كأس العرب تحضير ممتاز للتصفيات الآسيوية الفضل في تحقيق النتائج الجيدة يعود للاعبين والجهاز الفني والاتحاد

يخوض منتخب لبنان لكرة القدم منافسات كأس العرب بدءاً من يوم الأربعاء بغياب قائده حسن معتوق بسبب الإصابة. نجم لبنان لم يلتحق بالبعثة اللبنانية لكن لا شك لديه الكثير ليقوله حول المنتخب في التصفيات النهائية لكأس العالم 2022 والمشاركة العربية في قطر. وأيضاً حول وضع ناديه الأنصار ليجيب عن سؤال رئيسي: هل فقد الأنصار اللقب؟

تصوير طلال سلمان

كيف ترى مشاركة منتخب لبنان في كأس العرب في قطر؟
توقيتها ممتاز. ليس الهدف تحقيق نتائج كبيرة في هذه البطولة بقدر ما هو التحضير للمباريات المتبقية في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2022. فمجموعة لبنان تضم منتخبات مصر والجزائر والسودان وهي منتخبات كبيرة والاحتكاك معها مناسب لتطوير اللاعبين ورفع مستواهم. لا يجب توقّع الكثير من منتخب لبنان لأن المنافسين أعلى من مستوانا، خصوصاً أنها منتخبات أفريقية والتي هي أصعب من المنتخبات الآسيوية.
هذا لا يعني أن خروج لبنان من الدور الأول مؤكّد، فالمنتخب اللبناني أثبت أنه يعرف كيف يدافع وبالتالي ممكن تحقيق نتائج إيجابية. ففي تصفيات كأس العالم كانت المنتخبات المنافسة تعتبر أن نقاطها من منتخب لبنان محسومة، لكن ما حصل عكس ذلك. هذه هي كرة القدم والكلمة الأخيرة فيها للملعب، لكن لا شك أن مسابقة كأس العرب صعبة.

بالحديث عن النتائج الجيدة في تصفيات كأس العالم، ما هي الأسباب؟
منتخب لبنان في السنوات العشر الأخيرة هو الجيل الذهبي للكرة اللبنانية. فما تحقق من نتائج سواء على صعيد التأهل مرتين إلى التصفيات النهائية لكأس العالم أو التأهل إلى كأس آسيا 2019 لم يحصل سابقاً، وهذه نتيجة المزج بين عناصر الخبرة والشباب.
وبرأيي السبب الأول وراء النتائج التي تحققت أخيراً هو اللاعبون والجهاز الفني. فهم من صنعوا هذه الحالة في وقت كان الجميع فاقداً للثقة، آمن اللاعبون بقدراتهم وحققوا نتائج جعلت الجميع يلتف حول هذا المنتخب.
السبب الثاني كي نكون صادقين مع أنفسنا هو الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي آمن بهذه المجموعة فدعم المنتخب واحتضنه على رغم أننا في بلد كرة القدم فيه تحت الصفر خصوصاً بعد كورونا. فالاتحاد أمّن كل ما يلزم من معسكرات ودعم مادي إضافة إلى دعم اللاعبين مادياً وهذا كلّه ساعد في تحقيق منتخب لبنان نتائج إيجابية في تصفيات كأس العالم.

تحدثت عن الجهاز الفني، ماذا غيّر المدرب إيفان هاشيك وهل أنت مع تجديد عقده؟
التعاقد مع هاشيك كان خطوة ذكية من الاتحاد بإحضار مدرّب لديه خبرة بكرة القدم في منطقتنا. ففي مجموعتنا التنافس بشكل أساسي مع منتخبات الإمارات وسوريا والعراق، فإيران وكوريا الجنوبية في مكان آخر. وهاشيك عمل في منطقة الخليج ولديه خبرة بعقلية اللاعبين في هذه المنطقة. أنا عملت معه في الإمارات وأعرف كيف يفكّر. هو كان واقعياً جداً مع المنتخب اللبناني ولاعبيه. لم يأتٍ ليقول أريد أن ألعب كرة هجومية أو أن أغيّر في عناصر المنتخب. عرف أن هؤلاء اللاعبين وتلك المجموعة قادرة على مساعدته في مهمته. والأهم أنه وضع منظومة ناجحة للمنتخب. فأي فريق كي ينجح يجب أن تكون التوليفة والمنظومة ناجحتين وهذا هو الأهم. هاشيك استوعب عقلية اللاعب اللبناني وعرف ماذا يحتاج، فلم يتعامل معه بطريقة احترافية كاملة، بل بتوازن بين الاحتراف والهواية.
أما بالنسبة لتجديد عقده، فهذا يعود إلى المسؤولين عن المنتخب. لكن أنا مع الاستقرار في المنتخب عبر دعم المجموعة والجهاز الفني. المدرب هاشيك واقعي ويعرف مقدرات كل لاعب وقد حقق نتائج جيدة، إضافة إلى تحسّن الأداء مباراة بعد أخرى، بالتالي يجب الحفاظ على هذا الاستقرار لدى اللاعبين والجهاز الفني.
في مباراة إيران فقدنا التركيز، ولو خرجنا فائزين لما كان أحد قد تحدث عن أخطاء


يُقال أن لدى هاشيك مشكلة في إدارة المباراة؟
لعبة كرة القدم هي لعبة أخطاء. اللاعب يخطئ، المدرب يخطئ، الإداري يخطئ، بالتالي ليست كل القرارات صحيحة. المدرب الناجح يتعلّم من أخطائه. البعض يعتبر أن هاشيك أخطأ في مباراة إيران، لكن أنا لا أرى أنه أخطأ.

إذاً ماذا حصل في مباراتي إيران والإمارات؟
في مباراة إيران فقدنا التركيز، ولو خرجنا فائزين لما كان أحد قد تحدث عن أخطاء. مع إيران لم نلعب بطريقة هجومية وتوفّقنا بهدف لكن فقدنا التركيز في آخر خمس دقائق. من الممكن لو شارك ربيع عطايا أو استعنّا بلاعب ارتكاز لكانت النتيجة مختلفة، لكن هذه تفاصيل ومن الممكن أن تكون صحيحة أو خاطئة. كما أننا تأثرنا بالجو العام الذي خلقه الإيرانيون وما قام به مدربهم بعد تسجيل الهدف الأول. من الممكن أن يكون هذا أفقدنا تركيزنا، لكن برأيي لا يجب لوم المدرب.
مع الإمارات، لا أخفيك بأنها أكثر مباراة حزنت لخسارتها. فهي المرة الأولى التي أشاهد منتخب الإمارات بهذا السوء. فهو أسوأ نسخة للمنتخبات الإماراتية. أهدرنا ثلاث نقاط بعد أن لعبنا كرة قدم جميلة لكننا افتقدنا للحسم. وهنا أيضاً لا يمكن لوم المدرب فقد صنعنا فرصاً لكن لم نكن حاسمين. أضف إلى ذلك ركلة الجزاء التي احتسبت علينا والمشكوك في صحتها، فبرأيي سُرقت منا النقاط الثلاث.

تحدثت عن المنتخب الإماراتي وأنت لعبت في الإمارات التي لديها إمكانيات أكبر بكثير من لبنان وعلى رغم ذلك تفوقنا عليهم، ما هي الأسباب؟
عمل المسؤولون في الإمارات كثيراً على هذا المنتخب تحضيراً لكأس العالم. حضّروه وجنّسوا لاعبين، لكن جاءت البداية المتعثّرة مع لبنان لتضع المنتخب الإماراتي تحت الضغط وانتقادات الإعلام. وزاد النقد مباراة بعد أخرى ما أفقد اللاعبين ثقتهم بأنفسهم وأصبح المنتخب مشتتاً. علماً أن المنتخب الإماراتي مع لبنان في المباراة الأولى كان جدياً وصنع فرصاً، ومن الممكن لو أنهم حققوا نتيجة جيدة لاختلفت الأمور.
نحن في المنتخب اللبناني حصل معنا العكس. لم تكن هناك ضغوط ولم يكن أحد يتوقع منا تحقيق نتائج جيدة، لكن مباراة بعد أخرى زادت ثقتنا بأنفسنا وأصبح الجميع إلى جانبنا.

إلى متى سيستمر مشوار حسن معتوق مع منتخب لبنان، وهل سيكون حاضراً في كأس آسيا 2023؟
لا أحب الحديث عن المستقبل، لكن في الوقت لكل مشوار نهاية، وبعد 17 عاماً مع منتخب لبنان أود أن أنهي هذا المشوار بطريقة جيدة. لا أريد حسم موضوع اعتزالي اللعب دولياً، لكن لا أعتقد أنني سأستمر مع المنتخب لفترة طويلة. أما بالنسبة لكأس آسيا 2023 فلا أظن أنني سأتواجد فيها.

من ترى خليفة حسن معتوق في الملاعب، ومن سيتسلم شارة القيادة من بعده في المنتخب؟
اللاعب علي الحاج يشبهني بشكل كبير. فطريقة لعبه وأسلوبه قريب من أسلوبي. هذا الموضوع مؤجّل بعد تعرضه لإصابة بالرباط الصليبي، لكن برأيي من الممكن أن يكون علي الحاج نجماً على شاكلة حسن معتوق. أما في المنتخب فاعتقد أن محمد حيدر يستحق أن يكون القائد من بعدي في حال بقي في منتخب لبنان. فهو قدّم الكثير لهذا البلد كروياً وشخصيته مميزة وبالتالي يستحق أن يكون قائداً لمنتخب لبنان.

الحديث عن علي الحاج يقودنا إلى المنتخب الأولمبي، ما هو رأيك بهذا المنتخب؟
هذا المنتخب يمتلك أكبر عدد من المواهب الموجودة في لبنان. لكن دائماً ما يحتاج اللاعبون إلى وجود أشخاص يقومون بتطويرهم. لم نشاهد في البطولة الأخيرة مستواهم المتوقع، لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا موهوبين. وضع البلد لم يساعد أيضاً في تحضيرهم وهم لعبوا مع منتخبات تتطوّر بشكل كبير وسريع.

هل أنت مع مدربين أجانب لمنتخبات الفئات العمرية؟
بالتأكيد، خصوصاً لدى اللاعبين الصغار لكن بشرط اختيار المدربين بطريقة صحيحة. فهناك مدربون لبنانيون أفضل من الأجانب، بالتالي يجب التعاقد مع مدربين أفضل من المدربين المحليين. وحين تختار أجهزة فنية للمنتخبات يجب وضع خطط مستقبلية وعدم وضعهم تحت ضغط النتائج على المدى القصير.



الأنصار لم يفقد اللقب


يرفض حسن معتوق اعتبار فريقه الأنصار قد فقد لقب الدوري اللبناني، على رغم وجود فارق 8 نقاط عن العهد المتصدر والمتصاعد فنياً. «مباراتنا مع النجمة هي الفاصل وهي ستعيدنا إلى المنافسة على اللقب. هناك أيضاً المرحلة السداسية التي فيها الكثير من النقاط والتي ستتواجه فيها الأندية القوية مع بعضها» يقول معتوق. ويعيد سبب تراجع الأنصار إلى التحضير السيء قبل انطلاق الدوري والاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين مقابل التعاقد مع لاعبين جدد لم يتأقلموا مع الفريق بعد.
وعن تأثير غياب اللاعبين الأجانب عن فريقه، يرى أن غياب اللاعب الأجنبي يؤثّر في الدوري اللبناني بشكل عام وعلى جميع الفرق وليس على الأنصار فقط. «لا يطوّر اللاعب اللبناني سوى اللاعب الأجنبي».