حلَّت اللعنة على نادي يوفنتوس، وصار ماسيمليانو أليغري مدرباً للفريق. لا أحد يمكنه فهم ما خطر على بال رئيس النادي أندريا أنيللي حين اتخذ هذا القرار. أنيللي، شكلياً، بالمعنى الاقتصادي، يبدو في حالة يرثى لها. أساس اختلافه مع أنطونيو كونتي، الرجل الذي أعاد مجد يوفنتوس في المواسم الثلاثة الأخيرة، حول سياسة التعاقدات الجديدة في السوق الحالية.
هذه أخبار غير رسمية، لكن هكذا بيَّن سياق الأحداث في النادي. رحل كونتي بشكل مفاجئ، رغم تمديد العقد منذ فترة قصيرة، وكان قد قال سابقاً إن بقاءه لمواسم جديدة مقرونٌ بحصوله على ما يريد من تعاقدات ليشكل منافساً أقوى في دوري الأبطال. وعلى عكس ما أراد كونتي، يتجه أنيللي نحو بيع نجمي «يوفي» الفرنسي بول بوغبا والتشيلياني أرتورو فيدال. هكذا يريد أنيللي، ويريد مدرباً لا يناقش في هذه القرارات، مدرباً يسمع الكلمة، على شاكلة أليغري الذي قال فيه لوتشانو مودجي: «إنه مدرب متعاون جداً مع الإدارة». وعليه، ستصدق توقعات جمهور الـ«يوفي» بأن الفريق ستسوء حاله. أكثر من ٨٠٪ منهم كانوا ضد هذا القرار، حسب صحيفة «توتو سبورت» الإيطالية. كما أطلق بعضهم «هاشتاغ» على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعنوان «لا لأليغري». وكانت التعليقات الـ 400 لا شك أقصى على أليغري من التصويت، إذ اتهموه بأنه «مدرب بلا شخصية»، وقال آخرون: «مع هذا القرار، سألغي اشتراكي بالقنوات الناقلة وسوف تشاهدون الملعب خالياً». ولم يغفل أحد عن تسمية خيارات أخرى دون أليغري، قد تكون روبرتو مانشيني أو فابيو كابيلو أو لوتشيانو سباليتي أو أي أحد آخر أفضل من أليغري الذي _ ليس عن عبث _ لم يشرف على أي فريق منذ إقالته. لكن أنيللي يعرف مراده جيداً.
أليغري وعد بجلب المزيد من النجاحات للنادي، «للحفاظ على المكتسبات التي حققها الفريق في المواسم الثلاثة السابقة». في حين، لا يبدو أنه يتجه نحو هذا الهدف. في تجربته، بدا واضحاً أن حالة النادي الاقتصادية هي التي تحكم من يدخل ويخرج من الفريق. هذا ما حصل مع السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا والغاني كيفن برينس بواتنغ وغيرهم من اللاعبين. من يقبل التخلي عن هؤلاء اللاعبين من الفريق لينهار توالياً في شتى البطولات، لا أمل فيه. المشكلة ليست فيه، بل في ضعف شخصيته وتسييره كما يريد الرئيس، إذ إنه قاد ميلان في أول موسم له الى لقب الدوري، ثم حصل على لقب كأس السوبر الإيطالية في الموسم التالي، ونجح في السير مع الـ«لومباردي» حين كان معه لاعبون ممتازون. لم يسع إلى الحفاظ عليهم، فسقطا معاً ليُقال من منصبه في كانون الثاني الأخير، ما يعني أنه قادر على النجاح إذا ما كان معه نجوم، حيث يوظفهم بالشكل الصحيح. لن ينفع هذا النجاح مع الـ«يوفي» لأن أنيللي لا يريد نجوماً، وإلا لما رحل كونتي أساساً.
لا شك في أن يوفنتوس، الموسم المقبل، بقيادة أليغري سيكون أسوأ من يوفنتوس الموسم الماضي بقيادة كونتي. ولذلك، سيبقى طموح أنيللي محلياً، وعلى صعيد أوروبا، لا أمل على الإطلاق إلا بالعبور إلى المراحل الأولى. خيبة أمل كبيرة للجماهير التي كانت تنتظر تعاقدات تجعل الفريق منافساً أوروبياً. عزاؤهم أن كونتي، مدربهم الذي عشقوه، قد يُعين قريباً مدرباً للمنتخب الإيطالي خلفاً لتشيزاري برانديللي.




لا مشاكل مع بيرلو

أكد مدرب يوفنتوس الجديد ماسيمليانو أليغري أنه ما من مشاكل بينه وبين نجم «يوفي» أندريا بيرلو. وأضاف أليغري: «عندما رحل بيرلو من ميلان، وكنت وقتها مدرباً للفريق، كان بيرلو غير محظوظ نهائياً نظراً لتعرضه للإصابات على نحو مستمر، وهو من رحل لليوفنتوس برغبته». وأشار الى أنه سعيد بعودته لتدريب بيرلو مرة أخرى، لكن هذا يتعارض مع قول إدارة ميلان يومها أنها هي التي لم ترد التجديد لبيرلو!