يعود منتخب لبنان الأول إلى الساحة الآسيوية من البوابة العراقية-القطرية، حين يواجه منتخب العراق اليوم عند الساعة 17.30 بتوقيت بيروت في العاصمة القطرية الدوحة. هي مباراة تُعتبر على أرض العراقيين الذين اختاروا قطر كبلد مضيف لمبارياتهم، نظراً إلى الحظر الآسيوي المفروض على الملاعب العراقية.يواجه منتخب لبنان مضيفاً جريحاً يعاني من ضغوط عالية نتيجة الانتقادات الحادّة التي انهالت على المنتخب العراقي عقب خسارته الثقيلة في الجولة الثانية أمام منتخب إيران 0-3. يأتي العراقيون إلى قطر للملمة الجراح ومصالحة الجمهور وتلميع الصورة التي اهتزّت بقوة عقب أقسى خسارة يتلقاها العراقيون من الإيرانيين.
دوافع عراقية عديدة تصعّب من مهمة اللبنانيين الذين بدورهم يحاولون تخطّي صعوبات الغيابات نتيجة الإصابات وتكرار سيناريو حصد النقاط الذي بدأ في الجولة الأولى أمام الإمارات بتعادل سلبي، وغاب عن الجولة الثانية أمام كوريا الجنوبية بعد الخسارة 0-1.
من المفترض أن يكون المدرب التشيكي إيفان هاشيك قد كوّن فكرة أفضل عن لاعبيه بعكس الجولة الأولى التي أقيمت الشهر الماضي قبل انطلاق الدوري المحلي. تابع هاشيك المباريات المحلية وخرج بمعطيات عديدة ظهرت من خلال خياراته للتشكيلة التي ذهب بها إلى قطر. بعضها فرضته ظروف الإصابات التي مُني بها بعض اللاعبين كنور منصور، وبعضها فرض نفسه اسماً بارزاً في الجولات الثلاث الأولى للدوري المحلي. الوافدون الجدد هم المدافعون في فريق الأنصار: حسن الدر وحسن شعيتو «شبريكو»، إلى جانب مهاجم فريق شباب الساحل فضل عنتر الذي برز بشكل لافت في الدوري، مسجّلاً سبعة أهداف في ثلاث مباريات.
يمكن وصف المباراة بلقاء الغيابات. فالمنتخب العراقي أيضاً يفتقد لعدد من لاعبيه، إذ يدخل منتخب «أسود الرافدين» اللقاء مثقلاً بالإصابات، حيث سيفتقد المدرب الهولندي ديك أدفوكات جهود مهاجم آيك لارنكا القبرصي مهند علي «ميمي» بسبب إصابته في المباراة الأخيرة ضد أبولون في الدوري القبرصي، كما سيغيب عن خط الدفاع ريبين سولاقا وضرغام إسماعيل ولاعبا الوسط جاستين ميرام وسعد ناطق.

هاشيك غير قلق
لا يبدو المدرب هاشيك قلقاً من مواجهة العراقيين. «سنخوض مباراة كبيرة بروح عالية بعد استعدادات جدية أنجزناها في ظل أجواء جيدة». هذا هو عنوان حديث هاشيك في المؤتمر الصحافي الرسمي الخاص بالمباراة الذي عُقد أمس بحضور قائد المنتخب حسن معتوق.
وأكد هاشيك جاهزية لاعبيه بدنياً ومعنوياً، لافتاً إلى أن المباراة لن تكون سهلة البتّة «لكنّ طرفيها يطمحان إلى الفوز. المنتخب العراقي قوي وعريق ويضم عناصر مميزين، وتشكيلتنا متجانسة ومتكاملة. وعموماً من يبلغ هذه المرحلة من التصفيات في سعيه إلى نهائيات المونديال يعرف جيداً ما ينتظره من عوائق وصعوبات، وعليه أن يكون مستعداً. ونحن قادرون على تقديم الأفضل».
تلعب ضمن المجموعة نفسها سوريا مع كوريا الجنوبية والإمارات مع إيران


من جانبه، جزم معتوق بالاستعداد التام للقاء العراق. وقال: «مجموعتنا صعبة وأمامنا فرصة لإحراز نقاط تحسّن موقعنا في الترتيب، علماً أن التصفيات لا تزال في بدايتها. نحن جاهزون لنقدّم المطلوب لنخوض بعدها المباريات المقرّرة تباعاً على أرضنا براحة كبيرة. ينتظر أن يبذل العراق كل الجهد ليعوّض تعثّره أمام إيران. وفي المقابل، دافعنا كبير للبروز والتألّق لنُسعد الشعب اللبناني في ظروفه الصعبة. سنلعب بعزيمة كبيرة وروح عالية وهذا أقلّ الواجب».
وضمن المجموعة نفسها، يتطلع منتخب الإمارات إلى فوز نادر على نظيره الإيراني متصدّر المجموعة بست نقاط عندما يستضيفه في ستاد الوصل بدبي، لإحياء آماله في المنافسة على إحدى بطاقتَي المجموعة الأولى.
وشدّد الهولندي بيرت فان مارفيك مدرب الإمارات على أهمية المباراة مع تذكير اللاعبين بأن «كرة القدم لا تعترف بالتاريخ، بل بالجهد والأداء القوي المبذول داخل أرضية الملعب».
وتابع: «نحن أمام اختبار صعب وقوي، نأمل في اجتيازه بنتيجة جيدة تساهم في زيادة طموحاتنا في التأهل».
وسيجد «الأبيض» مؤازرة كبيرة من قبل جمهوره بعدما أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم غداة مباراة إيران رفع نسبة حضور المشجّعين في الملاعب خلال البطولات المحلية والدولية من 60 إلى 80 في المئة.
وفي المجموعة ذاتها، تنتظر منتخبَ سوريا مواجهةٌ صعبة أمام نظيره الكوري الجنوبي في سيول في ظل الغياب المؤثر لمحمد عثمان (روتردام الهولندي) وإياز عثمان (لوينكوس اليوناني) بسبب رفض شركات الطيران سفر اللاعبين إلى كوريا بجواز السفر الأوروبي وفقاً لما أكده اتحاد الكرة السوري في بيان رسمي.
ووصف نزار محروس المدير الفني لمنتخب سوريا غياب اللاعبين بالموجع «جاء خبر غياب اللاعبين مثل الصاعقة... وغيابهما مؤثر بالتأكيد».
وأضاف محروس: «مباراتنا مع كوريا صعبة فهو منتخب قوي ومن الأفضل في آسيا لكننا عازمون على تقديم مباراة كبيرة».

قمة في المجموعة الثانية
المجموعة الثانية، تشهد مواجهة من العيار الثقيل بين السعودية وضيفتها اليابان. يدرك المنتخب السعودي أنه سيخطو خطوة هائلة نحو مونديال قطر 2022 في حال فوزه على ضيفه الياباني. ذلك لأن إحراز «الأخضر» النقاط الثلاث يعني الابتعاد عن اليابان بفارق ست نقاط في وقت مبكر من التصفيات، علماً أن منتخب الساموراي تعثّر في مستهلّ مشواره بسقوطه بشكل مفاجئ على أرضه أمام عمان قبل أن يحقق الفوز على الصين.

المدرّب هاشيك والكابتن معتوق خلال المؤتمر الصحافي أمس

ويحتل الأخضر السعودي وصافة المجموعة برصيد 6 نقاط، وبفارق الأهداف عن المنتخب الأسترالي المتصدّر بالرصيد ذاته، فيما تحتل اليابان المركز الثالث برصيد 3 نقاط وبفارق الأهداف عن عمان الرابعة، في حين يتذيّل ترتيب المجموعة المنتخبان الفيتنامي والصيني بدون نقاط. وتسير السعودية بثبات في المجموعة حيث حقّقت فوزين متتالين على فيتنام 3-1 في الرياض، وعُمان 1-0 في مسقط.
وسيحظى المنتخب السعودي بمؤازرة قوية من جماهيره التي ستتواجد في المدرجات بنسبة 100 في المئة بعدما أعلنت وزارة الرياضة رفع الطاقة الاستيعابية للحضور الجماهيري بشكل استثنائي.
ورغم افتقاد الأخضر لنجمه سالم الدوسري الذي يشكل عنصراً مهماً في تركيبته وعبدالله عطيف، إلا أنه يملك أسماء مميزة في جميع خطوطه، أمثال محمد العويس وعبد الإله العمري وسلطان الغنام وياسر الشهراني وسلمان الفرج وعبدالإله المالكي وفهد المولد وصالح الشهري.
وأعرب الشهري عن احترامه للمنتخب الياباني، وقال: «نكنّ كل الاحترام للمنتخب الياباني فهو منتخب كبير في القارة مثل المنتخب السعودي، سنحاول الاستعداد لهذه المباراة بأفضل شكل ممكن خصوصاً أنها ستُقام على أرضنا».
وأضاف: «سيكون لدينا دافع كبير في المباراة بوجود الجمهور الذي سيكون سنداً بالنسبة إلينا. ستكون مباراة جميلة سواء لنا كلاعبين وللجمهور أيضاً».
وفي المجموعة ذاتها، تريد أستراليا أن تحذو حذْوَ السعودية وتحقيق فوزها الثالث توالياً عندما تستضيف عمان. وفي مباراة ثالثة ضمن هذه المجموعة أيضاً تلتقي الصين مع فيتنام.