كان من المفترض أن يكون الكلام عن المانيا مغايراً تماماً قبل أيام قليلة على انطلاق نهائيات كأس العالم 2014، لكن التفاؤل الذي كان سائداً في الاشهر القريبة الماضية تحوّل الى تشاؤم، لا بسبب المستوى السيّئ الذي قدّمه الالمان امام الكاميرون (2-2) الاحد الماضي، بل بسبب التشكيلة التي اختارها المدرب يواكيم لوف وفيها الكثير من علامات الاستفهام.
تشكيلة لوف المثيرة للجدل والريبة في آنٍ واحد بالنسبة الى مشجعي المانيا، تعكس ربما حالة يعيشها «المانشافت» حالياً بسبب لوف، إذ بدا جليّاً في الفترة الاخيرة أن الرجل الذي أخذ فرصته مدرباً منذ خلافته يورغن كلينسمان بعد نهاية مونديال 2006، بدأ بضخ أفكار جديدة بسبب استنفاده كل أفكاره السابقة التي لم تنفعه في أي شيء.
لكن يفترض التوقف عند هذه الافكار التي قد لا تخدم المنتخب الالماني بمكان في مونديال البرازيل، أقله بحسب ما تشير اليه المعطيات حالياً. إحدى هذه الأفكار هي ذهاب لوف الى التأثر بتلك الاستراتيجية التي اعتمدها الاسباني جوسيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ. وهذه الخطوة كانت بمثابة الفضيحة التي جعلت المانيا تبدو منتخباً متواضعاً جداً في مباراة ودية لعبتها امام تشيلي. فعلاً لقد نسخ لوف خطة غوارديولا عندما وضع الكابتن فيليب لام في مركز خط الوسط - المدافع، وهو أمر لم يكن نافعاً على الاطلاق، وخصوصاً ان تركيبة البايرن تختلف بشكلٍ كبير مقارنة بتلك الموجودة في المنتخب.
والأسوأ بالنسبة الى لوف هو أنه لا يزال مصرّاً على «سرقة» أفكارٍ من «بيب»، وقد ظهرت هذه المسألة في المباراة الاخيرة امام الكاميرون عندما اعتمد على ماريو غوتزه كمهاجمٍ وهمي مرة جديدة، وهو مركز لا ينجح فيه اللاعب على الاطلاق، إذ يفضّل دائماً اللعب خلف المهاجم وشقّ طريقه نحو منطقة الجزاء. هذا في الوقت الذي «احترق» فيه توماس مولر بشغله مركزاً على الطرف الايمن بشكلٍ لم يعتده مع بايرن حتى!
ويفترض بجماهير المانيا أن تقلق، لأن لوف في طريقه الى اعتماد هذه الاستراتيجية العقيمة في المونديال، والدليل أنه ضمّ الى تشكيلته لاعباً واحداً لمركز رأس الحربة هو ميروسلاف كلوزه، بينما استبعد لاعباً كان منتظراً بالنسبة الى متابعي «البوندسليغا» وهو هداف هوفنهايم كيفن فولاند الذي برز بشكلٍ كبير في الموسم المنتهي.
كذلك، تبدو هذه النقطة واضحة في تجميعه عدداً كبيراً من لاعبي خط الوسط في تشكيلته، بغض النظر عن جاهزية بعضهم بدنياً أو حجم الخبرة التي عرفها البعض الآخر، حتى إنه فاجأ كل المتابعين بتسميته لاعب بوروسيا دورتموند كيفن غروسكرويتس بين المدافعين، وهو لاعب ليس بالجديد على الساحة وقد شغل طوال مسيرته مركزاً متقدّماً على أحد الطرفين أو خلف المهاجمين!
من حق جمهور المانيا أن يقلق، فالإيمان الكبير بالمدرب لوف يوم حلّ مكان كلينسمان على أساس أنه كان وراء نجاحات الاخير في مونديال 2006، سقط منذ مدة غير قصيرة، إذ إن المانيا برمّتها لا يمكنها تحمّل العيش فترة أخرى من دون أن تحمل لقباً كبيراً، خصوصاً في ظل تمتعها بجيلٍ من المواهب لم تعرفه الكرة الالمانية منذ جيل كلينسمان ولوثار ماتيوس ورودي فولر وبيار ليتبارسكي وغيرهم من أولئك النجوم الذين جلبوا كأس العالم الى برلين للكرة الاخيرة عام 1990.




مورينيو يرشّح ألمانيا


رشّح مدرب تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو المنتخب الألماني للفوز بكأس العالم 2014. وقال مورينيو: «أرشح
المانيا بقيادة المدرب يواكيم لوف للظفر بلقب كأس العالم». وأضاف: «أعتذر بشدة للجميع، لكنني أرشح أيضاً صعود ألمانيا والبرتغال من المجموعة السابعة كأول وثاني الترتيب».