برنامجٌ ضاغط هذا الأسبوع لمباريات الدوري اللبناني مع إقامة مرحلةٍ جديدة ضمن سداسية الأوائل اليومَ وغداً، وأخرى يومَي الجمعة والسبت، قبل أن يلتحق اللاعبون الدوليون بمعسكر المنتخب الوطني عشية اختتامه لمشواره في الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم 2022، حيث سيواجه سوريا وإيران على التوالي.جدولٌ قد يُقال إنه سيسبب الإرهاق للاعبين ويضغط على الفرق أكثر، لكن الواقع أن هذه الفرق نفسها حصلت على فترة راحة طويلة، لا بل إن معظم لاعبيها جاهروا برأيٍ مشترك يُختصر بإصابتهم بالملل جراء ابتعادهم عن ساحة التنافس، إذ إن المباريات الوديّة لا تحمل نفس نكهة تلك الرسمية، وبالتالي كانت الانطلاقة الحماسية إلى أبعد الحدود للسداسية بعد طول انتظار.
صحيحٌ أن الفرق لم تتغيّر كثيراً، إذ إن إضافة لاعبٍ أجنبي أو آخر مغترب أو وافدٍ حرّ لم تبدّل من صورتها بشكلٍ جذري، لكن القاسم المشترك بين الفرق الفائزة في الجولة الأولى كان المجهود المضاعف الذي وضعه اللاعبون على أرض الملعب، والتركيز العالي الذي تمتّعوا به، إضافةً إلى الحسابات الدقيقة للمدربين، فهم يعرفون جيّداً أن «الدعسة الناقصة» غير مسموح بها في هذه المرحلة من عمر البطولة.
عادت الفرق بحماسةٍ كبيرة بعدما أصيب لاعبوها بالملل


رعب العهد الهجومي
المشاهد التي تلخّص وضع كل فريق تبدو واضحة، فصاحب المركز الأول أي فريق العهد الذي سيلتقي شباب البرج على ملعبه (اليوم الساعة 14.15 في جونيه)، عاد من خلال ما قدّمه أمام التضامن صور (2-0) لرسم تلك الصورة الهجومية القوية حوله، وهو أمرٌ طبيعي بعد عودة النجم الدولي ربيع عطايا إليه، إضافةً إلى ظهور الهدّاف التونسي أحمد العكايشي بألوانه مرةً جديدة. اسمان يكفيان لبثّ القلق عند أي خطٍ دفاعي، وخصوصاً مع تألق محمد حيدر كلاعبٍ موجّهٍ وقيادي في خط الوسط، حيث برز صناعةً وتسجيلاً.
الواقع أن شكل فوز العهد على التضامن صور، يكفي ليترك ارتياحاً عند الفريق الأصفر الساعي إلى استعادة عرشه المحلي بعدما تبوّأ عرش القارة قبل فترةٍ ليست ببعيدة، إذ إن «سفير الجنوب» عُرف هذا الموسم بمعاندته للفرق الكبرى، وعرقلته لها وخطفه النقاط منها، لكن التكامل الذي يبدو على العهد المنتظر مشاركة جناحه الهدّاف أحمد زريق بعد شفائه من الإصابة، سيصعّب الأمور على الجميع، وخصوصاً وسط إصرار رجال المدرب باسم مرمر على عدم ترك الصدارة أو السماح لأي منافس بالاقتراب منها.
أما شباب البرج فقد عرف المتابعون سلفاً بأن مشواره في هذه المرحلة سيكون غير سهلٍ على الإطلاق وسط إصراره على استكماله بالتشكيلة نفسها ومن دون أي إضافات، وهو خيارٌ منطقي إلى حدٍّ ما لأن الفريق لن يفوز باللقب ولن يهبط إلى الدرجة الثانية على حدٍّ سواء.

(طلال سلمان)

البرج هادئ والأنصار حاضر
غداً (الساعة 16.45)، سيسعى البرج إلى الاقتراب أكثر من العهد أو البقاء أقلّه على المسافة نفسها في حال حصد العهداويون النقاط الثلاث اليوم. لكن مباراة فريق منطقة برج البراجنة ليست بالسهلة لأنها ستحمل عنوان «الدربي» أمام الجار الجريح شباب الساحل.
البرجيون كانوا هادئين في «الدربي» الآخر الذي جمعهم مع أقرب جارٍ إليهم أي شباب البرج (1-0)، وهو ما يعطيهم أفضلية قبل اللقاء مع الساحل الذي أصبح بعيداً عنهم في المركز الثالث بفارق 6 نقاط، وذلك بعدما عاش صدمة السقوط بسداسية نظيفة أمام الأنصار.
الأكيد أن الساحليين لن يرفعوا الراية البيضاء بل إن اللقاء أمام البرج بالتحديد يشكّل تحدياً بالنسبة إليهم للعودة إلى الظهور بصورةٍ طيّبة ومختلفة، وما الفوز فيه إلا تعويضٌ كبيرٌ عن نكسة الجولة الأولى من مباريات السداسية.
نكسةٌ تسبّب بها فريق متطوّر هجومياً هو الأنصار الذي يلتقي اليوم (الساعة 16.45 في جونيه) التضامن صور، في مباراةٍ صعبة عادةً، لكنها قد تكون أسهل من أي وقتٍ مضى للأنصاريين الواثقين، والذين على ما يبدو أنهم يلعبون من دون ضغوط في هذه الفترة بعدما ابتعدوا عن المركز الأول بفارق 14 نقطة، فبدوا أنهم يستمتعون بنقل الكرة، ويجتهدون لتعويض ما فاتهم ولمحو الصورة القاتمة التي لا تعكس أبداً جزءاً ممّا قدّمه الفريق البطل في الموسم الماضي.
كل هذا يجعل من اللقاء الآخر بعد ظهر اليوم لا يقلّ أهميةً عن المواجهتين اللتين سيخوضهما المتصدر والوصيف، وذلك في ظل الهدفين المختلفين اللذين وضعهما الفريقان، ما ينذر بأن يحمل اللقاء أهدافاً بغزارة وبقدر غزارة الأمطار التي خيّمت على المباريات منذ انطلاقة السداسيّتين خلال الأسبوع الماضي، وذلك بسبب الروحية الهجومية التي أطلقتها الفرق كافةً بعد استئناف النشاط.