نظريّاً بات الدوري الإنكليزي الممتاز بعيداً عن ليفربول وتشيلسي، مع انفراد مانشستر سيتي بالصدارة برصيد 56 نقطة من 18 فوزاً وتعادلَين وخسارتين فقط. ويأتي ليفربول ثانياً مع 45 نقطة ومباراة مؤجّلة، وتشيلسي ثالثاً مع 44 نقطة ومباراة زائدة. هذا الفارق بين الأوّل والملاحقيَن من شأنه أن يبدّل خطط مدرّب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، ويجعله يركّز على البطولات الأخرى (الكأس ودوري أبطال أوروبا) كي لا يُنهي الموسم خالي الوفاض.
مباراة الذّهاب انتهت من دون أهداف بين ليفربول وآرسنال، وحينها ظهرت كتيبة «الريدز» غير مهتمّة بالمباراة، ولعب يورغن كلوب من دون حافز، حتى أنه لم يستغلّ النّقص العددي في صفوف آرسنال بعد طرد السويسري غارنيت تشاكا في الشّوط الأول.
هذا «التكاسل» يُفترض أن لا يكون موجوداً في مباراة اللّيلة إذا ما أراد «الحمر» حسم الأمور باكراً، والتأهّل إلى النهائي لمواجهة تشيلسي الذي وصل إلى المباراة النهائية بعد فوزين متتاليَين على توتنهام بنتيجة (2 ـ 0) ذهاباً و(1 ـ 0) في مباراة الإيّاب.
وسيلعب يورغن كلوب مباراة اليوم بغياب أبرز لاعبيه الذين يشاركون في بطولة أفريقيا مع منتخبات بلادهم وهم: المصري محمد صلاح والسنغالي سادية مانيه والغيني نابي كايتا. غيابات من شأنها أن تؤثّر على المنظومة، وسيسعى المدرّب إلى التعويض مع خلال البرازيلي روبيرتو فيرمينيو والبرتغالي المميّز دييغو جوتا. ومن المرجّح أن يُشارك اللّاعب «المنقذ» ديفوك أوريجي في هذا اللّقاء، وهو دائماً يكون عند حسن ظنّ المدرّب، إذ يسجّل غالباً في كل مباراة يلعب خلالها كبديل أو كلاعب أساسي. وتبقى أوراق كلوب الرابحة هي المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك إضافة إلى البرازيلي فابينيو المتألّق في خطّ الوسط، إضافة إلى ميلنر الذي دائماً ما يقدّم الحلول في حال كانت المباراة مقفلة.
وفي وقت طالب آرسنال بتأجيل مباراته السابقة في الدوري مع توتنهام (وهو ما حصل فعلاً) بسبب إصابة عدد من لاعبيه بفيروس كورونا، فإن الأمور تحسّنت خلال اليومين الماضيَين مع تعافي عدد من لاعبي «المدفعجية» وعودتهم إلى التدريبات.
ويعتمد مدرّب آرسنال، الإسباني ميكيل آرتيتا على آلكسندر لاكازيت وغابرييل مارتينيلي دون نسيان كل من نيكولاس بيبي وبوكايو ساكا كلاعبين يمكنهم صناعة الفارق في المبارايات الحسّاسة. ومن اللاعبين الأساسيّين والذين يقدمون أداء جيداً أخيراً في منتصف الملعب هناك مارتن أوديغار وإيميل سميث. واللّافت أنّ آرسنال يخوض لقاء اليوم وسط مشكلات كبيرة بين الإدارة واللّاعب الغابوني بيير إميريك أوباميانغ الذي تعافى أخيراً من فيروس كورونا، ولم يشارك مع منتخب بلاده في بطولة أمم أفريقيا المقامة في الكاميرون.
ويحتلّ آرسنال اليوم المركز الخامس في سلّم الترتيب العام في الدوري المحلي مع 35 نقطة من 20 مباراة بينهم 11 فوزاً وتعادلين وسبع خسارات. وينافس «الغانرز» بشراسة على مقعد مؤهّل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وستكون هذه المنافسة مع كل من وستهام يونايتد صاحب المركز الرابع (35 نقطة)، والذي يعتبر مفاجأة الموسم الحالي، إضافة إلى توتنهام السادس مع 33 نقطة، ومانشستر يونايتد صاحب المركز السابع برصيد 32 نقطة.
هي مباراة قويّة لا تحتمل القسمة على اثنين، وعلى الورق يبدو ليفربول أقرب إلى حسمها والتأهّل إلى النهائي الذي سيكون قويّاً جداً مع تشيلسي ومدرّبه المحنّك توماس توجيل.
والجدير ذكره أنّ المباراة النهائية ستُقام على ملعب ويمبلي في العاصمة لندن في الـ27 من شباط/ فبراير المقبل.