يصطدم مسار الدوريات بفترات التوقّف الدولي بين الحين والآخر (هذا الأمر حاصل حالياً)، حيث تتوقّف المسابقات في العالم لمدة أسبوع أو أكثر كي يلتحق اللاعبون بمنتخباتهم الوطنيّة. ينقسم الوسط الرياضي بين مؤيدٍ لفترة التوقف الدولي ومعارض لها، حيث يدعم الطرف الأول وجهة نظره بتطوير مستوى اللّاعب عبر التماسه أساليب فنيّة وتكتيكيّة جديدة من الجهاز الفني للمنتخب، في حين لا ترغب الفئة الثانية بأن تتوقّف عن مشاهدة ناديها المفضل لفترةٍ ما، نظراً إلى تشكيله جزءاً لا يتجزأ من «روتينها» الأسبوعي. فيما يلي، بعض من تأثيرات التوقف على الأندية، المدرّبين واللّاعبين.بالنسبة إلى الكادر الفني، لطالما عبّر العديد من مدرّبي الفرق ​​عن شكواهم من فترات الراحة الدوليّة نظراً إلى عدم خلوّها من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الأندية. يخشى المدرّبون من العواقب المحتملة خاصة في المرحلة المبكرة من الموسم وهو ما يزيد من حالة الذعر والارتباك. ورغم المخاوف الكبرى، تشكّل هذه الفترة فرصةً لتعديل الأوتار حيث يعمل المدرّبون على تقييم كل ما يحدث بشكل خاطئ في بداية الموسم، كما أنها تعطي وقتاً كافياً لكي يتأقلم المدرّبون الجدد مع فرقهم، مثل أنطونيو كونتي وتشافي هذا الموسم رفقة توتنهام وبرشلونة.
تسمح فترة التوقّف الدولي بخلط الأوراق أيضاً، حيث يُعطى البعض فرصة جديدة للفت نظر المدرب. ينتهي الأمر بالنسبة إلى اللاعبين الذين لم يتم اختيارهم لتمثيل بلدانهم بالبقاء في قواعد التدريب لمواصلة النظام المعتاد داخل الأندية. هنا، يستغل البعض، خصوصاً لاعبي الدكّة، حالة عدم اليقين بشأن مواقعهم في أنديتهم لمحاولة إقناع المدرب، وهو ما يحدث تماماً بحالة اللاعب ساؤول في تشيلسي الإنكليزي. أما اللاعبون الشباب، فهم يحصلون على فرصة لمواصلة التدريب تحت إشراف مدربيهم، في محاولةٍ لإظهار التطور والتأقلم مع أسلوب لعب المدير الفني للحصول على مشاركات أكثر في المستقبل.
دائماً ما يعترض مدرّبو الأندية على فترات التوقّف بسبب خوفهم من إصابة لاعبيهم


كسر الإيقاع
إذا كان بعض المدربين يحصلون على فرصة لتصحيح الأمور، فإن فترات الراحة الدوليّة تأتي في أسوأ وقت ممكن بالنسبة إلى الأندية التي تقدم نسقاً عالياً في الدوري المحلي. هذه الأطراف تحمل قلقاً كبيراً مع اقتراب التوقّف الدّولي، خوفاً من عدم الاستمرار في الأداء العالي بعد استئناف المسابقات المحليّة. غالباً ما يعود اللّاعبون قبل يومين فقط من مباراة نهاية الأسبوع ما يترك للمدربين وقتاً أقل للعمل مع المنظومة، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على المردود في ظلّ إجهاد اللاعبين وتغيير عقلياتهم من الناحية التكتيكية.

إصابات بالجملة
يُعارض العديد من مدراء اللّعبة الاستراحة الدوليّة (فترة انتقال اللّاعبين إلى المنتخبات) لسببٍ معين، وهو الإصابة، حيث يميل بعض اللّاعبين إلى لعب دقائق كثيرة من كرة القدم عالية المستوى في فترةٍ قصيرة، ما يجعل من فترة الراحة الدوليّة مهمة شاقة وعبئاً إضافياً بالنسبة إليهم.
خلال فترات التوقّف، يسافر اللاعبون باستمرار ولمسافات طويلة كي يلعبوا مباريات شاقة مع منتخباتهم، ولا يحصلون على فترات راحة تُذكر قبل أن يعودوا مرة أخرى للتنافس رفقة أنديتهم. يساهم الدخول والخروج من المناطق الزمنية أثناء تغطية مثل هذه المسافات الطويلة في إنهاك أجساد اللّاعبين، خاصة على مدار موسم متعرّج وطويل، ما يؤثّر سلباً على أدائهم. إضافةً إلى ذلك، ترتفع نسب الإصابة أثناء التوقّف الدولي. صحيح أن لاعب كرة القدم مهدّد دائماً بالانتكاسات البدنيّة، إلّا أن معدل الإصابات يرتفع بشكل ملحوظ في فترة التوقّف الدولي بسبب اختلاف التمارين البدنيّة بين الأندية والمنتخبات إضافةً إلى ضغط المنافسة. هكذا، تكسر لعنة الإجهاد والإصابات نسق الموسم بالنسبة إلى اللاعب، المدرّب والمشجّع أيضاً، نظراً إلى طول مراحل العلاج والإعداد البدني قبل العودة التدريجية إلى المستوى المطلوب. هذا الأمر حصل اليوم مع نادي ليفربول حيث تعرض نجم الفريق ساديو مانيه لإصابة مع منتخب بلاده السنغال.
هذا ويحتلّ التوقّف الدولي مدةً من عمر مسابقات الأندية، لتصبح هذه الأخيرة مطالبةً بخوض مباريات مكدّسة في وقتٍ ضيّق. وفي ظل الضغط في «الروزنامة»، يُجهد اللّاعبون أكثر ما قد يُساهم في كثرة الإصابات وتراجع مردود الفِرق، كما تغيّر المراكز في جدول الترتيب العام.