يستعد منتخب إسبانيا لمواجهة المنتخب الإيطالي في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية اليوم، (21:45 بتوقيت بيروت). مباراةٌ يسعى من خلالها «الماتادور» الإسباني لرد الاعتبار من هزيمته في نصف نهائي بطولة أوروبا الماضية أمام «الأتزوري»، في حين يأمل لاعبو المدرب روبرتو مانشيني تحقيق نتيجة إيجابية بهدف استمرار النسق العالي.فور تسلّمه مهمة تدريب الأتزوري، أعلن مانشيني عن هدفه بإعادة المنتخب الإيطالي إلى قمة العالم من جديد، وقد أثبت ذلك من خلال التتويج في بطولة «اليورو». قام مانشيني بخفض معدّل الأعمار الذي كان سبباً رئيسياً في انهيار المنتخب عام 2018، وقد تمكن من ذلك على مراحل متقطّعة مع حفاظه على بعض عناصر الخبرة. بعدها، استغل المدرب الإيطالي مواهب المنتخب الشابة، ونجح في تكوين منظومة متكاملة نجحت بتحقيق رقم مميز، وهو 37 مباراة على التوالي من دون أي هزيمة في جميع المسابقات.
على الجهة المقابلة، عمد المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى إجراء تغييرات جماعية على تشكيلته الأساسية للإسبان، وهو ما جلب له المديح بسبب منح جميع اللاعبين فرصة على المستوى الدولي، والنقد بسبب افتقاره إلى الاستمرارية. قدّم المنتخب مشواراً جيداً في بطولة اليورو، لينتهي الحلم عند عتبة المنتخب الإيطالي في دور نصف النهائي. فشلت إسبانيا بعدها في تجاوز «نكبة» بطولة أوروبا بسهولة، حيث كافحت في لقائها ضد السويد (خسرت 2-1 في تصفيات كأس العالم) لكنها عادت إلى طريق الفوز بانتصارٍ مقنع على جورجيا وكوسوفو.
يسعى المنتخب الإسباني الآن لحجز تذاكر النهائي يوم الأحد في سان سيرو ضد بلجيكا أو فرنسا، ولا يحتاج اللاعبون إلى حافز إضافي للتغلب على الإيطاليين أكثر من الانتقام للهزيمة «المرّة» قبل أشهرٍ بركلات الترجيح.
ستضطر إيطاليا أن تلعب من دون مهاجمها تشيرو إيموبيلي بعد انسحاب لاعب لاتسيو من التشكيلة بسبب الإصابة، الأمر نفسه بالنسبة لرافاييل تولوي وماتيو بيسينا.
تستضيف إيطاليا المنتخب الإسباني اليوم وترحل فرنسا غداً لملاقاة بلجيكا


وعلى الجهة المقابلة، يغيب عن الطرف الإسباني كل من خوسيه لويس غايا وجوردي ألبا على الجانب الأيسر وداني كارفاخال و ماركوس يورينتي على الجانب الأيمن، إضافةً لقلب الدفاع سيرخيو راموس، المصاب منذ عدة أشهر.
كما تشهد قائمة إسبانيا عدة غيابات أخرى مهمة بداعي الإصابة، من بينها بيدري، لاعب وسط برشلونة، كارلوس سولير بالإضافة إلى سيرخيو كاناليس وبرايس مينديز الذي عانى من التواء في الكاحل قبل ساعات قليلة من انضمامه إلى معسكر المنتخب الوطني. ويعاني خط هجوم المنتخب من غياب مهاجم صريح إثر عدم مشاركة ألفارو موراتا وجيرارد مورينو بسبب الإصابة، بالتالي فإن إنريكي قد يعول على بابلو سارابيا في الخط الأمامي بجانب فيران توريس وميكيل أويارزابال.
تجدر الإشارة إلى فوز المنتخب الإسباني مرة واحدة فقط من آخر خمس مباريات له ضد منتخب إيطاليا في جميع المسابقات.

فرنسا تبحث عن العودة
في مباراةٍ أخرى، يحل المنتخب الفرنسي ضيفاً على منتخب بلجيكا غداً، (21:45 بتوقيت بيروت). تصدّر المنتخبان مجموعتي A2 و A3 في دوري الأمم، وسيواجه الفائز في هذه المباراة المنتخب المنتصر خلال لقاء إيطاليا وإسبانيا في نهائي مساء الأحد في ميلانو. وبالنسبة للخاسر، ستقام مباراة تحديد المركز الثالث في تورينو يوم السبت.
لم يكن المنتخب الفرنسي في أفضل حالاته منذ خروجه بركلات الترجيح أمام المنتخب السويسري في دور الستة عشر من بطولة اليورو. كان الفرنسيون مرشحين فوق العادة للتتويج في البطولة لكنهم أصيبوا بخيبة أمل، وحملوا هذا المستوى السيئ في تصفيات كأس العالم. تعادلت فرنسا مع كل من البوسنة والهرسك وأوكرانيا في الشهر الماضي، ثم أنهت سلسلة تخبطاتها بالفوز (2-0) على فنلندا.
من جهتها، لا تزال بلجيكا تحتل صدارة تصنيف المنتخبات في العالم، على رغم خروجها المبكر من بطولة اليورو أمام إيطاليا. خرجت بلجيكا من دور الثمانية بهزيمة (2-1)، وسط نهاية مخيبة للآمال لأحد المرشحين الأوائل. إقصاءٌ لم يمنع فريق روبرتو مارتينيز من الانتقال بثبات حيث فاز في جميع مبارياته الثلاث خلال تصفيات كأس العالم.
يتمتّع المنتخبان بوفرة من نجوم العالم، وهو ما يعطي اللقاء نكهةً خاصة. ستعتمد فرنسا أكثر من أي وقتٍ مضى على جودة كريم بنزيما لتخطي عقبة المنتخب البلجيكي. شهدت بطولة اليورو الأخيرة أداءً ضعيفاً من كيليان مبابي، تضمّن إهداره ركلة الجزاء الحاسمة في الإقصاء بركلات الترجيح أمام منتخب سويسرا. وبينما بدأ مهاجم باريس سان جيرمان الموسم الجديد في الدوري الفرنسي بأسلوب «لائق»، كان بنزيما في مستوى مغاير تماماً. شارك مهاجم ريال مدريد بشكلٍ مباشر في 16 هدفاً خلال ثماني مباريات في الدوري الإسباني هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، وهو ما يجعله تحت الأنظار في قمة الغد.
على الجهة المقابلة، ستمنح مباراة الغد روميلو لوكاكو فرصةً لتعزيز أرقامه على الساحة الدولية. بدأ المهاجم البلجيكي الموسم الجديد بشكل جيد مع تشيلسي، لكنه فشل في التسجيل خلال آخر خمس مباريات للفريق في جميع المسابقات. ومنذ نهاية كأس العالم 2018، سجل لوكاكو 27 هدفاً في 25 مباراة لبلجيكا من بينها أربعة في آخر ثلاث مباريات.
يغيب عن الطرف البلجيكي اللاعب دينيس برايت بسبب الإصابة، فيما يعوّل مدرب المنتخب روبيرتو مارتينيز على عودة كيفين دي بروين من جديد. مقابل ذلك، أُجبر ديدييه ديشامب على إجراء عدد من التغييرات في التشكيلة مع غياب أمثال أنغولو كانتي، كليمنت لينغلي وكورت زوما للإصابة.