«دربي» جنوبي بين الشباب الغازية والتضامن صور، ولقاء مسماري كلاسيكي بين الإخاء الأهلي عاليه والصفاء، وآخر مهم للبرج أمام طرابلس. هذه هي المباريات الثلاث التي تُقام عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، لتُطلق المرحلة الثانية من الدوري اللبناني لموسم 2022-2023.مباراة البرج وطرابلس تبدو مهمة إلى حدٍّ كبير بالنسبة إلى المتابعين، وخصوصاً أن الأول هو أحد ثلاثة فرق فقط تمكنت من تحقيق الفوز في الجولة الافتتاحية، ما يعني أنه سيكون أمام فرصة الانفراد بالصدارة في حال فوزه على نظيره الشمالي الذي يبدو أنه سيعيش موسماً صعباً.
البرج يملك كل المقوّمات ليكون منافساً أساسياً على اللقب، وهو يريد بالتأكيد أن يعلن عن هذا الأمر باكراً من خلال انتصارٍ يحققه اليوم، وهو ما سيضعه في المركز الأول وحيداً، وسيضع في نفس الوقت ضغطاً على الفريقين الآخرين الفائزين افتتاحاً أي العهد والنجمة اللذين سيعرفان وقتها أهمية النقاط الثلاث أكثر من أي وقتٍ مضى لأن تعادلهما وفوز البرجيين سيجعلهم وحيدين في الصدارة.
من هنا، تأتي حماوة لقاءٍ لم يكن كغيره من اللقاءات أقلّه في الأعوام العشرة الأخيرة، وتحديداً منذ أن أصبح العهد صاحب شأنٍ في المعادلة الكروية الأساسية خاطفاً الألقاب من أمام النجماويين الذين لم يهضموا هذه المسألة أبداً.
كل هذا انسحب إلى توترٍ جماهيري عرف فصلاً آخر قبل أسبوعين عند موعد إقامة الكأس السوبر التي تمّ تأجيلها بعد اقتحام قسم لا بأس به من جمهور النجمة ملعب أمين عبد النور في بحمدون محطّمين بوابة الدخول وكل ما وقف في طريقهم.
غضب الجمهور بدا مبرراً بالنسبة إلى الداعين بضرورة فتح أبواب الملعب أمام أكبر عددٍ ممكن، لكن المشكلة نفسها قد تطلّ في نهاية الأسبوع لأن ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية هو الوحيد المتاح لإقامة هذه القمّة التي يرجّح أن تفرز مستوى فنياً مقبولاً.
هنا الحديث عن فريقين لم يفوّتا أي فرصة للوصول إلى الجهوزيّة المطلوبة والكمال قبل انطلاق الموسم الجديد. العهد بكل الأحوال كامل ومتكامل وزادت لديه الخيارات ليكون قادراً على التعامل مع متطلبات البطولات المختلفة وتحقيق المطلوب. لكن فوز بطل لبنان الصعب على الإخاء الأهلي عاليه في المرحلة الماضية حيث احتاج إلى ركلة جزاء متأخرة ترك انطباعاً بأن هناك الكثير من العمل الذي لا يزال في الانتظار، وهو أمر سيحصل بلا شك مع ثبات المدرب باسم مرمر على تشكيلةٍ أساسية نهائية، ما يرفع من مستوى الكيميائية بين أفرادها.
فوز البرج اليوم سيزيد من حدّة لقاء العهد والنجمة


هذه النقطة بدت واضحة في النجمة خلال المباراة الأولى أمام الحكمة حيث حقق «النبيذي» الفوز بهدفين نظيفين. والأهم أن طريقة إدارة الفريق فنياً كانت جيّدة وحازت رضى الإدارة بشخص رئيسها مازن الزعني الذي أشار إلى هذه المسألة علناً مبدياً دعمه التام للمدرب بلال فليفل الذي عمل سريعاً وفي فترةٍ زمنيةٍ قصيرة على ترتيب أوراق فريقه بعد الافتراق عن التونسي طارق جرايا.
لكن رغم هذا الجو الإيجابي يعلم النجمة أنه لا يواجه فريقاً عادياً لأن أي لاعب في العهد يبدو قادراً على صناعة الفارق ولعب دور البطولة في مباراةٍ من هذا النوع، وهي التي تعني الكثير للاعبي الطرفين الذين يبذلون عادةً مجهوداً مضاعفاً للفوز بها انطلاقاً من النديّة التي تطبعها، وأيضاً لاعتباراتٍ مختلفة وغير معدودة. وبالحديث عن المجهود المضاعف يفترض أن يكون هذا الأمر في حسابات فريق الأنصار عندما يشدّ الرحل إلى زغرتا للعب بضيافة السلام، إذ بعد تعادلٍ مخيّب أمام شباب الساحل افتتاحاً لا سبيل أمام الأخضر إلا الفوز لكي لا يخسر باكراً فرصة البقاء بين كبار المنافسين، وهو الذي تتوقف انطلاقته الفعلية على بعض التعديلات الفنية التي لا شك بأن مدربه الخبير جمال طه عرفها بعدما لمس الفوارق بين اللاعبين الذي أشركهم على مدار شوطَي اللقاء أمام الساحل.
الساحل نفسه كان ممتعاً ومجتهداً وطموحاً، وهو من نوع الفرق الذي يشدّ إليه الجمهور عادةً. لذا فإن مباراته أمام الحكمة تبدو مثيرةً للاهتمام، وخصوصاً بعد سقوط «أخضر الأشرفية» أمام النجمة في بداية المشوار، ليتحوّل الأخير إلى عقدةٍ فعلية بالنسبة إليه منذ عودته إلى دوري الأضواء حيث يسعى إلى تثبيت أقدامه مجدداً بعدما نشط بشكلٍ لافت في سوق الانتقالات الصيفية.