تولّى المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي رئاسة العارضة الفنية في باريس سان جيرمان منذ عام 2011 إلى عام 2013، وخلال هذه الفترة حقّق الدوري الفرنسي مرة واحدة (2012 ـ 2013) بعد 14 سنة عجاف للباريسيين، ووصل مع الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ولكن النادي المملوك قطرياً منذ عام 2011 لم يقدم المطلوب لأنشيلوتي، بل إنه لم يتقبل فلسفة المدرب. في ذلك الوقت وصلت الإدارة القطرية وعلى رأسها ناصر الخليفي إلى باريس وهي تُمنّي النفس بالفوز بدوري أبطال أوروبا، إلا أن أنشيلوتي وبحسب العديد من التقارير الصحافية، طلب التريث وعدم رفع السقف باكراً، معتبراً أنه من الأفضل وضع مشروع للفريق لعدة سنوات، يتم خلالها استقدام أسماء مميزة ترفع المستوى وتزيد خبرة صغار السن، وتؤسس لمرحلة حصد الألقاب المحلية والأوروبية. هذه الرؤية لم تَرُق للإدارة، فخرج أنشيلوتي من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد بناءً على رغبته، لتبدأ بعدها الإدارة الباريسية بشراء اللاعبين المميزين، وتبسط سيطرتها على البطولات المحلية، إلا أن اللقب الأوروبي بقي عصياً على باريس سان جيرمان. واللافت حينها أن أنشيلوتي حقّق مع الريال دوري الأبطال موسم 2013 ـ 2014 وكأس ملك إسبانيا (2014).وبعد أكثر من 10 سنوات يثبت أنشيلوتي مجدداً أنه كان على حق عندما طلب وضع خطة متوسطة لبناء فريق مستقر وقادر على المنافسة الأوروبية، وتحصيل الخبرة المطلوبة. واللافت أن سياسة تغيير المدربين التي تنتهجها الإدارة في باريس سان جيرمان تؤثر سلباً على الفريق. وفي هذا الإطار كان واضحاً خيار الإدارة الخاطئ عندما أقالت الموسم الماضي المدرب الألماني توماس توخيل وعيّنت بدلاً منه الأرجنتيني ماوريسيو بوتيكينو، فانتقل الأول إلى تشيلسي الإنكليزي وحقّق معه دوري الأبطال الموسم الماضي بينما خرج باريس سان جيرمان خالي الوفاض أوروبياً.
فاز أنشيلوتي على فريقه السابق ووضعه خارج دوري الأبطال مرة جديدة، ليؤكد أن بعض المباريات تُلعب بالتاريخ وبخبرة اللاعبين، وليس مهماً جداً تجميع كوكبة من النجوم في فريق واحد من أجل حصد الألقاب.
أنشيلوتي الذي تحسّنت علاقته مع رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي في عام 2017، أكد مجدداً أنه صاحب خبرة كبيرة في البطولة الأعرق أوروبياً، وبأن على إدارة باريس سان جيرمان العودة إلى انتهاج خطة، وعدم الاكتفاء بصرف الأموال على المدربين واللاعبين لتحقيق البطولات المحلية.