من الغائب التالي عن مونديال 2014؟ هذا هو السؤال الأبرز الذي بات يشغل متابعي الكرة مع الدخول في الساعات الأخيرة قبل انطلاق الحدث العالمي في أرض البرازيل. فجأة، أصبح هذا الهاجس هو الغالب على ما سواه، نظراً إلى الإصابات التي عصفت بمجموعة من النجوم، وحرمت كأس العالم مواهبهم قبل ان تحرمهم أنفسهم التمتع بشمس البرازيل.
«المصيبة» الأخيرة تلقاها المنتخب الالماني في أمسية الجمعة، حين تعرض النجم ماركو رويس، أفضل لاعب في ألمانيا في الموسم المنقضي، لتمزق جزئي في أربطة كاحله الايسر، خلال المباراة الاستعدادية الأخيرة لـ «المانشافت» أمام أرمينيا، أجهزت على حلمه بالسفر الى بلاد كرة القدم، حيث لم يتوان نجم بوروسيا دورتموند عن القول: «لقد انهار الحلم في غمضة عين»، فيما ضرب انصار المنتخب الألماني كفاً بكف، وتمنوا لو أن هذه المباراة الأخيرة لم تبصر النور من أساسها.
على أي حال، وبعد تأكد غياب رويس، وقبله بساعات النجم الفرنسي فرانك ريبيري، وبأيام النجم الايطالي ريكاردو مونتوليفو، مروراً باللائحة الطويلة التي تضم كلا من الكولومبي راداميل فالكاو والانكليزي ثيو والكوت والالمانيين إيلكاي غاندوغان ولارس بندر وهولغر بادشتوبر والهولنديين كيفن ستروتمان ورافاييل فان در فارت وغريغوري فان در فيل، والاسبانيين ثياغو ألكانتارا وخيسوس نافاس وفيكتور فالديس، والروسي رومان شيروكوف، والبرتغالي سيلفيو، اكتمل المشهد المأساوي وبات بالإمكان، وبسهولة تامة، اختيار التشكيلة المثالية لفريق المصابين، كما انتشر على معظم المواقع الرياضية، التي بإمكانها، براحة تامة، الفوز بالمونديال البرازيلي!

لو اجتمع النجوم الغائبون في
تشكيلة واحدة لفازت بسهولة باللقب!

بالفعل، أصبح مونديال البرازيل من «العجائب» في تاريخ هذه البطولة، لحصده كل هذه الغيابات التي جاءت لتُكمل «الضربة» لنسخة 2014 بغياب نجوم آخرين لم تنجح منتخباتهم بالتأهل إلى الحدث العالمي، وفي مقدمهم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، والويلزيين غاريث بايل وآرون رامسي، أو لإقصائهم عن المونديال من قِبل مدربيهم وعلى رأسهم طبعاً الفرنسي سمير نصري.
واذا كان من الطبيعي أن تكون الحرقة أكبر للاعبين كرويس وريبيري ومونتوليفو حُرموا المونديال في «الثواني الاخيرة» بعكس فالكاو مثلاً، فإن هذه الغيابات جاءت لتبعثر أوراق المدربين وخططهم في «اللحظة الحرجة»، وتحديداً الالماني يواكيم لوف، الذي كان يبني آمالاً كبيرة على مهارة رويس، والحلول التي بإمكانه تقديمها، وبدرجة أكبر على الفرنسي ديدييه ديشان، حيث من المعلوم أن الخطة لديه كانت مبنية على ريبيري، وخصوصاً انه فقد، بيده، ورقة مهمة كنصري، وهذا ما سيزيد الامور تعقيداً في المعسكر الفرنسي.

ما هو واضح، وأصبح مؤكداً أكثر مع كل هذه الغيابات، أن ثقل المنافسات في البطولات الأوروبية الوطنية والقارية بات يُلقي بظلاله الوخيمة على كاهل اللاعبين، وتحديداً في بطولة دوري أبطال أوروبا، وما أضحت تمثله من أهمية، حيث يكفي ضرب مثال عن ذلك بالنجم الاسباني دييغو كوستا، الذي فعل المستحيل للمشاركة في المباراة النهائية لـ «التشامبيونز ليغ»، ومن ثم عاد وخرج مطلع المباراة لإبقاء أمله بالمشاركة في المونديال، والذي لا يزال قابلاً للتبخر في أي لحظة حتى مع انطلاق البطولة.
أين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من كل ما يحصل؟ يبدو «ليو» أكثر اللاعبين الجاهزين للمونديال الآن، وهذا، لا شك، كفيل بأن يفسّر ما كان محور تساؤل الإعلام طيلة الموسم الماضي عن أن نجم برشلونة تقصّد، فعلاً، ادخار مجهوده لتفادي الاصابة والتألق في كأس العالم.
يبدو أن ميسي هو أكثر من «لعبها صح» في... مونديال الاصابات.




إصابة لوكاكو والتهاب لفيدال

أُصيب مهاجم بلجيكا روميلو لوكاكو في المباراة الودية أمام تونس، ويتعيّن عليه الراحة لبضعة ايام. من جهته، تبدو مشاركة نجم تشيلي ارتورو فيدال أمام اوستراليا غير اكيدة، بعد تعرضه لالتهاب من جراء الجراحة التي خضع لها في ركبته.




على لائحة الانتظار؟

المخاوف لا تزال حاضرة، حتى مع انطلاق الحدث، لحالة نجوم آخرين من «العيار الثقيل»، كالبرتغالي كريستيانو رونالدو، والهولندي روبن فان بيرسي، والأوروغواياني لويس سواريز، والاسباني دييغو كوستا والتشيلياني أرتورو فيدال.




شرّ البلية ما يُضحك!

انتشرت على المواقع الرياضية تعليقات ساخرة حول «ظاهرة» الإصابات والغيابات في المونديال على شاكلة: «لن يبقى لاعب ليتسلم كأس العالم»، و«حتى المدربون قد يغيبون للإصابة»، و«كأس العالم تغيب عن المونديال بسبب الإصابة»!