لا شك في أن كلّ من في البرازيل يدرك مدى حجم وقوة المنتخب الألماني عندما يعبر المحيط الأطلسي ويحط في تلك البلاد للمشاركة في مونديالها. تاريخ زاخر بالإنجازات والمحطات اللامعة تسبق دائماً «المانشافت» الى البطولات التي يشارك فيها. ليس بإمكان مطلق متابع، وهو يشاهد الألمان في الملعب بذاك القميص الأبيض الشهير، إلا أن يشعر بثقل وهيبة هذا المنتخب الذي أحرز لقب كأس العالم 3 مرات (1954 و1974 و1990)
وكأس أوروبا (3 مرات) وتأهل الى البطولة الأولى في جميع التصفيات التي شارك فيها (18 مرة)، ورغم ذلك فهو أكثر من لعب في النهائيات (99 مباراة) متفوّقاً على نظيره البرازيلي الذي لم تغب شمسه عنها (20 مشاركة) وهذا دليل على وصوله أكثر من غيره الى أدوار متقدمة من نسخ المونديال، علماً بأنه صاحب الرقم القياسي بالتأهل الى نصف النهائي (12 مرة) وبتشارك المركز الأول مع البرازيل في الوصول الى المباراة النهائية (7 مرات).
هذا التاريخ يزيد، بالتأكيد، المنتخب الألماني قوة وزخماً. وهذه النقطة هي من أبرز النقاط التي تُميز الألمان على الدوام، حيث يبدو مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان مثالاً ساطعاً عليها عندما وصل «المانشافت»، الذي لم يكن مرشحاً على الإطلاق للعب دور في تلك البطولة، الى المباراة النهائية قبل أن يخسر بهدفي «الظاهرة» البرازيلي رونالدو.

مشكلة ألمانيا
الوحيدة هي ترسخ ذهنية السقوط في الأدوار المتقدمة
إلا أن المنتخب الألماني الحالي الذي سيتوجه الى البرازيل بعد أيام يتميز كذلك بكثرة مواهبه وبالمهارات الفردية، ما أدى الى إضفاء نكهة الإبداع والجمالية على شخصية «المانشافت» بعكس الصورة التقليدية والكلاسيكية التي طبعت أجياله السابقة. ففريق 2014، الذي بزغت نواته في مونديال 2010 وقدّم للعالم حينها مواهب مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر وسامي خضيرة ووصل الى نصف النهائي بعد اكتساحه إنكلترا والأرجنتين في الدورين الثاني وربع النهائي على التوالي، كسب على مدى العامين الماضيين مواهب أخرى لافتة على غرار ماريو غوتزه وأندريه شورله وجوليان دراكسلر وماتس هاملس، وتحديداً ماركو رويس. هؤلاء اللاعبون تمكنوا من إعطاء حلول إضافية لمدرب المنتخب، يواكيم لوف، من خلال قدراتهم الفردية الهائلة التي تأتي كداعم مهم لروحية المجموعة التي تميز بها «المانشافت».
أضف الى ذلك، فإن وجود لاعبين أصحاب خبرة في منتخب ألمانيا كالقائد فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر وميروسلاف كلوزه يأتي ليكمل الصورة بهاءً بالنسبة الى بطل العالم 3 مرات.
كل هذه الميزات جعلت المنتخب الألماني من أبرز المرشحين، منطقياً، لبلوغ المباراة النهائية في البرازيل وللحصول على اللقب، وإن كانت بعض نتائج استطلاعات الرأي أظهرت تخوفاً من المشاركة الحالية. ولعل هذه النتائج تقودنا الى نقطة الضعف الوحيدة التي يعانيها المنتخب الحالي والكفيلة، من دون مبالغة، بأن تقضي على الحلم المونديالي المنتظر منذ 24 عاماً، ألا وهي ترسخ ذهنية السقوط في الأدوار المتقدمة في الأعوام الأخيرة لدى اللاعبين الألمان، والتي كانت الخسارة في نصف نهائي المونديال الذي نظمته البلاد عام 2006 أمام إيطاليا سببها الرئيس. من هنا، يمكن اعتبار اختيار الألمان منطقة ساوث تيرول الإيطالية لرمزيتها حيث استضافت منتخبهم الفائز بآخر ألقابه المونديالية عام 1990، لإجراء المعسكر الاستعدادي لمونديال 2014 بأنه محاولة منهم لبث روح الانتصار في نفوس اللاعبين.
إذاً، ما يحلم به أي مدرب في العالم يبدو متاحاً، وبوفرة، بين يدَي لوف في البرازيل. يبقى أن ينجح هذا الأخير، بالدرجة الأولى، في زرع ثقافة الفوز لدى لاعبيه في الاستعدادات الحالية، وعندها فلتترقب البرازيل في صيفها الحار ما سيُدهش العالم من الألمان.




أوزيل متفائل

يسود جوّ من التفاؤل في معسكر «المانشافت» استعداداً للمونديال، فقد رأى النجم مسعود أوزيل أن «ألمانيا تستحق الفوز بكأس العالم مرة أخرى، البلاد بأكملها تتوقع منا أن نفوز بالمونديال».





عودة الثنائي

التحق ثنائي الارتكاز باستيان شفاينشتايغر وسامي خضيرة بتدريبات المنتخب الألماني للمرة الأولى. وعانى «شفايني» من إصابات عدة هذا الموسم؛ كان آخرها في الركبة، فيما عاد خضيرة لتوّه بعد إصابة خطيرة أبعدته لستة أشهر.





اكتشاف المونديال؟

تبدو أسهم جوليان دراكسلر، موهبة شالكه، مرتفعة ليكون «اكتشاف» الألمان في المونديال إذا ما أتيحت له الفرصة بالمشاركة في المباريات، علماً بأن العديد من الأندية الأوروبية الكبرى تسعى حالياً إلى ضمّه.