ظهرت عيوب برشلونة على فتراتٍ متقطّعة منذ بداية الموسم، وقد تجلّت بشكلها الأوضح خلال الخسارة القاسية أمام أتليتيكو مدريد بثنائيةٍ نظيفة نهاية الأسبوع الفائت. لم يهدّد الفريق الكاتالوني شباك الخصم بالشكل المطلوب ولم تعكس المنظومة أسلوب لعبٍ واضح. كان الأداء أكثر إثارة للقلق من النتيجة، حيث تفوق «الروخيبلانكوس» بالطول والعرض على برشلونة رغم امتلاك فريق رونالد كومان معظم نسب الاستحواذ على الكرة.يحتلّ برشلونة المركز السابع في الدوري محققاً انتصاراً واحداً فقط من مبارياته الست الماضية في مختلف المسابقات. وفي ظل استقباله خمسة أهدافٍ نظيفة خلال آخر هزيمتين (خسر أمام بينفيكا 3-0 في دوري أبطال أوروبا)، زادت الضغوطات على مدرب الفريق رونالد كومان كما ارتفعت احتمالية إقالته خلال فترة التوقف الدولية الجارية. جاءت الخسارة المدوية أمام أتليتيكو مدريد تأكيداً على المرحلة الحرجة التي يعيشها الفريق الكاتالوني بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن صفوفه، وقد لخّصت لقطة الشجار بين بيكيه وبوسكيتس بعد الهدف الأول خلال المباراة حجم الضياع داخل الفريق.
لا تقتصر «الأزمة» في برشلونة على المدرب، بل إنّ الخلل يمتد إلى رأس الهرم. المشاكل المالية ساهمت بإعادة الهيكلة الإدارية والفنية وهو ما جعل رئيس النادي خوان لابورتا يصبر أكثر على المدرب الحالي. المنظومة غير مكتملة وهي بحاجة للتدعيم، هذا أمرٌ واضح. لكن، وبرغم النقص، يتضح جلياً سوء إدارة كومان للمباريات وعدم بنائه أسلوب لعب واعد يعوّل للبناء عليه مستقبلاً. فشل المدرب الهولندي في التعامل مع الفترة الانتقالية التي يعيشها النادي في ظل الأزمة الاقتصادية التي زلزلت أركان «الكامب نو»، لتتزايد الضغوطات على كومان وتتعالى الأصوات المطالبة بإقالته نظراً لتردّي النتائج والأداء.
سبق وأن صرّح لابورتا قبل مباراة أتليتيكو مدريد بأنه يثق بكومان مهما كانت النتيجة، غير أنّ غضب الجماهير، سوء النتائج وعدم السيطرة على غرفة الملابس قد تساهم بتغيير قرار لابورتا. جميع المؤشرات تدل على إمكانية إقالة المدرب إذا تمكنت إدارة النادي من العثور على البديل المناسب، لكن الأمر لن يكون سهلاً نظراً لشح ضمانات الدعم الإداري. وفي ظل الفوضى داخل النادي الكتالوني، يُنظر لفترة التوقف الدولي الحالية على أنها فرصة محتملة لإقالة كومان، فهل يتحقّق ذلك؟
أسماء عديدة مطروحة لخلافة كومان بينها أندريا بيرلو وتشافي هيرنانديز


عقبات مالية
في وضعٍ طبيعي، كومان خارج النادي. النتائج غير ملائمة للتطلعات والأداء غير ممتع كما جرت العادة. ما يعلّق قرار الإقالة هو أنّ الوضع الاقتصادي غير طبيعي، الأمر الذي يبقي كل شيء وارد. قد يكلّف الانفصال عن المدرب الهولندي ما يصل إلى 12 مليون يورو. ومع ذلك، فإن برشلونة لديه القدرة على إقالة كومان إذا احتاج ذلك وفقاً لنائب الرئيس إدوارد روميو، لكن الإجراء سيزيد من عبء التكاليف على خزينة النادي. في الوقت نفسه، من غير المرجّح أن يتم دعم المدرب الذي سيخلف كومان (إذا تمت إقالته) بصفقات كبيرة نظراً للضائقة المالية التي يمر بها النادي، مع الأخذ في الاعتبار أن حدود الأجر لأي مدرب مقبل لن تتجاوز الـ4 ملايين يورو.

بدائل محتملة
إذا تمت الإقالة، فإنّ خيارات التعويض لن تتم تبعاً للاسم الأفضل المتوفر في السوق، بل للخيار الأمثل الذي يتوافق مع إمكانيات النادي المحدودة. في هذا الصدد، أشارت صحيفة «موندو ديبورتيفو» إلى رغبة لابورتا في التعاقد مع مدرب يسير على نهج يوهان كرويف وبيب غوارديولا، أملاً بإعادة أسلوب «التيكي-تاكا» الذي اشتهر به برشلونة إلى التشكيلة الحالية. وأوضحت الصحيفة أن هناك اختلاف بين أعضاء مجلس إدارة النادي حول اسم المدرب الجديد، حيث يلقى نجم الفريق المعتزل تشافي هيرنانديز ترحيباً من معظم الأعضاء، لكن العقبة الأساسية أمام هذه الخطوة تكمن في لابورتا نفسه الذي يرى بأن تشافي لا يمتلك الخبرة اللازمة لإدارة الموقف الحالي، وهذا منطقي كون تشافي لن يكون قادراً على المجيء من الدوري القطري إلى إسبانيا مباشرة، على اعتبار أن هناك فرق هائل في المستوى. وقالت الصحيفة الإسبانية أيضاً أنه رغم تردّد لابورتا بشأن التعاقد مع تشافي نظراً لنقص خبرته التدريبية، إلا أن رئيس النادي معجب بالإيطالي أندريا بيرلو، مدرب يوفنتوس السابق الذي لم يخض سوى تجربة وحيدة (لم يُكتب لها النجاح الكبير) في مسيرته التدريبية. وختمت «موندو ديبورتيفو» قائلةً بأنّ مدرب منتخب بلجيكا روبيرتو مارتينيز يعد من الأسماء المطروحة في برشلونة، ولكنه لا يحظى بإجماع الأعضاء.