك في الخارج ما تملكه في الداخل، وأحياناً أفضل.



أندية الأواخر تلعب اليوم


صحيح أن الأنظار كلها مشدودة على سداسية الأوائل، لكن حماوة المنافسة في سداسية الأواخر تبدو بنفس المستوى بعد سقوط كل التوقعات أسبوعياً. هذه السداسية ستقدّم اليوم ثلاث مباريات قوية عند الساعة 14:15 بحيث يلتقي الصفاء مع الإخاء الأهلي عاليه في جونية، ويحلّ التضامن صور ضيفاً على السلام زغرتا في المرداشية، بينما يلعب الحكمة مع طرابلس في بحمدون.