لن يكون مفاجئاً أن تكون بلجيكا «الحصان الأسود» في المونديال المرتقب. المصطلح الذي يستخدم في كافة أنواع المنافسات، من سياسة وفنون وموسيقى ورياضة، قد ينطبق على البلجيكيين، فهم يتوقع أن يلتقوا مع هاتين الكلمتين اللتين اشتهرتا بعدما ذكرتهما رواية «الدوق الشاب» عام 1831 للكاتب البريطاني بنجامين دزرائيلي. في الرواية، فوجئ الدوق (الشخصية الرئيسية في القصة) بفوز الحصان الداكن اللون، عكس المتوقع. اليوم، في مونديال البرازيل، بلجيكا ستكون «الحصان الأسود» بحسب الكثيرين. وبالطبع، ليس معروفاً إن كانت ستفوز باللقب أو لا، لكن يرجح أن تقدّم أداءً ممتازاً يخوّلها المرور إلى المراحل المتقدمة، على غرار ما فعلت في مونديال المكسيك عام 1986. وهذا المونديال كان الأجمل في تاريخ الكرة البلجيكية التي فرض منتخبها نفسه منافساً على اللقب أمام كبار المنتخبات قبل أن يخرج من دور الأربعة أمام الأرجنتين البطلة.

اليوم الأمل كبير في بروكسل، ويحمله لاعبون يدافعون عن أفضل أندية أوروبا. إيدين هازار (تشلسي)، عدنان يانوزاي (مانشستر يونايتد)، مروان فلايني (مانشستر يونايتد)، دانيال فان بويتن (بايرن ميونخ)، توماس فيرمايلن (أرسنال)، الحارس تيبو كورتوا (أتلتيكو مدريد)، فنسان كومباني (مانشستر سيتي)، ناصر الشاذلي (توتنهام)، روميلو لوكاكو (إفرتون). لاعبون أذهلوا الجميع في التصفيات وتصدروا مجموعتهم الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم، حاصدين 26 نقطة في 10 مباريات لم يتلقوا خلالها أي هزيمة.
منذ آخر تأهل للمونديال عام 2002، مرّت الكرة البلجيكية بمرحلة عمل دؤوب لإثبات الذات من جديد، فغُيِّر النهج المتبع، وعُيِّن جورج ليكنز مدرباً ومارك فيلموتس مساعداً له. وضعا معاً الحجر الأساس ليكمل الأخير البناء وحده. بات المنتخب يعتمد على المواهب الشابة أولاً، والتي تلعب في البطولات الأوروبية الأفضل ثانياً. ففي عام 2002 كان فيلتموس واحداً من اللاعبين الذين تتجاوز أعمارهم 30 عاماً، وكان هناك 8 لاعبين فقط من أصل 23 يلعبون خارج بلجيكا، أما الآن فقد بات معظمهم ذوي أعمار صغيرة، ويلعبون كلهم تقريباً خارج حدود البلاد.
الاتحاد البلجيكي كان حاضراً أيضاً بتعديله القانون الذي يسمح بدخول اللاعبين الأجانب إلى الدوري البلجيكي والذين بلغوا نسبةً وصلت إلى 51% سابقاً، ما حدَّ من توجه الأندية الكبرى إليهم. وهذا الأمر أتاح الفرصة للمواهب الشابة لأخذ فرصتها، وبات الجيل الحالي مختلفاً تماماً، بنحو إيجابي طبعاً، عن السابق. هذا التطور لم يجعل مدافع توتنهام يان فيرتونغن يتردد في تصريحه الأخير: «إن إسبانيا وألمانيا هما فقط اللذان باستطاعتهما هزيمة بلجيكا في الوقت الحالي». سيعبر «الحصان الاسود» الحواجز بكثير من المشقة، لكن هناك ثقة في أنه سيعبرها، وكبقية المنتخبات الكبار على الجميع أن يحذر منه، لأن «الحصان الأسود»، كما في الرواية، قد يفاجئ
الجميع.




تشكيلة فيلموتس ناقصة!

لم يحسم مدرب بلجيكا مارك فيلموتس بعد قراره بشأن التشكيلة الرسمية لمونديال 2014 بسبب الحارس الثالث. وكان من المتوقع أن يكون حارس هوفنهايم الألماني كوين كاستيلز هو الخيار، لكنه يتعافى حالياً من كسر في ساقه ولم يصل الى كامل لياقته، ما جعل سامي بوسوت حارس زولته مرشحاً ليكون في التشكيلة النهائية التي عرف كامل عناصرها منذ 10 أيام. ومن أبرز الغائبين عن التشكيلة لاعبا بروج تيمي سيمونز وروما الإيطالي رادجا نيانغولن إلى جانب مهاجم أستون فيلا الإنكليزي كريستيان بينتيكي الذي يعاني الإصابة.
وهنا التشكيلة:
- لحراسة المرمى: تيبو كورتوا (أتلتيكو مدريد) وسيمون مينيوليه (ليفربول) وكوين كاستيلز (هوفنهايم) او سامي بوسوت (زولته)
- للدفاع: توبي الدرفيريلد (أتلتيكو مدريد) وأنطوني فاندين بوري (أندرلخت) ودانيال فان بويتن (بايرن ميونيخ) وفنسان كومباني (مانشستر سيتي) ويان فيرتونغن (توتنهام) وتوماس فيرمايلن (أرسنال) ونيكولاي لومبايرتس (زينيت) ولوران سيمان (ستاندار لياج).
- للوسط: أكسل فيتسل (زينيت) ومروان فلايني (مانشستر يونايتد) وستيفن ديفور (بورتو) وموسى ديمبيلي وناصر الشاذلي (توتنهام) وكيفن دي بروين (فولسبورغ)
- للهجوم: روميلو لوكاكو وكيفن ميرالاس (إفرتون) وديفوك اوريجي (ليل) وإيدين هازار (تشلسي) ودريس ميرتنز (نابولي) وعدنان يانوزاي (مانشستر يونايتد).