مر يوم الخميس ولم تُقم المباراة الخامسة بين الرياضي والحكمة. وأتى السبت ولم تقم المباراة، وقد يمر أكثر من يوم ولن يلتقي الفريقين مجدداً، الا في بعد ظهور الحل السحري لأزمة النهائي التي بدأت بإشكال بعد نهاية المباراة الرابعة يوم الثلاثاء الماضي في غزير، وتفاعلت مع مقررات الاتحاد يوم الجمعة، والتي لم تعلن رسمياً، حتى وصلت الأمور الى حد القول إنها ليست قرارات بل، مشروع قرارات لم تتخذ نهائياً مع ابقاء اجتماعات اللجنة الادارية مفتوحة.
ثمة نقطة تثير الجدل في القضية. فهذا الكلام سمعه أكثر من طرف، من رئيس الاتحاد وليد نصار، صاحب فكرة عدم اتخاذ قرارات نهائية، بل مبدئية جرى الاتفاق على تسويقها ومناقشتها مع ناديي الحكمة والرياضي. خطوة تعدّها إحدى الشخصيات القوية في الملف «دعسة ناقصة» من قبل الاتحاد، وتحديداً نصار. فهذا يدلّ على ضعف اتحادي، إذ إن قرارات اللجنة الادارية يجب أن تعلن مباشرة، وأن يجري التعامل معها واجراء مفاوضات بين الأطراف المعنية بعد إعلانها، لا أن تتخذ القرارات ويجري العمل على تسويقها دون إعلانها. وهذا الرأي يؤكّد إذاً وجود قرارات متخذة برغم كل ما يقال عكس ذلك. وقد يكون كلام نصار في هذه النقطة منطلقاً من حسن نية، أو من رغبة في البقاء على مسافة واحدة بين الطرفين، أو حتى نوعا من التكتيكِ الشخصي لحل المشكلة، لكن في حال فشل المهمة فقد يجري تحميل نصار المسؤولية، وخصوصاً أنه يظهر أنه رأس الحربة في التفاوض، وهو يأخذ الأمور على عاتقه. صحيح ان هناك تفويضا من الاتحاد بذلك، لكن ذلك حصل بناء على رغبة من نصار من جهة، وحين يقع الفشل يصبح الجميع غير مسؤولين، ويتحمل المسؤولية من كان في الصورة والواجهة. فمعلوم ان النجاح له ألف أب، لكن الخسارة لها أب واحد. وقد تكون تبعات هذه الخسارة بعيدة ومفصلية، وخصوصاً في ظل ملاحظة البرودة في التعاطي والتدخّل من قبل لاعبَين أساسيين في كرة السلة، لطالما كان لهما دور في حل جميع الأزمات.
فهناك استغراب من سبب عدم ظهور رئيس اللجنة الأولمبية والرجل القوي جداً في لعبة كرة السلة جان همام في الصورة، وبقائه بعيداً عما يحصل، مفضلاً دور المشاهد على دور المساهم في الحل. صحيح أن «الريس جان» كان في الكويت مشاركاً في أعمال الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي، وصحيح أنه عاد الى بيروت لساعات قبل أن يغادر الى كندا لارتباطه بأمر عائلي، لكن لا يمكن تقبّل فكرة وجود أزمة في كرة السلة ولا يكون جان همام حاضراً لتدوير الزوايا كعادته.

تعقد اللجنة الادارية جلسة لها اليوم عند الساعة الـ16.00

الجناح الآخر للعبة، أي المحاضر الأولمبي جهاد سلامة، يبدو حاضراً أكثر في المشكلة، دون التدخل المباشر فيها مع وجود رغبة في حل المسألة ودياً، بعيداً عن أي تفجّر للأزمة، والوصول الى نهايات غير سعيدة، كانسحاب فريق وتتويج آخر في المكاتب أو إلغاء البطولة.
المهم أنه ابتداء من اليوم لا بد من تحرّك سريع لحل المشلكة، حيث من المفترض أن تعقد اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني جلسة لها عند الساعة 16.00 في مقر الاتحاد لمتابعة الموضوع، مع كلام عن اتخاذ قرارات نهائية، إمكانية ادخال تعديل على القرارات السابقة، التي هي موضع جدل حول ما إذا اتخذت أم لا. فاتحاد اللعبة يحاول التعاطي بمسؤولية مع الأمر، كما يرى عضو اللجنة الادارية رامي فواز، الذي يرى أن جميع الأعضاء يتعاطون بإيجابية، ويسعون إلى حل يكون بمكان وسطي بين تطبيق القانون وحماية اللعبة.
موقف يتناغم مع كلام عضو اللجنة الادارية للنادي الرياضي تمام جارودي، الذي يؤكّد لـ «الأخبار» أن ناديه لديه ملء الثقة بالاتحاد، الذي عليه أن يعطي الفريقين الفرصة عينها لاكمال البطولة وتغليب مصلحة اللعبة، وإذا كان هناك عقوبات، يجب أن تراعى مصلحة اللعبة أولاً ولا تمنح الأفضلية لناد على آخر.
من جهتهم، يبدو الحكماويون مرتاحين أكثر، فما حصل في غزير يتحملون المسؤولية فيه بجزء معيّن يتعلّق بالجمهور، لكن القرارات التي اتخذت لا تضر بهم، بقدر ما تضر بالرياضي. وهم ينطلقون من فكرة أن ما حصل في غزير لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فهو يقدّم صورة سلبية إلى الجمهور والأجيال الصاعدة، وخصوصاً ما قام به اسماعيل أحمد. وهناك وجهة نظر «رياضية» في كلام الحكماويين، وخصوصاً أن من شاهد ما قام به أحمد لا يصدق أن «سمعة» يمكن أن يقوم بهذه الأعمال، وهو المعروف عنه أخلاقياته وانضباطه. أمر يتمسك به المسؤولون في الرياضي، الذين يرون أن ما حصل ردّ فعل على تعرض أحمد للاهانة والضرب. وهذه إحدى نقاط الخلاف بين الحكمة والرياضي، فالأول يرون أن على الأشقاء في الرياضي الاعتراف بارتكاب أخطاء في غزير، حتى يمكن الوصول الى نقاط تلاق. أما الكلام عن أن ما حصل ردّ فعل، ولن يشارك الرياضي إذا أُوقف لاعب واحد، فهو أمر لا يفيد، ولن يوصل الى حلّ. لكن جارودي لا يوافق على ان هذا هو موقف الرياضي، فهو يعيد الكرة الى ملعب الاتحاد، القادر على حل المشكلة دون أن يغلّب كفة طرف على آخر.
إذاً ستكون جلسة الاتحاد اليوم مهمة، وكانت هناك محاولات لعقد الجلسة يوم السبت الماضي، لكن تقرر عقدها اليوم حتى يكون هناك معطيات جديدة، لكن العشاء الذي أقيم في مطعم «شي سامي»، ليل السبت، وضم رئيس الاتحاد وليد نصار، ورئيس الاتحاد الإماراتي اسماعيل قرقاوي، ورئيس النادي الرياضي هشام جارودي مع نجله تمام، ورئيس نادي الحكمة نديم حكيم لم يخرج بنتيجة، إذ يمكن وصف العشاء «بالأبيض»، أي لا إيجابي، ولا سلبي.
وقد تنسحب هذه المراوحة على اليوم وغداً، لكن هذا لا يعني أن الأطراف المعنية ستستسلم للسلبية، والذهاب بالأمور نحو الأسوأ، أي إلغاء البطولة، أو التتويج بقرارات اتحادية إذا انسحب أي طرف. فلقب بهذه الطريقة لا طعم له ولا لون، بل الأفضل خسارته على أرض الملعب من الفوز به في مقر الاتحاد وسط أجواء سلبية.
وبناءً عليه، فإن الجميع سيسعون إلى الحل حتى لو احتاجوا الى المزيد من الوقت.




خلفية انتخابية

يتحدث البعض عن وجود خلفية انتخابية للأزمة، وخصوصاً على صعيد موقف نادي الحكمة. فالمعلوم أن حزب القوات اللبنانية من الداعمين الرئيسين في النادي، ووصول رئيس الاتحاد السابق بيار كاخيا الى رئاسة القطاع الرياضي في القوات قد يكون له تأثير. فكاخيا تنافس مع الرئيس الحالي وليد نصار في الانتخابات، وبالتالي لن يكون مجبراً على تسهيل مهمة الأخير في الوصول الى حل.