في مباراة «جائزة الترضية» يلتقي المنتخبان البرازيلي والهولندي لاحتلال المركز الثالث في مونديال البرازيل 2014، الليلة، الساعة 23,00 بتوقيت بيروت. منافسة بلا قيمة يخوضها المدربان لويز فيليبي سكولاري ولويس فان غال. الأول سيُعرف مصيره بعد انتهاء المباراة، والثاني سيحطّ في ملعب مانشستر يونايتد.

الاثنان كانا مرشحين لنيل اللقب، لكنهما الليلة سيخوضان مباراةً هامشية لا تليق بسمعة أي منهما. يتفق الاثنان على أنها مباراة مضيعة للوقت، وفي الوقت الذي تسعى فيه البرازيل إلى مراضاة جمهورها بفوز، فإن مباراتها أمام هولندا لن تكون سهلة أبداً. فمنذ انطلاق المونديال، قدمت هولندا أداءً ساعدها في الوصول إلى نصف النهائي الذي خسرته بركلات الترجيح أمام الأرجنتين، وبدا منتخب «الطواحين» مستعداً أكثر من أي وقت مضى لكي يفك عقدته مع النهائيات العالمية بقيادة مدرب محنك وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين وشبان واعدين. ففي التصفيات، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها إلى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1، فكانت أول المتأهلين إلى بلاد الـ«سامبا»، ثم بدأت مشوارها في النهائيات باستعراض ناري أمام إسبانيا حاملة اللقب وثأرت شر ثأر من الأخيرة باكتساحها 5-1. لكن هذه المباراة يعتقد فان غال أنه «لا ينبغي أن تقام»، ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود الحافز الكافي للاعبين. وقال فان غال: «أنا أردد هذا الأمر، أي ضرورة إلغاء مباراة المركز الثالث على غرار كأس أوروبا منذ 10 أعوام. لكن الآن، نجد أنفسنا مضطرين إلى خوضها ولا عدل أن يرتاح البرازيليون أكثر منا بيوم».
كل هذا يهون أمام صاحب الأرض الذي أذلته ألمانيا بالفوز عليه 7-1. يتساءل كثيرون عن كيفية قدرة لاعبي المنتخب البرازيلي على اللعب وهم منهزمون مثل هذه الهزيمة أمام غريمهم وعلى أرضهم. يمكن القول إنه حتى لو فازوا سيبكون مثلما فعلوا في المباريات السابقة. سيبقى جمهورهم ناقماً عليهم، وسيبقون محطمين معنوياً بعدما تطلعوا إلى تعويض الخسائر في المونديالات السابقة. النقاط الإيجابية التي حاول سكولاري تقديمها لم تنفع، بقوله: «إنها المرة الأولى التي نصل فيها إلى نصف النهائي منذ 2002». يحاول الضحك على الجماهير بأن هذه المباراة ستكون ثأرية بعد أن خسروا في الدور ربع النهائي من مونديال 2010 أمام هولندا 1-2، لأن الجو العام أمام الشعب الذي خرج بتظاهرات قبل المونديال وأثناءه لن يرحم أبداً.
وعلى صعيد المواجهة بين المنتخبين، التقيا سابقاً في ثلاث مناسبات أخرى خلال النهائيات، الأولى في عام 1974 حين فازت هولندا بقيادة يوهان كرويف 2-0 في الدور الثاني، والثانية عام 1994 حين فازت البرازيل 3-2 في ربع النهائي، والثالثة عام 1998 حين خرجت البرازيل فائزة في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
في السابق، اعتاد المدربون إشراك الاحتياطيين لتحفيزهم في المباراة التي تشبه المباريات الودية. لكن في هذه المباراة، التشكيلات غير متوقعة. مع البرازيل غير معروف إذا ما كان برنارد سيجلس على مقاعد الاحتياط كما حال دانتي، خصوصاً مع عودة القائد تياغو سيلفا. أما بالنسبة إلى العناصر الأخرى مثل دافيد لويز أو لويز غوستافو أو فريد، فلا يوجد هناك أصلاً البدلاء الذين بإمكانهم تجنيب بلادهم مهزلة أخرى. أما هولندا، فحالها مشابهة إلا بنقطة وجود دكة بدلاء أفضل. الأبرز بينهم المهاجم كلاس يان هونتيلار الاحتياطي لروبن فان بيرسي، والحارس تيم كرول مكان الحارس الأساسي ياسبر سيلسن.
المباراة لا شك أنها ستكون مغايرة عن باقي مباريات المونديال، إذ إن الطرفين سيدخلان أرض الملعب بنفسية انهزامية.