قبل انتخاب أسعد صقال رئيساً للنجمة، لم يكن النادي يسير في سكّة الظفر بالألقاب، لكنّه، على الأقل، كان قادراً على تحقيق لقب الدوري مرّةً كل خمس سنواتٍ. مرّت السنوات الخمس من عهد الرئيس الجديد دون تحقيق اللقب المحلي. غاب النجمة عن الفوز بكأس لبنان أيضاً، كما فشل في كأس السوبر، مكتفياً بكسب كأس النخبة مرّتين، وهو حامل الرقم القياسي في هذه البطولة.بالنسبة إلى الجمهور، فإن الموقف من رئيس النادي يرتبط بإمكانية تحقيق الفريق الأوّل الألقاب مستقبلاً، وهذا الأمر، يعتمد أوّلاً على التمويل وطريقة عمل الإدارة. وفي هذا الإطار يمكن النظر إلى الاعتراض الحالي لدى الجمهور. علماً أن بين المعترضين على الصقال من يركز على عنوان ظرفي كما ورد في أحد البيانات التي دعت إلى التحرّك، حيث جرى التركيز على اعتبار صقال أنه «المتسبّب الأوّل بخسارتنا الدوري هذه السنة أقلها».
الجمهور كان يُمنّي النفس بتطوّر الفريق بعدما وصل إلى مباراةٍ فاصلةٍ مع الأنصار في دوري الموسم الماضي، ثم في نهائي كأس لبنان، لكنّ العكس حصل. صحيحٌ أن الفريق حافظ على لاعبيه، لكنه لم يُطعَّم بوافدين جُدد قادرين على تقديم الإضافة، على عكس منافسيه، ولو أن حال الأنصار لم يكن أفضل قبل قرار اعتبار النجمة خاسراً أمام العهد وشطب ست نقاطٍ من رصيده. أضف إلى ذلك، أنه وقبل الاستحقاق الآسيوي، فشل النجمة بانتداب لاعبٍ أجنبيٍّ واحدٍ على الأقل ليشارك مع الفريق في الدوري ويكون حاضراً لكأس الاتحاد، واكتفى بضم لاعبَين، أحدهما، فُسخ عقده مع الأنصار بعد نصيحةٍ طُبيّة، والثاني، جاء من أحد أندية الدرجة الثانية.
بيانان رئيسيان صدرا عن جمهور النجمة. الأوّل باسم «زُعران النُّص» (نسبة إلى الجماهير التي تجلس في وسط المدرج وتشجع الفريق بكل قوة)، والثاني من ألتراس «سوبرنوفا». المجموعة الأولى دعت إلى التحرّك اليوم «بكل حضارة» لاستبدال صقال «بشخصٍ قادرٍ على حصد البطولات ولا يتخلى عن اللاعبين»، و»لاسترجاع النجمة». أما المجموعة الثانية، التي نشرت صوراً للافتات تدعو إلى رحيل رئيس النادي، فاعتبرت أن هناك «مطلباً شعبياً باستقالة صقال من منصبه»، داعيةً «كل نجماوي يرى بأن النادي يواجه لحظة مصيرية إما الزوال أو البقاء (إلى التحرّك) لإيصال صوتنا ومطالبنا باستقالة الإدارة الحالية للنادي».
تبدأ تحركات جمهور النجمة اليوم الساعة الثانية والنصف بعد الظهر


في المقابل، ثمّة جهة أخرى، تدافع عن صقال. وهي ترى أن رئيس النادي «اتخذ خطوة جريئة بتعليق المشاركة في البطولة وعدم خوض مباراة العهد»، اعتراضاً على «ظلمٍ» تحكيمي و»محاباة» لنادي العهد. كما أنها تعتبر أن البديل غير موجود، وأن البدلاء المطروحين - بشكلٍ غير علني - لهم تجارب سابقة غير ناجحة.
وفي هذا السياق أيضاً يسأل أحد المسؤولين الكبار في النادي: «في الموسم الماضي وصل النجمة إلى نهائي الدوري وكأس لبنان، فهل تكون إدارة النجمة ورئيسها فاشليْن؟ هذا ما حصل في الموسم الماضي. وصلنا إلى نهائييْن ورغم ذلك تعرّضنا للانتقادات والهجوم. كل هذا يجعل من نادي النجمة مكاناً فيه ضغوط كبيرة لا تشجع لاعبين كثراً على التفكير في القدوم إلى النجمة».
عموماً، لم تخدم الأيام الأخيرة رئيس النادي. هو قرر عدم التصعيد في قضيّة تخسير فريقه المباراة التي لم يحضرها أمام العهد. لكنه عاد والتقى رئيس العهد تميم سليمان، الأمر الذي أغضب الجمهور، على اعتبار أن سليمان، كان سبباً في إبطال قرار لجنة الاستئناف في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وتصديق قرار لجنة الانضباط القاضي بتخسير النجمة.
العهد أساساً، كان أحد الأسباب التي دفعت النجمة إلى تجميد مشاركته في البطولة، بسبب ركلة الجزاء التي حصل عليها فريقه، في الأسبوع عينه الذي زعم فيه النجمة تعرّضه لظلامةٍ تحكيمية، ذلك، إلى جانب المنافسة الرياضية بين الناديين وبين جمهوريهما أيضاً. جاء ذلك بعد تسريب خبر انتقال اللاعب أندرو صوايا إلى نادٍ آخر، دون تعليقٍ من الإدارة، التي نفت خبر انتهاء عقد قاسم الزين مع النجمة، دون التطرّق إلى عقود باقي اللاعبين. ومن بعدها، جاءت نتيجة التعادل مع «سبورتينغ» في الأسبوع الماضي لتمثل الضربة القاضية. علماً أن الجميع يعرف بأن هذه النتائج ليست مؤثّرة فعلياً، إلا في حال استمرارها، على اعتبار أن النجمة يلعب في الدورة السداسية للأندية الأواخر، ما يعني أنه يبقى مهدّداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية.
آخر التطورات في قضية الاحتجاج ضد صقال، تمثلت في نشر صورٍ لاعتداءٍ على صورة صقال أمام مقر نادي النجمة في الطريق الجديدة، والحديث عن توجّه رفع دعاوى قضائية ضد مجهولين.
مشهد اليوم المرتقب أمام ملعب النجمة قد يكون مشابهاً لمشهدٍ حصل في عهد الإدارة السابقة، التي طلبت مؤازرةً أمنيةً لمنع الجمهور من دخول الملعب قبل نحو ست سنوات. وقد لا يختلف كثيراً عن الاحتجاجات ضد صقال، في الملعب عينه، قبل ثلاث سنوات، وبوجود المدرب موسى حجيج، أيقونة النادي، الذي طلب الألتراس ألا يكون «عقبة لنا بإيصال صوتنا»، كما طلب من صقال ألا يفعل «شيئاً لمنع الجمهور الطيب الخائف على فريقه من التوجّه إلى داخل الملعب لإيصال صوته».



صقال: لا صحة لما يقال عن تحضير مسلّحين
نفى رئيس نادي النجمة أسعد صقال "ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن توفّر معلومات تشير إلى أن عدداً كبيراً من مسلحي تيار المستقبل يتحضّرون للتواجد في محيط الملعب ومبنى الكونكورد في فردان بداعي الحماية ولمنع الدخول إلى حرم المبنى الذي يحتضن مكاتب الشركة"، وقال في بيان له إن المعلومات "لا صحة لها ولا علاقة لشركة صقال بكل ما يحصل".