هل انتهى موسم مانشستر يونايتد قبل أن يبدأ؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الكل عقب الخسارة الأخيرة لفريق «الشياطين الحمر» أمام برنتفورد في «البريميير ليغ» خلال الجولة الماضية.خسارةٌ كشفت المستور وفضحت عمق الأزمة الموجودة في النادي، وصبّت الزيت على النار أكثر، فاستشاط المدرب إيريك تن هاغ غضباً موجّهاً أصابع الاتهام للاعبين غير كفوءين، وذلك في وقتٍ سرّب بعض هؤلاء اللاعبين أنباءً حول بداية ثورة مبكرة منهم ضد الهولندي مطالبين إياه بتغيير المقاربة التكتيكية قبل مواجهة الغريم ليفربول.
فعلاً على الهولندي أن يغيّر من أفكاره التي بدت أنها لا تتناسب مع إمكانات لاعبيه، وأيضاً مع ما قَدِموا ليقوموا به من مهمات في أرض الملعب لدرجةٍ بدا وكأنه لم يغيّر أي شيء منذ وصوله إلى فريقٍ مترنّح ويعاني في كل الخطوط، لا بل إن الفريق بدا أضعف وأسوأ بكثير دفاعياً.
من هنا يفترض على تن هاغ أن يعمل أوّلاً على الاستغناء عن فكرة اللعب بأربعة مدافعين واللجوء إلى الدفعِ بخمسةٍ بينهم ثلاثة قلوب دفاع.
الهدف من هذه الفكرة هو الزيادة العددية في خط الظهر أمام فريقٍ هجومي مثل ليفربول يملك قدراتٍ خلاّقة مختلفة لضرب الخصوم في مقتل. كما أن هذه الاستراتيجية ستعالج الكثير من نقاط الضعف التي ظهرت في المباراة الأخيرة، وأهمها تمثّلت بالمدافع الجديد الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز الجيّد في المواجهات الثنائية والسيئ في الثنائيات الهوائية.
لذا سيؤمّن وجود قلبي دفاع أقوياء البنية وطوال القامة (بعكسه) إلى جانبه حماية شبه مثالية له عند لعب الكرات الساقطة أو العرضية باتجاه منطقة الجزاء حيث الحارس الذي عاد إلى فترات التخبّط أي الإسباني دافيد دي خيا.
ويتردد منذ أيام بأن تن هاغ ضاق ذرعاً بقائد الفريق هاري ماغواير، لكن عند قراءة الخيارات قد يكون الأخير موجوداً أمام ليفربول رغم التوقعات الكبيرة باستبعاده عن التشكيلة الأساسية بسبب مستواه المتواضع. لكن استراتيجية 5-3-2 يمكن أن تخرج الأفضل من ماغواير الذي برز وفق هذه الاستراتيجية مع منتخب إنكلترا. كما أنها ستعيد الفرنسي رافايل فاران أساسياً، وهو الذي يرجّح أن يلعب منذ البداية أصلاً في حال إبعاد ماغواير عن الحسابات.
ببساطة وجود فاران منذ بداية أي لقاء يمكن أن يزيد من الصلابة الدفاعية، ويؤمّن خروج الكرة عبر لاعبٍ يجيد التمرير لتفادي الإرباك الذي وقع به الفريق أمام برنتفورد، حيث بدا خط الظهر مشرذماً وتحت رحمة أخطاء دي خيا بكل الأشكال.
وبالانتقال إلى الوسط حيث لا يزال أمل جمهور اليونايتد حاضراً لإحضار لاعبٍ صاحب اسمٍ كبير، فإن العلاج المؤقت لا في الأسماء المتاحة بل في إيجاد أفضل ثنائية ممكنة، والتي بحسب المردود والتوازن الهجومي - الدفاعي يفترض أن تلحظ وجود الدنماركي كريستيان إريكسن وسكوت ماكتوميناي الذي بدا تأثيره إيجابياً عند دخوله بديلاً في المباراة الأخيرة بحيث أنه لا يملك تقنياتٍ عالية كالأول لكنه يؤمّن المجهود البدني المطلوب لتنفيذ مهمة التنظيف أمام المنطقة ووقف المدّ الهجومي وقطع خطوط التمرير.
والأهم من كل هذا هو معرفة توزيع اللاعبين على أرض الملعب، ومنهم البرتغالي برونو فرنانديش الذي يفضّل بالتأكيد اللعب خلف المهاجمين، ولو أنه بدا مجدداً في مزاجٍ سيئ من خلال تصرفاته على أرض الملعب بحيث يعترض ويمتعض عند كل تمريرةٍ لا تصله أو يخطئ فيها أحد زملائه.
الشق الهجومي يبدو مفصلياً لمجاراة فريقٍ جائعٍ دائماً لتسجيل الأهداف، لذا يجب محاربته بسلاحه عبر زيادة عدد اللاعبين القادرين على المواكبة من الخلف، وأيضاً أولئك الذين يتواجدون في الأمام، ما يوجب إسقاط فكرة اللعب بمهاجمٍ وهمي التي منح تن هاغ مهمتها بشكلٍ مستغرب إلى إريكسن. أما الخطة البديلة فستكون اللعب برأسَي حربة وهما عملياً ماركوس راشفود والفرنسي أنطوني مارسيال العائد للعب دورٍ في خط المقدمة.
كل هذا يعني أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو سيكون خارج الحسابات الأساسية لهذه المباراة. ربما ومن خلال الوقائع ووضع اللاعب وفريقه سيكون من الأفضل إبعاده لتخفيف أوجاعِ الرأس وتأثيره السلبي حالياً في المجموعة.
هي مسألة تحتاج إلى دواء من تن هاغ، لكن الأدوية من كل الأنواع سيكون فريقه بحاجةٍ إليها في حال لم يجد الترياق المناسب لنفسه وأيضاً طريقة معالجة الخطر الكامن في منافسه الليلة.