أكّد البطل الأولمبي العدّاء البريطاني محمد فرح المعروف بـ«مو فرح» أن مسيرته على المضمار انتهت، لكنه سيشارك في ماراتون لندن المقرّر في تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل للوقوف حول مدى جاهزيّته للمنافسة على الطرقات. وقارن ابن الـ39 عاماً نفسه بلاعب كرة المضرب المصنف أول سابقاً الإسكتلندي أندي موراي، معتبراً أن الأخير ما زال يملك «الروح القتالية» بداخله. رغم ذلك، يبدو أن العائق الأوّل أمام فرح سيكون قدرة جسده على تلبية حاجاته الذهنية.
حقّق فرح العديد من الميداليات الأولمبية أهمها في لندن وريو دي جينيرو (أرشيف)

وانتقل فرح إلى خوض غمار منافسات الماراتون (فاز في شيكاغو وحلّ ثالثاً في لندن عام 2018)، عقب تتويجه بالميدالية الذهبية لسباقَي 5 آلاف متر وألف متر في الألعاب الأولمبية عامَي 2012 و2016. وعاد مجدداً إلى المضمار عام 2020 في سعيه إلى إحراز لقب أولمبي خامس، غير أنه فشل في التأهّل إلى أولمبياد طوكيو في الصيف الماضي. ولم تتحسّن الأمور بالنسبة إلى العداء البريطاني هذا العام إذ خسر بشكل مفاجئ أمام إليس كروس في عودته إلى منافسات سباق 10 آلاف متر في لندن في أيار/ مايو. غير أن العداء صاحب الأصول الصومالية والإنجازات الكبيرة على المضمار، لم يعتزل وقرّر اختبار نفسه في ماراتون لندن في الثاني من تشرين الأوّل/ أكتوبر، على أن يشارك قبله بشهر في سباق «بيغ هالف» التحضيري (21.1 كلم).
وقال فرح لصحيفة ديلي ميرور «هل ما زلت متعطشاً، هل أنا على استعداد لبذل المجهود و(ركض) الأميال؟ نعم». وأضاف «لا يزال لديّ الروح القتالية بداخلي وحتى لحظة فقدان هذا الشعور لا أعتقد أنه يجب أن أفكر في الاعتزال، ولكن لكوني واقعياً، هل يمكن لجسدي أن يفعل ذلك؟ لقد شاهدت لعبة التنس وأندي موراي، الرجل لا يزال يملك تلك الروح القتالية لكن جسده لا يسمح له بذلك». وتابع فرح: «ما زلت أتمرن بأسلوب لا يستطيع الأشخاص العاديون القيام به. ما زلت أشعر أنّي أملك هذه الروح ولكن عليّ أن أكون واقعياً». وأشار فرح الفائز أيضاً بستة ألقاب عالمية في الهواء الطلق إلى أن عقله قد «يخبرك بالاستمرار ولكن في بعض الأحيان يتطلّب الأمر فترة من التفكير. لكن في بعض الأحيان عليك أن تأخذ خطوة إلى الوراء، كن واقعياً». وقال فرح أيضاً: «الحقيقة هي أنني أعتاد على الأمر قليلاً وأحياناً لا يسمح لك جسدك بفعل الأشياء. ولكن هذا هو السبب أيضاً لعدم مشاركتي في بطولتي العالم أو أوروبا هذا الصيف». وأصرّ فرح على أنّ قرار الاعتزال سيكون بيده وحده، وختم «هذا القرار يمكن أن يأتي مني فقط، ليس من مديري، أو زوجتي أو أطفالي» و«ستأتي هذه اللحظة، لكني لا أعرف حتى الآن».