على أرضه وأمام جماهيره التي ملأت قاعة الشياح عن آخرها، رفع فريق بيروت لقب بطولة لبنان الأول في تاريخه، بعد أن فاز على الرياضي في المباراة السابعة والأخيرة من النهائي (79 ـ 62)، لتنتهي السلسلة (4 ـ 3).لم يخطف بيروت اللقب من الرياضي، فهو كان الطرف الأفضل فنياً في جميع مباريات النهائي حتى ولو أنه خسر في ثلاثة لقاءات. استفاد بيروت من تألق التونسي صالح الماجري في آخر مباراة، إضافة إلى أداء مميز من سيرجيو الدرويش وإيلي شمعون وجيرارد حديديان الذين أثبتوا علّو كعبهم في النهائي. تجاوز بيروت إصابة هايك غيومجيان ووائل عرقجي وغيابهم من معظم مباريات السلسلة النهائية، ومنع الرياضي من تحقيق لقبه الـ17 في العصر الحديث (منذ 1992) والـ37 في تاريخه. بيروت ثأر لخسارته السلسلة النهائية أمام الرياضي في الموسم قبل الماضي وحقق اللقب هذا الموسم، بعد أن فاز في الكأس على حساب الرياضي نفسه قبل أشهر قليلة. الفرحة كانت كبيرة في الشياح، فيما خرجت جماهير الرياضي التي اجتمعت في قاعة صائب سلام في المنارة لمتابعة المباراة عبر شاشة عملاقة بخيبة أمل. الرياضي قاتل كعادته حتى الرمق الأخير، إلا أن الفوارق الفنية ذهبت بالكأس أخيراً إلى الشياح.

تفاصيل اللقاء
بداية المباراة كانت متقاربة من الجانبين، فبرز جيرارد حديديان من ناحية بيروت، وكريم زينون وعلم الدين كيكانوفيتش من جانب الرياضي. حديديان اخترق أكثر من مرة باتجاه سلة الرياضي مسجلاً نقاطاً حاسمة، ومعطياً التقدم لفريقه بأكثر من 6 نقاط في أول 4 دقائق، وردّ كريم زينون بقوّة عبر اختراقات عن الجهة اليمنى. وساعدت تحركات كيكانوفيتش تحت السلة بإعطاء المساحات لزينون وأمير سعود للتسجيل، لينتهي الربع الأول بتقدم الرياضي (20 ـ 19). وكانت المفاجأة في هذا الربع هي مشاركة وائل عرقجي رغم الإصابة القاسية التي تعرض لها في المباراة السادسة من سلسلة النهائي، ولكنه لم يلعب بشكل مريح.
قاتل كيكانوفيتش وحيداً في صفوف فريق الرياضي


الربع الثاني انطلق على وقع تسجيل نقاط من الفريقين، حتى قرر جناح بيروت إيلي شمعون أخذ الأمور على عاتقه فسجل مرتين عن خط الرميات الثلاثية، مع متابعات من قبل سيرجيو الدرويش ليرتفع الفارق لصالح بيروت إلى 10 نقاط (34 ـ 24) قبل أربع دقائق من نهاية الربع الثاني والشوط الأول من اللقاء. حاول لاعبو الرياضي التعويض ولكن تسديدات كل من أمير سعود وعلي منصور عن خط الرميات الثلاثية لم تكن بالدقة المناسبة لينتهي الربع الثاني بنتيجة (39 ـ 29) لصالح بيروت.
الربع الثالث المعروف بشوط المدربين كانت الانطلاقة القوية فيه لصالح أصحاب الأرض، ففي ظرف 4 دقائق تقدم بيروت بفارق 17 نقطة (50 ـ 33) نتيجة اختراقات سيرجيو الدرويش وثلاثيات إيلي شمعون. سيطر بيروت على المباراة وسط ضياع من لاعبي الرياضي ترجمتها التسديدات العشوائية لأمير سعود ومارك خوري. وكان واضحاً أن الرياضي افتقد إلى خبرة إسماعيل أحمد في النهائي بعد أن أصيب في بداية السلسلة النهائية، كما خانت اللياقة البدنية قائد الفريق جان عبد النور الذي لم يتمكن من المشاركة لوقت طويل. وما كان لافتاً أيضاً هو غياب التركيز عن أمير سعود الذي بدا من دون حماسة في هذا اللقاء، ليوسع بيروت الفارق إلى 21 نقطة (58 ـ 37)، وينتهي بعدها الربع الثالث (59 ـ 44).
في الربع الأخير كشر بيروت أكثر فأكثر عن أنيابه وفرض إيقاعه على الرياضي مانعاً أمير سعود من التسجيل عن خط الرميات الثلاثية، كما كسر الدفاع الذي حاول فرضه مدرب الرياضي جورج جعجع. اخترق جيرارد حديديان أكثر من مرة، مع سلات ثلاثية لإيلي شمعون أهدت بيروت اللقب الأغلى.