لم تمرّ 24 ساعة على إحراز النجمة للقب كأس لبنان لكرة القدم يوم السبت على ملعب جونيه، حتى كان رئيس النادي أسعد صقال يذهب بالأمور إلى مكان آخر مع نادي العهد. بعد المباراة مباشرة أهدى اللقب لرئيس نادي العهد تميم سليمان في حديث مع تلفزيون MTV رغم أنه ليس طرفاً في اللقاء. مقربون من صقال أعادوا إهداء اللقب إلى رئيس نادي العهد تميم سليمان من باب «التزريك والمزاح». سليمان بدوره رد سريعاً معتبراً إهداء صقال «جميل كبير بعد أربع أو خمس سنوات من الانتظار... أصلاً إنت أبو الكرم».لم تمضِ ساعات على المناوشات الخفيفة حتى انتشر خبر رفع ثلاث دعاوى من نادي النجمة بحق نادي العهد عبر تصريح لصقال نفسه لموقع «كووورة». جاء الخبر عقب تقديم العهد للاعبهم الجديد أندرو صوايا الذي انتقل من النجمة إلى العهد بعقد يبدأ من أول الشهر الحالي.
في محور المناوشات الخفيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا الأمر في إطار «النكوزة الرياضية»، وجاء الرد العهداوي عبر تقديم صوايا يوم الأحد عند الساعة الحادية عشرة صباحاً في توقيت غريب بعض الشيء، لكن قد يكون نوعاً من الرد على تصريح صقال وإهدائه اللقب لسليمان.
لكن أن تصل الأمور إلى المحاكم، فهنا تأخذ القصة منحى آخر يخرج من إطار المزاح والمناوشات. انتقلت القضية إلى رفع دعاوى من بطل الكأس على بطل الدوري في ملفات تتعلّق بثلاثة لاعبين: أندرو صوايا، علي الحاج، ومحمود سبليني.
يرفض رئيس نادي النجمة أسعد صقال الحديث عن تفاصيل هذه الدعاوى في اتصاله مع «الأخبار» قبل أن يتسلّم نادي العهد الدعوى. «عندما يتسلّم نادي العهد التبليغات حينها نتكلّم بالتفاصيل» يقول صقال. لكنه لا ينفي أن القضية تتعلق بهؤلاء اللاعبين مع تفصيل ملفات كل واحد منهم. فدعوى علي الحاج وصوايا متشابهتان، أما دعوى محمود سبليني مختلفة.
ما لم يقله صقال، كشفه مصدر مطّلع لـ«الأخبار» عن رؤوس أقلام الدعوتين. في ما يتعلّق بالحاج وصوايا فالدعوتان ترتكزان على مبدأ حق النادي الذي نشأ فيه اللاعبان خصوصاً في فترة العمر بين 12 و22 عاماً بالحصول على جزء من قيمة العقد بقيمة 5%. لكن هذه القيمة توزّع على الأندية التي لعب معها اللاعبان وليس آخر نادٍ انتقلا منه.
أما قضية محمود سبليني فتتعلق بتوقيعه عقدين الأول مع العهد لمدة ثلاث سنوات والثاني مع النجمة لمدة سنتين. «هي قضية Double Contract» يقول صقال مشيراً إلى أن نادي النجمة لم يقدّم العقد الجديد إلى الاتحاد ثم سحبه. «قدّمنا العقد لتثبيته، ولدى سؤال اللاعب الذي كان مسافراً مع الفريق في البحرين من قبل الاتحاد كما ينص القانون أجاب سبليني بأنه لم يوقع عقداً مع النجمة, وعليه، توجّب انتظار عودة اللاعب. وأنا قررت تأجيل العمل على الموضوع لحين انتهاء كأس لبنان حتى لا يحصل توتر في الفريق. والآن بعد انتهاء الكأس وفوزنا فيه قررت إعادة إثارة الموضوع» يشرح صقال لـ«الأخبار».
لا يأخذ المعنيون بنادي العهد ما يصدر عن صقال على محمل الجد


هذا في موضوع سبليني، لكن في موضوع علي الحاج وأندرو صوايا وتحديداً الأول، لماذا تم رفع دعوى الآن بعد مرور سنتين على انتقال اللاعب من النجمة إلى العهد؟
«في السابق كنا نتعاطى مع الموضوع من باب العلاقات الطيبة، لكن بعد أن ذهبت الأمور إلى منحى شخصي يعمل فيه كل طرف مصلحته من دون مراعاة، فحينها قررت تحصيل حق النادي في القضية» يجيب رئيس نادي النجمة.
ويضيف صقال حول القضايا المرفوعة، بأن الكشف عنها كان أمس الأحد، لكن التحضير لها بدأ قبل فترة عبر محامٍ سويسري رفض الكشف عن اسمه. «من المؤكّد أننا لم نرفع الدعوى يوم الأحد. الموضوع انطلق قبل فترة وقريباً سيتسلّم نادي العهد الدعاوى، لكن لا أعرف متى لأنني لست ضليعاً بالقضايا القانونية. هناك محامٍ سويسري يتابع الموضوع».
في المقابل، لا يبدو المسؤولون في نادي العهد معنيين بالموضوع. بعضهم لا يأخذ الموضوع على محمل الجد والبعض الآخر يرى أنه «مش محرز».
لكن طرفاً من خارج النادي يعتبر أن ما يقوم به صقال هو نوع من الضغط في ملف أصبح في حكم المنتهي وهو اللاعب قاسم الزين. فالمصدر المطّلع يرى أن صقال أصبح متأكداً أن قائد خط دفاعه انتقل إلى العهد بعد انتهاء عقده مع النجمة «بدليل أنه تعاقد مع لاعب في نفس مركزه وهو حسن بيطار»، وما يقوم به هو للضغط على العهد للتراجع عن التعاقد مع الزين «الذي اصبح منتهياً ولا يمكن التراجع عنه، بالتالي كل ما يقوم به صقال لن يوصل إلى نتيجة» يختم المصدر حديثه.
قضية قاسم الزين لن تأخذ وقتاً طويلاً حتى تتوضّح بشكل كامل، وقد يكون الموعد في 1/7/2022 وهو اليوم الأول الذي سيكون فيه الزين لاعباً حراً بعد انتهاء عقده مع النجمة في 30 حزيران. إلا إّذا قام النجمة بإبراز تكملة العقد مع اللاعب لسنتين إضافيتين كما يؤكّد رئيس نادي النجمة أسعد صقال الذي تحدث لـ«الأخبار» في حديث سابق بأن العقد موجود في مكتبه وبأنه سيثبّته في الاتحاد قريباً. (راجع عدد يوم الاثنين 2022/5/9 العدد 4623).
انتهى الموسم الكروي رسمياً في الملاعب مع إقامة نهائي كأس لبنان، لكن يبدو أنه لم ينتهِ في المكاتب. هذا الموسم الماراثوني الذي شهد أموراً لم تمر على تاريخ الكرة اللبنانية، لا يعرف أحد متى ينتهي ويتم طي صفحته التي شهدت أسطراً من المشكلات والمصاعب يتمنى كثيرون أن يستعملوا معها عبارة: «تنذكر وما تنعاد».