لم يكن أكثر المتشائمين في مصر يتوقع هذا السيناريو لمباراة «الفراعنة» مع المنتخب اللبناني ضمن بطولة كأس العرب. المصريون ومنذ الإعلان عن المجموعات كانوا يتحدثون عن أن مواجهتهم مع اللبنانيين ستكون أشبه بنزهة، ولكن حساباتهم لم تنطبق على حسابات الميدان.دخل المنتخب المصري مباراته يوم أمس وهو مقتنع بتحقيق الفوز على المنتخب اللبناني المثقل بالغيابات، إلا أن لاعبيه واجهوا منتخباً منظماً على المستوى الدفاعي بشكل كبير. حاول المصريون تسجيل هدف مبكر، وبسطوا سيطرتهم في منتصف ملعب منتخب لبنان، ولكنهم لم ينجحوا بتهديد مرمى الحارس اللبناني مصطفى مطر سوى في مرات قليلة، ودائماً ما كانوا يجدون مطر بالمرصاد.
قدم محمد حيدر وربيع عطايا مستوى جيداً خلال المباراة (طلال سلمان)

السيطرة المصرية كانت مطلقة في الشوط الأول، ولكن مدرب «منتخب الأرز» إيفان هاشيك لعب بواقعيته المعهودة، والتي عُرف بها خلال مباريات تصفيات كأس العالم. هاشيك حصّن دفاعاته بشكل جيد، مع تعليمات واضحة لكل من ربيع عطايا ومحمد حيدر وهلال الحلوة باستغلال أي هفوة مصرية للانطلاق إلى مرمى الخصم. الشوط الأول كان مصرياً ولم ينجح اللبنانيون بالوصول إلى المرمى، ولكنهم حققوا المطلوب بالمحافظة على نظافة شباكهم مع تألق الحارس، ومن أمامه الدفاع المتمثل بكل من «الصخرة» قاسم الزين ونور منصور ومحمد الدهيني وروبرت ملكي وماهر صبرا.
في الشوط الثاني تحرر اللبنانيون قليلاً، وكانت لهم بعض التحركات الخجولة عبر عطايا وحيدر، إلا أنها لم تسفر عن شيء حقيقي على المرمى المصري. ومن جهتهم استمر المصريون بالمحاولات وسط غضب واضح للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي عجز عن فك شيفرة اللبنانيين. وبعد أن أحس اللاعبون المصريون ـ الذين غاب عنهم المحترفون في أوروبا ـ بصعوبة الموقف، لعبوا من أجل الحصول على ركلة جزاء، وهذا ما حصل عندما ارتكب المدافع اللبناني روبرت ملكي خطأ داخل منطقة الجزاء. ركلة جزاء في الدقيقة 70 من عمر اللقاء ترجمها محمد مجدي «أفشة» إلى هدف، بقي صامداً حتى النهاية.
لم ينجح لاعبو المنتخب المصري بالوصول إلى المرمى اللبناني بشكل سهل طوال اللقاء


حاول المدرب التشيكي للمنتخب اللبناني تدارك الموقف، فأجرى ثلاثة تبديلات دفعة واحدة، حيث أخرج كل من محمد حيدر وربيع عطايا وهلال الحلوة، وأشرك فضل عنتر ونادر مطر ووليد شور، غير أنه لم ينجح بخلق فرص تذكر لتحقيق التعادل. ولو أن المنتخب اللبناني لم يخسر جهود كل من حسن معتوق وجوان العمري وباسل جرادي ومحمد قدوح بسبب الإصابة أو ظروفهم مع الأندية، لكان يمكن للمنتخب اللبناني خلق فرص وربما الخروج بنتيجة إيجابية.
مباراة يوم أمس والصمود اللبناني الكبير أمام منتخب مصر القوي وصاحب الخبرة الأكبر، أكد صحة نظرية المدرب هاشيك، والذي شدد منذ اليوم الأول لقيادته المنتخب اللبناني على أنه سيلعب بأسلوب واقعي، والإمكانات المتاحة، وهو ما حصل أمام إيران والإمارات في التصفيات المونديالية. ويبقى لبنان بحاجة اليوم إلى تحسين اللاعبين على مستوى اللياقة البدنية التي ستساعدهم على الاستمرار بنسق عال حتى نهاية المباريات.
وتعليقاً على مجريات اللقاء قال الحارس المصري محمد الشناوي: «أهدرنا كثيراً في الشوط الأول. لو كنا موفقين لكانت النتيجة أعرض بكثير. لكننا نحترم الخصم». ومن جهته قال حارس لبنان مصطفى مطر: «قدمنا مباراة هادئة وكل ما نملك. هذه إمكاناتنا وحُسمت المباراة بركلة جزاء. كانت مباراة جيدة من طرفنا واللياقة البدنية هبطت نوعاً ما لدينا. نأمل في التعويض في المباريات المقبلة».
انتهت مباراة مصر، وذهب المنتخب اللبناني ليتحضر للقاء منتخب الجزائر القوي يوم السبت المقبل في مباراة يحتاج خلالها لتحقيق نتيجة إيجابية للحفاظ على حظوظه.