لم يكن مستغرباً ما قدّمه الأنصار أمس في مستهل مشواره في سداسية الأوائل ضمن الدوري اللبناني لكرة القدم. فهذا الأداء كان منتظراً منذ وصول المدرب الأردني عبدالله أبو زمع الذي خلق مقاربةً هجومية جديدة عمادها الجرأة في الانطلاق إلى الأمام، وذلك في موازاة إجبار كل اللاعبين على القيام بواجباتٍ دفاعية انطلاقاً من الخط الأمامي الذي تحوّل إلى خطٍ ضاغطٍ أوّل.المباراة أمام شباب الساحل كانت محطةً لارتقاء الأنصاريين إلى مستوى الفكر الفني للمدرب العائد في مهمةٍ محدّدة، تُختصر بترميم الفريق وتقديمه بأفضل صورة حتى لو أصبح الفوز باللقب صعباً جداً، إضافةً إلى وقوفه كفريقٍ يُحسب له حساب في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
صحيح أن الأنصار لم يظهر بالصورة نفسها في نصف نهائي الكأس أمام البرج، فمرّ من "قطوع" حقيقي ليبلغ المباراة النهائية. لكن أبو زمع بقي مصرّاً على خياراته، مدركاً بأن الوقت هو الكفيل بتحويل مجموعته إلى منظومة فعالة ومتماسكة، فكان الثأر من شباب الساحل بنوعية وبكمية أهداف متنوّعة صناعةً وتسجيلاً.
لقاءٌ صعب أمام خصمٍ صدم الأنصاريين في مواجهتهما الأولى هذا الموسم، وفاز عليهم (3-2) في مباراةٍ اعتُبرت مفترق طرقٍ وأطاحت بالمدرب الألماني روبرت جاسبرت. صعوبة لقاء أمس كانت حاضرة أيضاً بفعل الأجواء المناخية الماطرة والباردة، والتي فرملت تحرّك الكرة على أرضية الميدان بشكلٍ طبيعي، فكان الحل في التسديد من بعيد، وبقَدَم نجم خط الوسط نادر مطر كان افتتاح التسجيل بصاروخٍ من خارج منطقة الجزاء، ليمهّد الطريق نحو تقدّمٍ بهدفٍ ثانٍ قبل نهاية الشوط الأول وبانتصارٍ عريض كان أبطاله أيضاً أحمد حجازي وكريم درويش اللذين وقّع كلٌّ منهما على هدفين، إلى هدفٍ آخر سجله فايز شمسين.
قرّر النجمة عدم التوجّه إلى «الكاس» وقبول قرار مركز التحكيم الرياضي


بمجرد ذكر أسماء المسجّلين نستنتج أن الأنصار تغيّر هجومياً وأصبح فعالاً أكثر، فاللاعبون الأربعة الذين اضطلعوا بدورٍ هجومي سجلوا الأهداف الستة، معوّضين غياب نجم الفريق حسن معتوق بسبب الإصابة، فكان زرع مطر خلف المهاجمين الثلاثة ضربة موفقة من أبو زمع لأنه أعاد لاعب المنتخب الوطني إلى مركزه المفضّل، بينما كان حجازي مصدر قلقٍ دائماً بسرعته، وشمسين مزعج بتحركاته، ودرويش مميّز في تحركاته التي أراحت كل زملائه.
شباب الساحل لم يظهر على ما هو عليه عادةً، لكن المباراة سجّلت الظهور الأول لمهاجمه النيجيري كريستيان أوبيوزور، كما هي حال مدافع الأنصار المالياني إيشاكا ديارا، واللاعب الألماني المولد خالد محسن.

النجمة إلى جونية لا سويسرا
وفي خضم ختام المرحلة الأولى من سداسية الأوائل، لن تختتم سداسية الأواخر بسبب توقّف مباراة الحكمة والصفاء في الدقيقة 63 بسبب سوء الأحوال الجوية على ملعب أمين عبد النور في بحمدون، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي.
أما طرابلس فقد فاز على سبورتينغ بهدف لاعبه المالياني جوزف إنساه، بينما نُقلت مباراة النجمة مع الإخاء من بحمدون إلى جونية لتفادي مصير مشابه للقاء الحكماوي – الصفاوي.
وكان كل هذا وسط سؤالٍ عام إذا ما كان النجمة سيحضر إلى الملعب أو ما قيل عن استكماله الدوري بلاعبي فريق الشباب أو بفريقٍ رديف. لكن الفريق "النبيذي" سيلعب بشكلٍ طبيعي بعدما خرجت إدارته فجأةً ببيانٍ أكدت فيه عدم توجّهها إلى محكمة التحكيم الرياضي "الكاس" والقبول بقرار مركز التحكيم الرياضي الأخير.
بطبيعة الحال، خوض النجمة لمباراته اليوم فيه الكثير من الإيجابيات، أهمها أنه سيبعد اللاعبين عن التشويش الذي أصابهم وأفقدهم جزءاً كبيراً من تركيزهم بسبب عدم معرفتهم بمصير فريقهم، وأيضاً للتأسيس للمرحلة الجديدة التي يقال إنها ستقدّم فريقاً أفضل، خصوصاً بعد وصول لاعب الوسط البرازيلي المولد بدرو القادري إلى جاهزيةٍ بدنية للمشاركة في المباريات بشكلٍ فعال، وذلك بعدما أظهر مستوى فنياً جيّداً، وتعاطياً احترافياً لافتاً داخل الملعب وخارجه، بينما سينتظر الجهاز الفني أسبوعين لمعرفة إمكانية عودة حسن شعيتو "موني" إلى التمارين بعد حصوله على الضوء الأخضر من الأطباء الذين يتولون عملية تأهيله. كل هذا سيصبّ في مصلحة الفريق فهو يملك فرصة التعويض عبر الفوز بلقب كأس لبنان، وتقديم صورةٍ طيّبة خلال مشاركته في كأس الاتحاد الآسيوي.