بعد خسارته 12 نقطة في سبتمبر/أيلول الماضي جراء «أخطاء» في حساباته المالية، تمّ خصم تسع نقاط جديدة من رصيد ديربي كاونتي جراء انتهاك «قواعد الربحية والاستدامة» الخاصة بالدوري. هكذا، أصبح رصيد فريق المدرب واين روني «ناقصاً» 3 نقاط بعد أن كان في مركز آمن وسط الجدول بـ18 نقطة، ومن الممكن أن يزيد الرصيد السلبي إذا تم تفعيل الخصم الإضافي (ثلاث نقاط مع وقف التنفيذ). تلاعب النادي بكيفية قياس قيمة اللاعبين، إذ لم يراع قواعد إطفاء رسوم النقل، وهي ممارسة لا تتماشى مع مبادئ المحاسبة المقبولة. في ظل الوضع السيّئ، تستمر الجهود للعثور على مشترٍ جديد، مع الإشارة إلى أن الأمور قد تزيد سوءاً بعد أن أُمرت الإدارة الحالية بإعادة تقديم حسابات النادي لأعوام 2016 و 2017 و 2018. في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لـ«تشامبيونشيب»، تريفور بيرش: «تركّز هدف الدوري الإنكليزي لكرة القدم خلال هذه العملية على ضمان الالتزام بمبادئ اللوائح نيابة عن جميع الأندية. راعت رابطة الدوري الإنكليزي المبادئ التوجيهية لعقوبات الحماية والشفافية بالإضافة إلى التخفيف الذي قدّمه النادي، وبالنظر إلى الظروف المعقّدة للقضية والمسائل التنظيمية المعلقة المختلفة بين الدوري وديربي كاونتي، فإن الرابطة راضية عن النتيجة المتفق عليها». وتشكّل معاقبة ديربي كاونتي بهذه الطريقة أسلوباً صارماً من قبل الرابطة لإدارة أعضائها الآخرين، حيث حدّد الاتحاد الإنكليزي الآن بوضوح عقوبة الأندية التي تخرج عن الخط.
مستقبل روني في خطر
شكّل قرار الخصم الإضافي صدمةً قوية لآمال المدرب واين روني في النجاة من شبح الهبوط، وتحدثت الإدارة عن وجود عدة عروض محتملة للاستحواذ على النادي. في هذا الصدد، نقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه ميديا» عن كارل جاكسون، وهو شريك في إدارة ديربي كاونتي، قوله: «كان من الصعب التعامل مع هذه المسألة بالنظر إلى مختلف القضايا المعنيّة، من المهم بالنسبة إلى مستقبل النادي أن تتم تسوية كلّ الأمور مع رابطة الدوري الإنكليزي. هذه التسوية تمكّننا من المضي قدماً في إستراتيجيتنا لإعادة هيكلة النادي مع الأطراف المهتمة المحتملة». وبحسب الوكالة، فإن علامات استفهام كبيرة تُطرح حول مستقبل واين روني. من المرجح أن يبقى المدرب الإنكليزي الشاب في منصبه، إذا فاز رجل الأعمال الأميركي كريس كيرشنر بسباق شراء النادي، حيث هناك رابط بين وكيل روني بول ستريتفورد وكيرشنر، في حين أن الأطراف الأخرى المهتمة بشراء النادي قد تقيل روني من منصبه خاصةً في حال الهبوط. تجدر الإشارة إلى عدم فوز ديربي كاونتي سوى مرة واحدة فقط في آخر تسع مباريات، كما تعادل في خمس منها، وسيستأنف مشواره في دوري الدرجة الأولى باستضافة بورنموث المتصدّر يوم الأحد، (14:00 بتوقيت بيروت).
حسمت رابطة دوري الدرجة الأولى «تشامبيونشيب» 21 نقطة من رصيد فريق ديربي كاونتي


تعاطف جماهيري
بعد خصم 21 نقطة من ديربي كونتي، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضباً على الرابطة، وتعاطفاً مع الفريق، حيث أشار العديد من مشجعي أندية الدوري الإنكليزي إلى الطبيعة غير العادلة للقرار، مقارنةً بكيفية معاقبة الأندية الإنكليزية الستة الكبرى (في الدوري الممتاز) بعد محاولتها الانضمام إلى «السوبر الأوروبي»، معتبرين أن هذا الأمر يشكل تمييزاً فاضحاً في كيفية التعامل مع أندية الدوري الممتاز مقارنة بالدرجات الأخرى.
هذا وسبق أن اتفق أعضاء رابطة «البريميرليغ» (الدوري الممتاز) على توقيع غرامة مالية قدرها 20 مليون جنيه إسترليني بحق الأندية التي وافقت على مشروع دوري السوبر الأوروبي (مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ليفربول، تشيلسي، توتنهام وآرسنال)، على أن تكون مُخصّصة للمبادرات الشعبية والمعجبين والمجتمع. إضافةً إلى ذلك، تتنازل الأندية التي انسحبت من قرار الانفصال (سوبر ليغ) عن خمسة في المئة من عائدات مسابقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لموسم واحد.
وأشار العديد من النقّاد، والجهات ذات النفوذ الكبير في الوسط الكروي حينها إلى أنه لا ينبغي خصم النقاط من الأندية «الستة الكبار» لأن ذلك سيعاقب الجماهير وليس النادي. هكذا، لم ينل الاختلاف في كيفية التعامل مع المسألتين رضى مشجّعي كرة القدم، الذين أشاروا إلى التمييز الواضح لمصلحة فرق النخبة رغم محاولتهم تدمير التسلسل الهرمي لكرة القدم البريطانية، مقابل صرامة عقوبة ديربي كاونتي.
وأشار مغرّدون على موقع «تويتر» إلى أنه ليس من العدل معاقبة الأندية لأن أصحابها هم المخطئون، حيث غرّد أحدهم قائلاً: «في ديربي، لم يكن روني واللاعبون مخطئين، ومع ذلك، تمّ خصم 21 نقطة من رصيد الفريق». في حين غرّد آخر: «إنه لأمر مجنون كيف يمكنهم فرض عقوبات شديدة على نادٍ مثل ديربي كاونتي بسبب القواعد المالية. عندما يتعلق الأمر بالعنصرية مثلاً، يتم تغريم الجهات المعنية بمبالغ رمزية. لا تزال كرة القدم بحاجة إلى ترتيب في الأولويات».
يُذكر أنّ ديربي كاونتي قضى أربعة مواسم فقط تاريخياً خارج أكبر قسمين في كرة القدم الإنكليزية، وتعود آخر مرة إلى موسم 1985-1986.