أنشأ نادي ديبورتيفو بالستينو التشيلي أكاديميّة لتدريب وتنمية أطفال فلسطين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ليؤكد من خلال ذلك بأن المقاومة قد تأتي أحياناً عبر كرة القدم. يشتهر بالستينو بدعمه الدائم للقضية الفلسطينية، وهو يثبت مراراً وتكراراً أنه منتخب فلسطين الثاني.تأسّس نادي ديبورتيفو بالستينو عبر مهاجرين فلسطينيين في مدينة أوسورنو الجنوبية في تشيلي منذ أكثر من 100 سنة (عام 1920)، وهو معروف في الوسط الرياضي بتمثيله القضية الفلسطينية في تشيلي، أميركا الجنوبية والعالم أجمع. كان الهدف من تأسيسه لمّ شمل الجاليات العربية والفلسطينية المُقيمة في دولة تشيلي، وهو يُعتبر أكثر من مُجرد نادٍ لكرة قدم وذلك بسبب مواقفه الثابتة منذ تأسيسه تجاه القضية.
مرّ النادي بظروفٍ مادية صعبة عام 1988، تلتها أزمة مالية خانقة في عام 2004 تحوّل إثرها إلى شركة تجارية وكان حملة الأسهم فيها هم مجموعة من العائلات الفلسطينية في تشيلي.
يشتهر بالستينو بدعم فلسطين إضافةً إلى نشر الوعي بالقضية، وتتميز ألوان شعار الفريق ولباس اللاعبين بمحاكاة العلم الفلسطيني. اعتمدت إدارة النادي في الفترة الماضية الرسم الرقم 1 على ظهور قمصان اللاعبين بخريطة الأراضي الفلسطينية، رغم تحذير الاتحاد المحلي من عقوبات لخلط السياسة بالرياضة. تتميز جماهير الفريق بمناصرتها الدائمة للقضية، داخل وخارج الملعب، إذ سبق لها أن رسمت «تيفو» لأكبر علم فلسطيني في العالم خلال إحدى المباريات، كما أنها تُشجع دائماً وكأنها في تظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني، وتردّد العبارات والأغاني المندّدة به.
كانت لافتةً مساندة الفريق وبقوة للقضية خلال «أحداث» حي الشيخ جراح في القدس المحتلة قبل أسابيع قليلة، حيث دخل لاعبو ديبورتيفو بالستينو أرضية الملعب قبل مواجهة كولو كولو في الدوري المحلي مرتدين الكوفية، كما ساهم النادي في حملة «أنقذوا حي الشيخ جراح» على موقع «تويتر» وذلك في مساندة منه لإدانة العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى. لطالما كانت العلاقات ممتازة بين الطرفين التشيلي والفلسطيني، يعكس ذلك الزيارات المتبادلة من شخصيات النادي واللاعبين إضافةً إلى قياديين فلسطينيين. ومن باب حرص النادي على دعم الكرة الفلسطينية، قام بالستينو بتزويد منتخب «الفدائي» بعدة لاعبين تشيليين من أصول فلسطينية على مدار السنوات الماضية، برز منهم إدغاردو عبدالله وروبيرتو كاتلون وروبيرتو بشارة وباتريسيو مهنا بالإضافة إلى المدير الفني نيكولا شهوان الذي درّب المنتخب عدة سنوات.
تجلّى دعم الفريق لفلسطين ميدانياً في الفترة القصيرة الماضية، حيث أطلق ديبورتيفو بالستينو أول أكاديمية كروية له في رام الله بالضفة الغربية. ونشر النادي على حسابه الرسمي مقطع فيديو أعلن فيه إنشاء أول أكاديمية لكرة القدم في فلسطين، داعياً أنصاره للقيام بزيارة إلى هناك، وقد ذكر بأنّ الأكاديمية أُنشئت لتكون بمثابة ملتقى وتنمية للأطفال في رام الله. تساعد الأكاديمية عشرات الأطفال (بين 5 و15 عاماً)، ويأمل القيّمون عليها تدريب نجوم فلسطين المستقبليين عبر استخدام أحدث الأساليب المعتمدة في النادي التشيلي. تجدر الإشارة إلى أن بالستينو أصبح يمتلك منشأتين له في الضفة الغربية مع التخطيط لافتتاح المزيد في قطاع غزة والقدس المحتلة خلال العام المقبل.