لم ينسَ مدرّب ليفربول، الألماني يورغن كلوب خسارته في نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» عام 2016 على حساب مدرّب فياريال الحالي وإشبيلية السابق أوناي إيمري. الأخير حرم كلوب من التتويج الأوروبي عندما قلب تأخيره حينها من هدف دون ردّ في الشوط الأول، إلى فوز بثلاثة أهداف لهدف في الشوط الثاني، وهو ما أحدث صدمة كبيرة، خاصة وأن إشبيلية حقّق في ذلك الوقت لقبه الثالث توالياً في البطولة الأوروبية الثانية. هذه الخسارة لم ينسها كلوب ولا لاعبو وجماهير ليفربول حتى ولو أنهم فازوا على إيمري عندما كان مدرباً لآرسنال الإنكليزي، لذلك فإنّ مباراة اليوم ستكون مناسبة مهمة للإنكليز ومدرّبهم من أجل الثأر ووضع قدم في المباراة النهائية.على الورق كلّ الترشيحات تصبّ في صالح ليفربول. الفريق الإنكليزي يواصل التألّق تحت قيادة كلوب. يحتل ليفربول المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنكليزي «بريميرليغ» برصيد 79 نقطة، من 24 فوزاً و7 تعادلات وخسارتين فقط، وهو يبتعد بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي المتصدّر. جميع عناصر ليفربول جاهزة اليوم من المصري محمد صلاح إلى السنغالي سادية مانيه كما المتألّق لويس دياز. وما هو مهم بالنسبة لكلوب في مباراة اليوم هي جهوزية البدلاء، وعلى رأسهم البلجيكي ديفوك أوريغي. الأخير أكّد مجدّداً أنه ورقة كلوب الرابحة لو مهما ابتعد عن الملاعب، فهو دخل بديلاً في مباراة إيفرتون الأخيرة في الدوري وسجّل هدف حسم الفوز لفريقه لينتهي ديربي «الميرسيسايد» بهدفين دون ردّ، ويواصل ليفربول تشديد الخناق على السيتي.
يخشى ليفربول من الضغط الكبير وزحمة المباريات كونه ينافس على ثلاث جبهات حالياً


يعرف كلوب جيداً أنّ المباراة لا تحتمل أيّ أخطاء، لذلك هو سيبدأ بالمنظومة الأساسية، عبر آرنولد وروبيرتسون في الخلف وبينهما الهولندي فيرجيل فان دايك وجويل ماتيب، بينما سيكون حاضراً في منتصف الملعب كلٌّ من تياغو الكانتارا وفابينيو، على أن يشارك أساسياً دياز كونه يعطي إضافة مهمة جداً لكلّ من مانيه وصلاح في المقدمة، دون نسان ديوغو جوتا. تشكيلة ليفربول كاملة، وهم يريدون الفوز بأكبر نتيجة ممكنة على أرضهم وبين جماهيرهم من أجل أن تكون رحلة العودة إلى إسبانيا في مباراة الإيّاب سهلة نسبياً.
ولكن ما يُقلق يورغن كلوب هو الضغط الذي يتعرّض له اللاعبون، ففريقه ينافس على ثلاث جبهات أساسية هي دوري الأبطال والدوري المحلي والكأس، وبالتالي فإنّ عامل الإرهاق ربّما يصب في مصلحة المنافسين. فإضافة إلى المباراة اليوم، يلعب ليفربول في نهاية الأسبوع أمام نيوكاسل ثم يرحل إلى إسبانيا للعب مباراة الإيّاب، وبعدها يواجه توتنهام وآستون فيلا في الدوري، وفي منتصف أيار يلعب نهائي الكأس أمام تشيلسي. مباريات كلّها قوية جداً لكلوب ولا تحتمل أي خطأ لأنّ الخسارة في أي منها ستخسره بطولة، وبالتالي جهد موسم كامل. ومن هنا فإنّ إمكانية المداورة ستكون صعبة جداً، وسيعتمد كلوب على التبديلات الذكية في كلّ مباراة من أجل تحقيق نقاط الفوز.
والجدير ذكره أن ليفربول وصل إلى النهائي في عامَي 2018 و2019 فخسر الأول أمام ريال مدريد وفاز في الثاني على حساب توتنهام، ولكنه خرج من الدورين ربع النهائي وثمن النهائي في العامين التاليَين.

(أ ف ب )

وعلى الجهة الثانية فإنّ فياريال يدخل اللقاء وليس لديه أي شيء ليخسره. الفريق الإسباني يحتلّ المركز السابع في الدوري المحلي مع 52 نقطة من 14 فوزاً و10 تعادلات و9 خسارات. ولكن فريق المدرّب أوناي إيمري يعوّل على أدائه المميّز في دوري الأبطال هذا الموسم حيث أقصى يوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونيح بطل ألمانيا من الدورين ثمن النهائي وربع النهائي توالياً، وهو ما أحدث مفاجأة كبيرة في الكرة الأوروبية.
صحيح أن فياريال حقّق الموسم الماضي لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي، إلّا أنّ أكثر المتفائلين لم يتوقّعوا إقصاء البايرن ويوفنتوس هذا الموسم. والأكيد أنّ حنكة إيمري لها الدور الأهم في وصول فياريال إلى هذا الدور. وقال إيمري في حديث صحافي: «من أجل تحقيق شيء، عليك أن تقوم بأمور مهمة والتغلّب على الأفضل. تلك المباراة ضدّ يوفنتوس منحتنا الكثير من الثقة. في نصف النهائي، سنحاول أن نخلق الظروف ذاتها من أجل أن نمنح أنفسنا الفرصة. ليفربول فريق عظيم». وسيفتقد فياريال لجهود مهاجمه جيرار مورينو الذي يُعاني من إصابة في العضلة الخلفية للفخذ تعرّض لها ضد خيتافي في 16 الشهر الحالي. ولكن ربما يكون إيمري متخصّص بالدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بينما سيكون من الصعب عليه الفوز بدوري الأبطال كونه حاول مع باريس سان جيرمان الفرنسي وفشل.
مباراة مهمة جداً والأكيد أنّ كلوب سيبحث بكل الطرق للخروج فائزاً، من أجل أن تكون المهمة سهلة في الإيّاب وبالتالي إبعاد الضغوط عن لاعبيه لاحقاً.