يخوض المدرب الوطني جمال طه تحدياً جديداً على صعيد المنتخبات الوطنية. فبعد الإشراف على المنتخب الأول وقيادته إلى نهائيات كأس آسيا 2023 وإلى التصفيات النهائية لكأس العالم 2022، ها هو طه يسعى إلى تأهيل منتخب دون 22 عاماً إلى نهائيات كأس آسيا. سيناريو يتكرر مع «الغزال الأسمر» كما كان يُلقب، فهو تسلّم المهمة من الروماني ليفيو تشيوبوتاريو في المنتخب الأول، وهو يتسلّم المهمة حالياً من المدرب جمال الحاج وأيضاً في استحقاق آسيوي تأهيلي.مهمة طه الآسيوية صعبة في المجموعة الثانية التي ستقام منافساتها في طاجيكستان، من 21 تشرين الأول وحتى 1 تشرين الثاني 2021 وتضم إلى جانب لبنان إيران والنيبال إضافة إلى البلد المضيف. تكمن الصعوبة في تأهّل منتخب واحد عن كل مجموعة إلى جانب أفضل أربعة منتخبات حلّت في المركز الثاني. وفي ظل وجود إيران في مجموعة لبنان ستكون المسؤولية كبيرة على عاتق طه ولاعبيه لتحقيق إنجاز المنتخب الأول والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام في أوزبكستان.
يلعب منتخب لبنان مع الإمارات اليوم عند الساعة 18.30 ضمن المجموعة الثانية (حسن بحسون)

من هنا ستكون بطولة غرب آسيا التي ستنطلق اليوم ويلعب لبنان ضمن المجموعة الثانية إلى جانب الإمارات وفلسطين والعراق. الافتتاح سيكون أمام منتخب الإمارات اليوم عند الساعة 18.30 بتوقيت بيروت على أن يلعب لبنان مباراته الثانية بعد غدٍ الأربعاء عند الساعة 20.45 أمام فلسطين، ويختتم منافسات الدور الأول يوم الجمعة بلقاء العراق عند الساعة 21.30.
اختار طه 20 لاعباً (17 لاعباً و3 حراس) للمشاركة في البطولة كما تنصّ قوانينها بعكس قوانين التصفيات الآسيوية التي تنص على مشاركة 23 لاعباً (20 لاعباً و3 حراس). أمرٌ إيجابيٌّ من جهة ويحمل بعض السلبية من جهة أخرى. فحضور 20 لاعباً وليس 23 يمنح فرصاً أكبر للاعبين للمشاركة، لكن في الوقت عينه قد يكون مُقلقاً لسببين: الأول خوض لبنان لثلاث مباريات في ظرف خمسة أيام قد يُسبب إصابات تستدعي الاستعانة بلاعبين في مراكز معينة قد لا تكون متاحة في ظل تقليص العدد. كما أنه في ظل جائحة كورونا واحتمالات إصابة لاعبين بالفيروس، سيجد الجهاز الفني نفسه أمام معضلة تأمين بدلاء للاعبين المصابين.
يخضع منتخب السيدات لمعسكر داخلي في بحمدون تحضيراً لتصفيات كأس آسيا في الهند


حتى الآن تسير الأمور بشكل طبيعي قبل لقاء اليوم الذي سيكون الأول لطه مع المنتخب الأولمبي. فهو تسلّم إدارة المنتخب خلفاً للمدرب المستقيل جمال الحاج منذ فترة قصيرة وأشرف على ثلاثة تمارين فقط وهو عدد قليل بالنسبة إلى أي مدرب. لكن ما هو مريح أن قسماً كبيراً من اللاعبين كانوا مع طه في المنتخب الأول ضمن معسكر تركيا في شهر آب وبالتالي فإن المدرب يعرف لاعبيه بشكل جيد. سبب آخر لمعرفة اللاعبين عن قرب من قبل طه هو أن معظم اللاعبين هم من أساسيّي أندية الدرجة الأولى وهو أمرٌ يحصل للمرة الأولى. سبب ذلك النظام الذي وضعه الاتحاد اللبناني بإلزام الأندية بإشراك لاعبين دون 22 عاماً لعدد معين من الدقائق، ما منح هؤلاء اللاعبين فرصة المشاركة في منافسات الدرجة الأولى في الموسم الماضي وهذا الموسم وبشكل كبير. فأقل لاعب ضمن المنتخب الأولمبي شارك مع ناديه بما لا يقل عن 600 دقيقة في الموسم الماضي إلى جانب المشاركة في مباريات هذا الموسم في أسابيعه الثلاثة الأولى.
الأمر الإيجابي الآخر في المنتخب الأولمبي الحالي أن عدداً لا بأس به من اللاعبين هم من مواليد 2001، في حين أن المنتخب الأولمبي هو لمواليد 1999-2000. من هؤلاء اللاعبين: محمد ناصر، حسن سرور، علي الحاج (غير متواجد مع المنتخب بسبب إصابته بالرباط الصليبي) علاء عزو، عبد دكرمنجي، محمد حيدر، مكسيم عون وفيليب أيوب. صحيح أن بعضهم ليس مع المنتخب في بطولة غرب آسيا، لكنهم سيكونون حاضرين في التصفيات الآسيوية في طاجيكستان.
وعليه، ستكون بطولة غرب آسيا في السعودية فرصة ممتازة للمدرب طه لتحضير منتخبه للتصفيات، كما ستكون فرصة له لمشاهدة لاعبين يتواجدون معه للمرة الأولى وهم الحارس طارق ناجيا (أيضاً مواليد 2001) المحترف في إنكلترا وقلب الدفاع طوني مكايل المحترف في كندا ولاعب خط الوسط حسين غملوش الذي يلعب في الكويت.

يواصل منتخب لبنان الأول تمارنيه للقاء العراق يوم الخميس (الدوحة - طلال سلمان)

نشاط المنتخبات اللبنانية ليس محصوراً بالمنتخب الأولمبي، فالمنتخب الأول أيضاً يتحضّر في قطر لمباراته مع منتخب العراق يوم الخميس ضمن التصفيات النهائية لكأس العالم، حيث وصل إلى الدوحة وخاض تمرينه الأول بقيادة المدرب التشيكي إيفان هاسيك.
منتخب السيدات أيضاً يستعد لخوض منافسات التصفيات المؤهّلة إلى نهائيات كأس آسيا في الهند بقيادة المدرب وائل غرز الدين. وهو يخضع حالياً لمعسكر إعدادي في بحمدون، حيث زار رئيس لجنة الكرة النسائية في الاتحاد اللبناني أسعد سبليني المعسكر مطّلعاً على آخر التحضيرات. ونوّه سبليني بجهود الجهاز الفني والإداري للمنتخب مؤكداً دعم الاتحاد اللبناني برئيسه هاشم حيدر وأعضاء اللجنة التنفيذية على مختلف الصعد فنياً ولوجستياً لتحقيق النتائج المرجوّة.
وتمنّى سبليني التوفيق للمنتخب في مشواره الآسيوي الذي ينطلق منتصف الشهر الحالي، مشيراً إلى أن المنتخب اللبناني يمتلك عناصر موهوبين جداً قادرين على المنافسة ومقارعة المنتخبات الأخرى وتحقيق نتائج إيجابية.
وكان لبنان قد وقع في المجموعة الرابعة إلى جانب الإمارات، ميانمار وغوام وستستضيفها قيرغزستان بعد تعذّر الدول المشاركة في المجموعة على استضافة المباريات.