تتحضر دولة قطر لتنظيم النسخة الأولى في سباقات بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة لوسيل الدولية الأحد، على وقع الجدل المتزايد والاحتيال على القانون والتشنج المتصاعد بين فريقي ريد بول وسائقه الهولندي المتصدر ماكس فيرستابن ومرسيدس وبطله البريطاني لويس هاميلتون، على خلفية أحداث سباق البرازيل نهاية الأسبوع الماضي. تستضيف حلبة لوسيل الواقعة على مشارف العاصمة الدوحة، المرحلة العشرين من الفئة الأولى والسباق الأوّل من سلسلة من ثلاثة سباقات متتالية ختامية في الشرق الأوسط على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة والتي ستحدد هوية الفائز باللقب العالمي.
يتفوق فرستابن على مطارده المباشر بطل العالم سبع مرات هاميلتون بفارق 14 نقطة (332.50 مقابل 318.50)، عقب الفوز الرائع الذي حققه سائق مرسيدس على حلبة إنترلاغوش حيث انطلق من المركز العاشر ووصل أوّل.
في المقابل، يتقدم فريق مرسيدس بفارق 11 نقطة عن ريد بول في مطاردة مماثلة غير متوقعة النتائج في ترتيب الصانعين (521.50 مقابل 510.50).
بات من شبه المؤكد أن يتكرر سيناريو أحداث نهاية الأسبوع الماضي في إنترلاغوش على حلبة لوسيل هذا الأسبوع، وذلك على خلفية قرار الصانع الألماني بالاعتراض على قرار لجنة الحكام عدم معاقبة «ماد ماكس» لدفاعه غير القانوني في اللفة 48 عن صدارته أمام هاميلتون (دفعه خارج الحلبة بحسب مرسيدس).
وبغض النظر، عما إذا كان ذلك سيكون بداية فتح تحقيق كامل من عدمه، بالتالي فرض عقوبة متأخرة على فيرستابن يمكن أن تنعكس سلباً على مركزه عند خط انطلاق سباق قطر، فقد تحدث فريق مرسيدس علناً مع نهاية سباق البرازيل عن الظلم الذي لحق به جراء قرارات الاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، فيما أثار ريد بول تساؤلات حول الجناح الخلفي لسيارة «الأسهم الفضية» وسرعتها خلال المقاطع المستقيمة وقانونية المحرك.
اعتُبرت هذه الأحداث حلقة جديدة في موسم تميز بالادعاءات والادعاءات المضادة بين أفضل فريقين عند خط الانطلاق، حول القدرة التنافسية وأداء كل منهما.
جاءت حركة فيرستابن بلمس الجناح الخلفي لسيارة هاميلتون في الموقف المغلق لسباق البرازيل عقب نهاية تجارب الجمعة، خرقاً للقانون الرياضي (غرمته لجنة الحكام 50 ألف يورو)، وسط مكائد في ريد بول حول كيفية تحقيق مرسيدس لمثل هذا الأداء القوي في الخط المستقيم.
وكان هاميلتون عوقب بالانطلاق من المركز الأخير في السباق السريع السبت لعدم مطابقة الجناح الخلفي لسيارته للقوانين المرعية الإجراء، قبل أن ينهيه خامساً. وانطلق الأحد عاشراً بعدما فرض عليه عقوبة التراجع خمسة مراكز عقب قرار فريقه بتبديل محرك سيارته ليشق طريقه إلى فوز مثير، واصفاً نهاية الأسبوع على «أنها مِن الأفضل، إن لم تكن الأفضل، في كل مسيرتي».
لم تقدّم الحظيرة النمسوية أي احتجاج ضد طراز «دبليو12» (مرسيدس)، على الرغم من الإشارة إلى أنها ستستمر في إجراء تحليلها الخاص، بينما يردّ الصانع الألماني على هذه الاتهامات، مؤكداً أن سيارته قانونية مئة في المئة وتجتاز جميع الفحوصات التقنيّة المفروضة. بعيداً من أروقة لجان الحكام والشكاوى، تفصل 14 نقطة بين فيرستابن وهاميلتون، حيث ما زالت هناك فرصة للسائقين لحصد 78 نقطة في السباقات الثلاثة الأخيرة، وهي قطر والمملكة العربية السعودية وأبو ظبي.
ومع بقاء 52 نقطة متاحة بعد نهاية هذا الأسبوع، فإن الصراع على اللقب العالمي للسائقين لن يُحسم في قطر، مما يعني أن المعركة ستنتقل على الأقل إلى الجولة قبل الأخيرة للموسم الحالي في السعودية، التي تستقبل للمرة الأولى الفئة الأولى شوارع مدينة جدّة، وذلك في غضون أسبوعين.