انحسرت آمال توتنهام خلال السنوات الماضية في المنافسة على أحد المقاعد المؤهّلة إلى دوري أبطال أوروبا. طموحات الفريق في الدوري المحلي شكّلت انعكاساً لقرارات مُلّاك النادي اللندني، الذين أظهروا في أكثر من موقف تفضيلهم الاستقرار المادي على المنافسة. تغيّرت الأمور قليلاً في الموسم الأخير، فقد تم تعيين أنطونيو كونتي مدرباً للفريق ما شكّل بداية النهوض بعد سنوات من السُّبات في منتصف الجدول. قام كونتي بتدعيماتٍ شتوية قليلة، لكنها أضافت التوازن المطلوب إلى الفريق. لم يخفِ الإيطالي رغبته بالحصول على أموال إضافية من إدارته من أجل شراء بعض اللاعبين، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات داخل النادي، حتى وصل الأمر إلى خروج شائعات تتحدث عن امكانية استقالته في الصيف في حال رفضت الادارة ذلك. أسابيع قليلة مرت على افتتاح سوق الانتقالات الصيفي الحالي (بدأ في حزيران) عكست مدى إيمان الإدارة بمدربها الجديد وكذّبت كل الشائعات. الإدارة أعادت جمع المدرب مع اللاعب الكرواتي إيفان بيريزيتش بعد أن درّبه في إنتر ميلانو الإيطالي، ثم ألحقته بمتوسط الميدان «الفتاك» بيسوما من برايتون الإنكليزي في صفقةٍ تُعد من الأفضل خلال «الميركاتو» تبعاً لقيمة اللاعب الفنية العالية مقارنةً بالمبلغ الذي جاء على إثره (30 مليون يورو)، دون إغفال التوقيع مع الحارس المخضرم فريزر فورستر في صفقةٍ مجانية من ساوثهامبتون. لم ينته السوق هنا، بل فتحت الإدارة خزائنها لاستقدام مهاجم إيفرتون ريتشارليسون مقابل 60 مليون يورو مع ترجيحات بشراء قلب دفاع جديد. العلاقة الرائعة بين كونتي والمدير الرياضي للفريق باراتيتشي تؤتي ثمارها، فهل يحقق توتنهام اللقب؟
الاستفادة من تجربة تشيلسي
هي التجربة الثانية لكونتي في الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث سبق له أن حطّ رحاله في إنكلترا عام 2016. حينها، أشرف المدرب الإيطالي على تشيلسي بعد أن احتل الفريق اللندني المركز العاشر في الموسم الذي سبقه. موسم واحد استطاع كونتي خلاله قلب الموازين رأساً على عقب محقّقاً لقب الدوري، ليُقال من منصبه في الموسم اللاحق بعد احتلاله المركز الخامس.
أبرم توتنهام العديد من التعاقدات أبرزها استقدام متوسط الميدان بيسوما من برايتون


لا ضغوط في توتنهام كما هو الحال في تشيلسي. «السبيرز» ليس مرشحاً «تقليدياً» للفوز بالألقاب، لكن، وبوجود كونتي، لا مجال لاستبعاد توتنهام. يمتلك الفريق كوكبة من الأسماء اللامعة بقيادة المهاجمين الكوري الجنوبي هيونغ مين سون، والإنكليزي هاري كاين، وفي ظل إضافة التوازن والخبرة إلى المنظومة عبر الصفقات الجديدة، يبدو توتنهام جاهزاً للمنافسة. تشكيلة كونتي المعتمدة بثلاثة مدافعين في الخلف وحنكته في إدارة اللقاءات «الكبرى» تتيحان له المضي قدماً في الدوري، كما المنافسة على الكؤوس المحلية. الأمر مرهون بإعطائه السلطة الكاملة في سوق الانتقالات والإدارة الفنية للفريق.
الهدف الرئيسي سينصبّ على احتلال أحد المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا. سيحاول كونتي تكرار مشوار الموسم الماضي، عندما تفوّق على ناديَي آرسنال ومانشستر يونايتد في جدول الترتيب.
هو موسمٌ واعد وخاصة أن غالبية الفرق قامت بتدعيم صفوفها، بانتظار توتنهام جديد مع المدرب الذي تُوج بالدوري رفقة آخر ثلاثة فرق أشرف على تدريبها.