دخل المنتخب البرازيلي إلى «المونديال الشتوي» وهو مرشح فوق العادة للذهاب بعيداً نحو المباراة النهائية وتحقيق اللقب. الانطلاقة كانت مثاليّة بفوز على صربيا (2 ـ0) ثم تجاوز سويسرا (1 ـ 0)، ولكنّ «السيليساو» سقط أخيراً أمام الكاميرون بهدف دون رد في مباراة فضّل المدرب تيتي خوضها باللاعبين البدلاء بعد ضمان التأهل إلى الدور الـ16. الانتكاسة المبكرة ربما تكون مفيدة لكي تعود البرازيل وتقف على قدميها من جديد، على اعتبار أن أي «دعسة ناقصة» في الأدوار الإقصائية، ستؤجل حلم وضع النجمة السادسة على القميص الأصفر الشهير إلى نسخة 2026.

وفي مباراة اليوم أمام كوريا الجنوبية (21:00 بتوقيت بيروت) سيعود المدرب البرازيلي تيتي إلى التشكيلة الأولى التي تضم أبرز النجوم، بينهم الحارس أليسون بيكر وماركينوس وتياغو سيلفا، إضافة إلى القوة الضاربة في الأمام والمتمثلة بكل من كاسيميرو ورافينيا وفينيسيوس جونيور وريشارليسون... وحتى مساء أمس الأحد لم يكون واضحاً إن كان نيمار جونيور سيعود للتشكيلة، بعد تعرضه لإصابة على مستوى الكاحل في المباراة الأولى أمام صربيا، وغيابه عن المباراتين اللاحقتين. وتواجد نجم المنتخب البرازيلي ونادي باريس سان جيرمان على المدرجات يوم الجمعة خلال مباراة الكاميرون بعد خضوعه لعلاج مكثف على مدى يومين. وبحسب طبيب المنتخب رودريغو الأسمر نيمار وزميله الظهير الأيسر، المصاب أيضاً، أليكس ساندرو عاودا التدريب بالكرة يوم السبت.
صحيح أن مباراة اليوم تبدو سهلة على الورق بالنسبة إلى البرازيليين، إلا أن أداءهم خلال المباراتين الأخيرتين في ظل غياب نيمار، أظهر أنهم بحاجة إليه خاصة على مستوى صناعة الفرص وتشكيل الخطورة على مرمى الخصم. وعلى غرار ما حصل سابقاً، فقد افتقد «السيليساو» في ظل غياب نيمار إلى التركيز والروح المعنوية العالية، والتي يكون اللاعب قادراً على إعطائها لزملائه كونه يلعب بثقة عالية، ويُظهر أنه قادر على تجاوز أي منافس.
واللافت أن نيمار يخوض المونديال الثالث له على التوالي في ظل معاناته من إصابة. ففي نسخة البرازيل عام 2014 تعرّض لإصابة قوية في ظهره خلال مباراة ربع النهائي أمام كولومبيا ولم يكمل البطولة، فمني المنتخب بخسارة تاريخية أمام ألمانيا (1-7) في نصف النهائي. وفي مونديال روسيا الأخير (2018) عانى نيمار من إصابة في مشط القدم قبل نحو ثلاثة أشهر من انطلاق الحدث، وخاض المنافسات ولم يكن في كامل لياقته البدنية.
وسيعتمد الجهاز الفني اليوم على ريشارليسون ورافينيا، مع مشاركة متوقعة لأنتوني، في ظل غياب غابريال خيسوس الذي سيغيب عن البطولة بعد الإصابة التي تعرض لها أمام الكاميرون. كما أن الثقل سيتركز على صاحب الخبرة كازيميرو لإدارة خط الوسط بالشكل المطلوب.
يُذكر أن التاريخ يميل لمصلحة البرازيليين، حيث التقى المنتخب البرازيلي بنظيره الكوري 7 مرات وفاز في 6 منها، آخرها بنتيجة (5-1) في حزيران الماضي، وخسر واحدة، لكنها المرة الأولى التي يواجه فيه نظيره الآسيوي في بطولة رسمية.