شغل المدرّب الاسكتلندي ديفيد مويس الوسط الرياضي في العديد من المناسبات، حيث عرفت مسيرته التدريبيّة منعطفات متفاوتة خلال العقد الماضي. كان له الفضل في إبعاد إيفرتون عن المراكز القريبة من مقاعد الهبوط من دوري الأضواء، وذلك من خلال إشرافه على «التوفيز» مدة 11 عاماً. بعد ذلك، تلطّخت سمعة مويس رفقة مانشستر يونايتد. لقد كان الرجل الخطأ في المكان الخطأ في الوقت الخطأ حينها. خاض بعدها المدرّب الاسكتلندي تجربتَين متخبّطتَين رفقة ريال سوسيداد وسندرلاند، قبل أن يحط رحاله في وست هام.

أبرز مباريات اليوم

يوروباليغ
ليون X سبارتا براغ 19:45
موناكو X آيندهوفن 19:45
أولمبياكوس X آينتراخت فرانكفورت 19:45
ليغيا وارسو X نابولي 19:45
جينك X وست هام يونايتد 19:45
غلطة سراي X لوكوموتيف موسكو 19:45
ليستر سيتي X سبارتاك موسكو 22:00
باير ليفركوزن X ريال بيتيس 22:00
مارسيليا X لاتسيو 22:00


لم تكن فترته الأولى مع النادي اللّندني «مذهلة»، لكنه تمكّن من إبقاء الفريق في الدوري الإنكليزي الممتاز. رفضت الإدارة بعدها تمديد عقد مويس قصير الأجل في نهاية موسم 2017/2018، فقام بخلافته مانويل بيليغريني الذي فشل في تقديم أي إضافة تُذكر. وبعد عامٍ ونصف من تركه النادي، عاد مويس إلى وست هام وسط إرباك لمشاعر الجماهير الغاضبة والمحبطة، التي سرعان ما دعمت مدربها إثر ارتفاع أسهم الفريق تدريجياً واستمرار نسقه العالي هذا الموسم.
بدأت معالم النجاح تظهر في منتصف الموسم الماضي، عندما تعاقدت الإدارة مع صانع الألعاب جيسي لينغارد على سبيل الإعارة خلال فترة الانتقالات الشتوية. صفقةٌ مهمة كانت بمثابة القطعة الناقصة في رقعة مويس الفنية، حيث سخّر المدرب الاسكتلندي حافز وموهبة لينغارد لتحسين أداء المنظومة، ما أدى إلى إنهاء الموسم في المركز السادس.
بنى مويس على ذلك النجاح، ورغم عودة لينغارد إلى ناديه الأم مانشستر يونايتد، استمر وست هام بنسقه العالي إثر استقدام بعض الصفقات المهمة هذا الموسم مثل نيكولا فلازيتش وكورت زوما. كان فوز الفريق على أستون فيلا في الجولة الماضية هو الثامن له في مبارياته التسع الأخيرة ضمن جميع المسابقات هذا الموسم. انتصارٌ مقنع وضع وست هام في المركز الرابع محلياً بالتساوي مع مانشستر سيتي بعدد النقاط، وهو ما يعكس مدى تطور الفريق.

المدرّب يتفوّق على نفسه
واحدة من السمات المميّزة لمويس كمدرب، هي التحفيز المستمر، حيث جعل اللاعبين «جائعين» لتقديم كرة هجومية مستحوذة ذات طرق مختلفة للفوز. اتّصف مويس بالمرونة التكتيكية أيضاً، وقد طوّر من نفسه في الفترة الماضية حيث جعله العمل كمراقب تقني في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلال بطولة «اليورو» الماضية أكثر اطلاعاً على الخطط الفنية والتكتيكية. يظهر ذلك من خلال تركيزه الفعّال على الكرات الثابتة هذا الموسم واعتماده أساليب جديدة في الهجوم والدفاع.
لم يقتصر نجاح الفريق على الصعيد المحلي وحسب، بل امتد إلى الساحة الأوروبية أيضاً. أمرٌ ما كان ليتحقّق لولا حنكة مويس الذي استخدم تجربته الأوروبية مع مانشستر يونايتد وإيفرتون للمساعدة في توجيه وست هام. فرغم معدّل الأعمار المرتفع في الفريق اللندني، والذي يُقارب الـ29 عاماً، يفتقر اللّاعبون إلى خبرة المسابقات الأوروبية التي تفرض نسقاً مختلفاً عن المسابقات المحليّة، مما جعل مويس يأخذ زمام المبادرة لتوجيه فريقه.

يتصدّر وست هام مجموعته في «يوروبا ليغ» ويلتقي مساء اليوم جينك البلجيكي في اختبار جديد


تحديات كبيرة عرفها المدرب الاسكتلندي، لم تمنعه من قيادة وست هام إلى صدارة المجموعة الثامنة في الدوري الأوروبي بتسع نقاط، وهو إنجاز كبير بالنسبة للفريق. في هذا الصدد، قال مويس: «أستخدم خبرتي وتجاربي السابقة في السفر والاستعداد والتعافي مع مانشستر يونايتد وإيفرتون في أوروبا، حتى التجارب التي خضتها عندما كنت في إسبانيا. فريقنا الحالي عديم الخبرة والعديد من اللّاعبين لم يُشاركوا في كرة القدم الأوروبية من قبل. حاولت موازنة ذلك بأفضل ما يمكنني. الشيء الجيد هو أنهم جميعاً يريدون اللعب في «اليوروباليغ»، لكن النادي لا يزال شاباً من حيث كونه فريقاً أوروبياً».
وست هام على الطريق الصحيح. الفريق مكتمل الصفوف وهو قادر على بلوغ أحد المقاعد المؤهّلة إلى دوري أبطال أوروبا من البوابة المحليّة. حافظت الإدارة على قائد الوسط ديكلان رايس في الصيف الماضي إيماناً منها بمشروع مويس الجديد، الذي يسعى لإعادة اسمه إلى الواجهة بعد بضعة محطات متخبطة.
وستكون مباراة وست هام التالية مساء اليوم حيث يحل ضيفاً على جينك البلجيكي (الساعة 19:45 بتوقيت بيروت).