استفاق فريق الرياضي في الربع الرابع وخطف الفوز من ضيفه الحكمة 62 - 54 (12 - 15، 25 - 22، 47 - 46) في المنارة ضمن المباراة الثالثة بين الفريقين في سلسلة نهائي بطولة السلة لتصبح النتيجة 2 - 1. الضيف الحكماوي أهدر فوزاً كان في متناول اليد حتى نهاية الربع الرابع، حين فقد لاعبوه التركيز وخصوصاً على الصعيد الهجومي ولم يسجلوا سوى سبع نقاط على مدى الدقائق العشر الأخيرة.
فالرياضي نجح في استعادة توازنه وتلميع جزء من صورته التي اهتزت على مدار الدقائق الثلاثين الأولى، مع سوء تسجيل من قبل معظم لاعبيه من دون استثناء، قبل أن ينتفض الفرعون المصري اسماعيل أحمد (12 نقطة و9 متابعات) ويقود فريقه نحو الفوز بمساعدة من جان عبد النور الذي سجّل 17 نقطة إلى 6 متابعات. كما برز في صفوف الفائز أحمد إبراهيم 16 نقطة و6 متابعات وإسماعيل أحمد، فيما سجّل الأميركي لورن وودز 3 نقاط فقط، لكن كان له دور كبير على مستوى المتابعات بالتقاطه 14 كرة بينها 10 دفاعية.
أما من جانب الخاسر، فكان جوليان خزوع الأبرز برصيد 20 نقطة و12 متابعة، وأضاف الأميركي ديواريك سبنسر 12 نقطة و5 متابعات، ومواطنه كريس دانيالز 10 نقاط و10 متابعات.
لقاء أمس على ملعب الرياضي شهد الكثير من الأحداث، وخصوصاً على صعيد الضغط الجماهيري من جهة، والمعارك التي اندلعت على أرض الملعب من جهة أخرى.
فجمهور الرياضي بدا أكثر التزاماً من نظيره الحكماوي في اللقاء الثاني، رغم بعض الهتافات التي صدرت قبل انطلاق المباراة وبدت كأنها ردة فعل على ما حصل في غزير من هتافات مسيئة من قبل جمهور الحكمة. لكن تحرك المسؤولين في الرياضي، وتحديداً تمام جارودي، عالج الأمور فعاد الالتزام الى المدرجات الصفراء باستثناء الدقيقة الأخيرة من الربع الثالث التي شهدت معركة بين لاعبي الرياضي روي سماحة وأحمد ابراهيم، ولاعب الحكمة كريس دانييلز. وكان بإمكان الأمور أن تنتهي عند هذا الحد، لكن دخول أحد فنيي الرياضي الى أرض الملعب وحصول إشكال بين جمهور الرياضي وأحد العاملين في لجنة الملاعب وتّر الأجواء بشكل كبير، قبل أن تعود الأمور الى هدوئها في الربع الأخير.

ضغط جماهيري
من جهة ومعارك من جهة أخرى

إلا أن هذا لا يعني أن الأمور لم تكن رائعة في ملعب الرياضي، وخصوصاً مع الاستعراضات التي حصلت بين شوطي المباراة عبر مجموعة من هواة الاستعراض بالدراجات و«الرولرز».
أيضاً شهدت فترة الاستراحة «استعراضاً» من نوع آخر مع وصول أحد الأشخاص ودخوله من أرض الملعب الى منصة الشرف، وسط مواكبة وحراسة شخصية وملاحقة من المصورين، مثيراً التساؤلات حول هذه الشخصية «المهمة» التي دخلت بطريقة لم يدخل فيها وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي الى الملعب، ليتبين أن الداخل الاستعراضي هو رضا المصري، من دون معرفة سبب هذه الهمروجة. إذ لو دخل بطريقة عادية لما كان أحد يعترض طريقه، كون معظم الحاضرين لا يعرفونه أصلاً.
تنظيمياً، بدت الأمور أفضل من اللقاء الأول في المنارة وخصوصاً على صعيد التعاطي مع الإعلاميين وطريقة دخولهم، حيث استطاعوا الجلوس في أماكنهم المخصصة لهم، الى جانب ضبط المدرج الواقع خلف مقعد احتياط الحكمة.
لكن هذا لا يعني أن اتحاد اللعبة مرتاح للأجواء التي ترافق المباريات. إذ صدر عن الأمانة العامة للاتحاد اللبناني لكرة السلة بيان جاء فيه «بعد الاطلاع على تقريري مباراتي نهائي بطولة لبنان بين الحكمة والرياضي بيروت (صدر البيان قبل اللقاء الثالث)، قامت الأمانة العامة بتحويلهما الى اللجنة الإدارية للاتحاد التي ستنعقد اليوم الاثنين عند الساعة السادسة مساء، لدراستهما وتحليلهما، لتتمكن من اتخاذ العقوبات اللازمة بحق المخالفين وكل من يظهر أنه أساء الى هذا النهائي الرائع.
وتهيب الأمانة العامة للاتحاد اللبناني لكرة السلة بإدارة ناديي الحكمة والرياضي بيروت والجمهورين العمل بكل تفان وجدية لإبراز الوجه الحضاري لهذه البطولة، علماً بأن الاتحاد لن يتوانى عن إصدار العقوبات بحق المخالفين مهما كانت الأسباب والذرائع، لأن هدف الجميع هو نجاح هذه البطولة وكرة السلة اللبنانية».
والمؤسف أن التجاوزات الجماهيرية والأحداث التي حصلت على أرض الملعب أمس كانت أمام أعين مدير قسم الشؤون القانونية في الاتحاد الدولي لكرة السلة الـ«فيبا» السويسري بنجامين كوهين الموجود لبنان. وحضر المسؤول الدولي الكبير المباراة النهائية الثانية على ملعب غزير. وأشار كوهين الى أنه مسرور جداً لزيارة لبنان وخاصة بعد رفع الحظر الدولي عن كرة السلة اللبنانية، مضيفاً إن كرة السلة اللبنانية شهدت نجاحات كثيرة على صعيد المنتخبات والأندية. وأضاف إنه تابع المباراة بين ناديي الحكمة والرياضي مساء الجمعة ووصفها بـ«المتقاربة المستوى والمشوّقة». وأبدى كوهين إعجابه بالجمهور الكبير الذي واكب اللقاء (الكلام قبل لقاء أمس).
أما على الصعيد التقني، فقد استمرت المشاكل في ملعب الرياضي وإن كان بشكل جزئي، إذ رغم إصلاح اللوحة الإلكترونية على صعيد الـ«24 ثانية» والتوقيت، إلا أن المشكلة بقيت في عدم القدرة على عرض أخطاء اللاعبين وعدد النقاط المسجلة لكل لاعب.