يسعى منتخب إنكلترا للثأر من نظيره الإيطالي الذي كان ألحق به خسارة مؤلمة في نهائي كأس أوروبا الصيف الفائت، وذلك عندما يستقبله على ملعب «مولينو» (اليوم 21:45 بتوقيت بيروت) ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. وتُقام المباراة خلف أبواب موصدة أمام الجماهير بعد أعمال الشغب التي رافقت نهائي البطولة القارية على ملعب «ويمبلي» في لندن الصيف الماضي وانتهى بفوز الإيطاليين بسيناريو ركلات الترجيح على أصحاب الأرض (3-2) بعد تعادلهما (1-1) في الوقتَين الأصلي والإضافي. وتميل الكفة لصالح إيطاليا في 28 مباراة جمعتها مع إنكلترا، حيث فازت في 12 مقابل 8 هزائم والعدد ذاته من التعادلات. كما تعود الخسارة الأخيرة لبطل العالم أربع مرات أمام «الأسود الثلاثة» منذ سقوطه (1-2) في ودية في سويسرا في آب/ أغسطس 2012. فيما حقّقت إيطاليا فوزها الأخير على منافستها في 90 دقيقة خلال مونديال البرازيل 2014 في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة بنتيجة (2-1).ويخوض منتخب «الأسود الثلاثة» المواجهة المنتظرة ليس فقط للثأر من منافس حطم أحلامه القارية، بل أيضاً من أجل تحقيق انتصاره الأوّل في النسخة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية بعدما استهلّ مسيرته بخسارة مدوية أمام المجر (صفر-1)، قبل أن ينتزع تعادلاً قاتلاً بركلة جزاء من القائد هاري كاين أمام ألمانيا (1-1)، ليتذيّل ترتيب مجموعته بنقطة وحيدة. ورغم البداية المتواضعة، إلّا أنّ المدرب غاريث ساوثغيت أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب إذ منذ تسلّمه المهام الفنية مع بطل العالم للعام 1966، قاده إلى نصف نهائي كأس العالم في روسيا 2018 وإلى نهائي أمم أوروبا العام الماضي.
تبحث إنكلترا عن تحقيق انتصارها الأوّل في النسخة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية


ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى درجة من الواقعية حول الانتكاسات من جراء خوض أربع مباريات في 11 يوماً، أوضح ساوثغيت أهمية التمسك بقناعاته، قائلاً: «أعرف ما أريده من هذه المباريات»، مضيفاً: «أنا أقبل أيضاً أنه مع إنكلترا سيتم الحكم عليك، وعليك الفوز في كل مباراة». وسيعمد ساوثغيت بسبب كثافة المباريات إلى إدخال العديد من التغييرات أمام إيطاليا ومباراة العودة الثلاثاء المقبل ضد المجر، لذا قال «لقد رأيتم في جميع أنحاء أوروبا: أدخلت فرنسا 10 تغييرات وإسبانيا ثمانية، والبرتغال سبعة». وختم «هي سلسلة فريدة من المباريات حيث تفكر المنتخبات في رفاهية اللاعب إلى حد ما ونضارته، ولكنها أيضاً تستعد لكأس العالم لأنها تدرك جيداً ما هو قادم وما لم تحصل عليه في المباريات الودية قبل المسابقة».
وفي وقت تحوم الشكوك حول إمكانية مشاركة كالفين فيليبس بعد أن أُجبر على مغادرة أرضية الملعب في ميونيخ للإصابة، فإنه من المرجح أن يدفع ساوثغيت بلاعب مانشستر سيتي جاك غريليش أساسياً بعدما خاض أفضل 20 دقيقة بقميص بلاده أمام ألمانيا بعد دخوله من على مقاعد البدلاء. كما سيمنح مهاجم روما الإيطالي تامي ابراهام فرصة في المقدمة لإراحة هاري كاين «الطامح» لتحطيم رقم الهدّاف التاريخي للمنتخب واين روني (53 هدفاً في 120 مباراة بين عامَي 2003 و2018) عقب تسجيله هدفه الـ 50 أمام «مانشافت» في 71 مباراة دولية.
من ناحيتها، تأمل إيطاليا في أن تستعيد بريقها بعد تراجع مستواها عقب إحرازها اللقب القاري، ففشلت في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية توالياً وخسرت مباراة الـ«فيناليسيما» التي جمعتها أمام الأرجنتين بطلة كوبا أميركا (صفر-3).

(أ ف ب )

غير أن «الأتزوري» ظهر بصورة مغايرة في دوري الأمم إذ يتربّع على صدارة «مجموعة الموت» برصيد 4 نقاط إثر تعادله مع ألمانيا (1-1) وفوزه على المجر (2-1). وعمد روبرتو مانشيني إلى ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب فقام باستبدال اللاعبين المخضرمين بآخرين شبان، فلم يُشارك في التشكيلة الأساسية المدافع ليوناردو بونوتشي (35 عاماً) والمهاجم أندريا بيلوتي (28) الخميس الفائت.
ويشكّل خط الهجوم معضلة للمدرب الإيطالي فبعدما قرر عدم استدعاء تشيرو إيموبيلي (32 عاماً)، أفضل هداف للدوري الإيطالي أربع مرات، لم يتمكن الثلاثي بيلوتي وجانلوكا سكاماكا وجاكومو راسبادوري من زيارة الشباك في المباريات الثلاث السابقة. وكان مانشيني قرر عدم استدعاء ماركو فيراتي وجورجينيو وإيمرسون بالمييري ولورنتسو إينسيني في وقت سابق من هذا الشهر للراحة.
وفي ذات التوقيت أيضاً تلعب المجر مع ألمانيا.