خسارة قاسية بثلاثية نظيفة تعرّض لها منتخب لبنان لكرة القدم على أرضه أمام المنتخب السوري، ضمن منافسات الجولة التاسعة من التصفيات الحاسمة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022، ليفقد حظوظه نهائياً بالحصول على المركز الثالث في المجموعة الأولى وخوض الملحق الآسيوي. المنتخب اللبناني ظهر ضعيفاً ومن دون أي حافز خلال اللقاء مع نظيره السوري على ملعب صيدا، ليتلقّى بذلك الخسارة الرابعة على أرضه في مبارياته الخمس الأخيرة (تعادل بهدف لمثله مع العراق)، ويحقق نقطة واحدة من 15 ممكنة على أرضه في التصفيات. أداء فني كارثي قدّمه اللاعبون اللبنانيون، مع غياب واضح للياقة البدنية. وظهر تأثير غياب الأخوين روبرت وجورج ملكي عن المنتخب، خاصة في الواجبات الدفاعية، كما أثّر غياب القائد حسن معتوق كما باسل جرادي على مستوى خلق الفرص. ولكن رغم الغيابات، إلا أن لا شيء يبرر هذه الخسارة القاسية، والأداء الضعيف للاعبين اللبنانيين بمواجهة منتخب فازوا عليه سابقاً خلال التصفيات. وكما أنه من الجدير القول إن المنتخب السوري خاض مباراته أمس من دون العديد من لاعبيه الأساسيين، خاصة عمر خريبين وعمر السومة.
وعلّق مدرب منتخب لبنان على النتيجة قائلاً بعد المباراة: "لم نلعب جيداً اليوم (أمس الخميس)، والهدف الأول غيَّر المعطيات". وأضاف: "أعتذر من الجمهور، أنا محبط بسبب النتائج الأخيرة".
ولم يكن الأداء الضعيف للمنتخب اللبناني هو الحدث الوحيد خلال هذه المباراة، فبرز قبل انطلاق الشوط الثاني الشغب الجماهيري، بعد أن أقدم عدد من الجمهور اللبناني على رمي عبوات المياه على أرض الملعب ليؤخر حكم اللقاء انطلاق الشوط إلى حين تهدئة الجماهير. وتوقفت المباراة للمرة الثانية في الدقيقة 71، بصافرة من الحكم بداعي أعمال شغب أيضاً في المدرجات ورمي عبوات مياه إلى الملعب، وهذا التوقف أثار اعتراض لاعبي المنتخب اللبناني ولا سيما حسين زين الذي تلقّى الإنذار. خرج اللاعبون لحوالي 20 دقيقة من أرض الملعب، ليُستكمل اللقاء بعد خروج الجمهور اللبناني من على المدرجات إلى خارج الملعب، حيث حصلت اشتباكات بالأيدي خارج الملعب. ومن المتوقع أن يفرض الاتحادان الآسيوي والدولي عقوبات على لبنان جرّاء هذه الأحداث.

تفاصيل اللقاء
انطلاقة الشوط الأول كانت أفضل من جهة المنتخب اللبناني بفضل تحركات محمد حيدر في العمق، إلا أن اللبنانيين فشلوا بالوصول إلى مرمى الخصم. امتصّ لاعبو المنتخب السوري الاندفاعة اللبنانية في بداية اللقاء، وبدؤوا ببناء هجمات من الخلف. وبعكس مجريات المباراة سجّل المنتخب السوري هدفاً في الدقيقة 14 عبر علاء الدالي بعد سوء تمركز من الدفاع اللبناني. بعد هذا الهدف حاول اللبنانيون تعديل النتيجة ولكنهم لم ينجحوا بالوصول إلى المرمى. ضغط لاعبو المنتخب السوري وكانت لهم فرصة خطيرة جداً عند الدقيقة 21 بعد تبادل رائع للكرة، وسط ضياع من الدفاع اللبناني.
خسر لبنان 4 مباريات من أصل 5 لعبها على أرضه خلال التصفيات المونديالية


حتى النصف الأول من الشوط الأول لم تكن هناك أي فرصة حقيقية للمنتخب اللبناني على المرمى السوري، وكان واضحاً التفوّق البدني للاعبين السوريين، خاصة خلال الالتحامات الثنائية. وفي الدقيقة 36 حصل المنتخب السوري على ركلة جزاء، سجّلها مارديك مارديكيان على يمين الحارس مصطفى مطر. الهدف الثاني أعطى معنويات كبيرة لرجال المدرب غسان معتوق الذين انطلقوا إلى الأمام وصنعوا بعض الفرص، حتى جاء الهدف الثالث عبر محمد المرمور عند الدقيقة 44 الذي سدّد من على حدود منطقة حارس المرمى، وذلك بعد لعبة جماعية، ضُرب خلالها الدفاع اللبناني.
وقبل نهاية الشوط الأول بدا واضحاً التراجع البدني على لاعبي منتخب لبنان، وخرج اللاعب عباس عاصي بعد تعرّضه لإصابة ليدخل بدلاً منه كريم درويش.
وتأخر الشوط الثاني لينطلق بقرار من حكم اللقاء والمراقب، وذلك بعد قيام بعض المشجّعين برمي عبوات المياه إلى داخل أرض الملعب. وبعد استكمال المباراة لم يحصل أي جديد على مستوى النتيجة، حتى بعد أن دخل هلال الحلوة بدلاً من نادر مطر. وجاءت الفرصة الأولى الحقيقية للبنان في الدقيقة 63 عبر كرة رأسية من محمد قدوح.
توقّفت المباراة بعدها عند الدقيقة 71، ولما استُكملت لم يتغير أي شيء في النتيجة ليخرج المنتخب السوري فائزاً. وهذا الفوز هو الخامس عشر لـ"نسور قاسيون" في تاريخ مواجهات المنتخبين الجارين، مقابل خمس خسارات وستة تعادلات.
ويلعب لبنان يوم الثلاثاء المقبل مباراته الأخيرة في التصفيات أمام المنتخب الإيراني على أرض الأخير.